علــى غـفـلة : رحلة تغيير رخصة السياقة… ساعات في الجحيم

مواطنون يفضلون الاحتفاظ برخصهم القديمة على الوقوف في طابور القباضة وبيروقراطية مراكز تسجيل السيارات كان على وزارة التجهيز والنقل، قبل أن تصدر قرار تغيير رخص السياقة القديمة بأخرى إلكترونية، أن تدرس كيفية تغيير البيروقراطية داخل المؤسسات التي ستواكب هذا التحول، الذي يستنزف وقت ومال المواطن العادي... كان على وزارة الرباح أن تعقد شركات مع وزارات الداخلية والمالية لتسهيل مهمة المواطن غير القادر على توفير الوساطة ، من خلال بطاقة زيارة تقصر المسافات بينه وبين الرخصة الإلكترونية.كان على وزارة التجهيز أن تنسق مع وزارة التشغيل لإعلان موعد إنجاز رخصة السياقة الإلكترونية يوم عطلة مدفوع الأجر. رحلة إعادة الرخصة تنطلق في الساعات الأولى لصباح يوم غير عاد، خصوصا إذا صادف يوما رمضانيا. البداية باستئذان المشغل في ساعة أو ساعتين على أبعد تقدير، لقضاء مآرب إدارية ضرورية، خصوصا في ظل حرص رجال الأمن على القيام بواجبهم، وتوزيع المخالفات على كل من ضبط بحوزته رخصة سياقة من النوع القديم. ولأن الذعيرة حددها القانون في 700 درهم، فإن المواطن يصر على أن لا يعود لعمله وإلا في حوزته الرخصة البديلة التي تحفظ كرامته وجيبه، ويتوجه إلى القباضة التابعة لمقر سكناه لتأدية 400 درهم، عربونا منه عن مشاركته في عملية التغيير، وقبوله ولوج عالم الرخص الإلكترونية دون قيد أو شرط.الحكاية تنطلق من لحظة انتظار طويلة، لأن المهام في القباضة مختلفة، وليس هناك شباك خاص بالراغبين في تأدية واجب تنبر تغيير رخصة السياقة، فيضطر المواطن المستأذن من مشغله ساعة، إلى انتظار ساعات، وعيناه مركزتان على أرقام إلكترونية تحدد موعد مثوله أمام شباك لتأدية 400 درهم...لتنطلق رحلة العذاب الطويلة نحو إحدى شبكتي الوكالتين للسياقة كارد الموجودتين بالعاصمة الاقتصادية، وسواء الشرقية أو الشمالية، فإن الأمر سيان، سوء تنظيم وتدبير، وتأخير لمصالح المواطنين، وبيروقراطية من الزمن القديم، لا تنفع معها لا البطاقات البيوميترية التي قيل إنها ستعوض الكم الهائل من الوثائق الروتينية، ولا حتى الامتثال لأوامر الأمن الخاص، الذي وضع أمام الباب، للانتقام من «السميك»، وممارسة قليل من السلطة، في لحظة وجيزة... أمام الوكالة الشمالية بشارع الجيش الملكي، طابوران، الأول لسحب الرخص الجاهزة، والثاني لدفع الوثائق المطلوبة، وشتان بين الطابورين، سرعة الأول لعدم جاهزية الرخص وبالتالي المغادرة الطوعية في حالة نفسية متوترة، خصوصا بالنسبة إلى المهنيين، أما عملية الدفع فتعتريها عراقيل لا حصر لها، بداية بترتيب الوثائق الموقعة والمصادق عليها، وأسئلة مستفزة من طرف موظفين بوجوه شاحبة، تثير الشفقة قبل الاحتجاج...هناك من يحظى بالأولوية في ظل هذه البيروقراطية المتجاوزة، أولئك الذين انتبهوا للافتة تحمل عنوانا إلكترونيا، بالإمكان الحصول من خلاله على موعد لتفادي رحلة الجحيم، لكن العائق الوحيد هو أن الوجه الأمامي للافتة والذي كتب عليه العنوان الإلكتروني، لا يمكن مشاهدته إلا بعد تجاوز الحواجز والدخول إلى قاعة الانتظار، الشبيهة بتلك الموجودة في المستشفيات العمومية، مع فارق بسيط في اختلاف نوعية المرض، بين الذي يعاني مرضا عضويا، ويريد عرض حالته على طبيب متخصص، والذي يعاني الروتين والبيروقراطية ولا يجد من يرشده ويصف له دواء يخفف معاناته النفسية في يوم غير عاد، تنتعش فيه خزينة الدولة، ويستنزف فيه المواطن العادي، في ميزانيته ووقته، وربما اضطر مرة ثانية إلى العودة إلى مكان الجريمة، لأن الأبواب توصد في مواعدها، دون اعتبار من كلفهم تغيير رخصة سياقة ساعات في الجحيم... نور الدين الكرف

علــى غـفـلة : رحلة تغيير رخصة السياقة… ساعات في الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـيـسـي يـقـتـرب مـن حـلـمـه

ضبط تلميذين توأم بالبيضاء يغشان بتقنيات متطورة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات