رسالة رياضية: خلل

لم يستطع أي رئيس إكمال ولايته في الرجاء، طيلة السنوات الماضية، وربما منذ عقود. فحتى محمد بودريقة، الذي أتى من المدرجات، وربما كان أكثر الرؤساء الذين تعاقبوا على النادي، قدرة على تحمل الضغوط ومواجهة الانتقادات، قدم استقالة مبكرة ومفاجئة ذات يوم من 2015. وترك بودريقة مكانه لسعيد حسبان، الذي لم يعمر طويلا، لتخلفه لجنة مؤقتة، غادرت بدورها، ثم تلاها جواد الزيات، الذي انسحب بدوره، رغم النجاحات التي حققها، قبل أن يلقى رشيد الأندلسي وأنيس محفوظ المصير نفسه. ويبدو أن عزيز البدراوي، الرئيس الحالي، قد لا يصمد طويلا، وربما يترك السفينة مبكرا، هو الآخر. ويصعب على أي رئيس تنفيذ أفكاره وبرامجه حتى لو أكمل ولاية أربع سنوات، فبالأحرى أن يرحل في بدايتها، فأين الخلل؟ الاحتمال الأول، هو إما أن الرجاويين لا يعرفون على من يصوتون، و لا يجيدون اختيار رؤسائهم، رغم توفر النادي على قاعدة منخرطين يضرب بها المثل، وضمنهم منخرطون مرجعيون، ورؤساء سابقون، وكفاءات مخلصة للنادي. وربما يكون المشكل هنا هو أن التصويت يتم على الأشخاص والوعود، وليس على البرامج والمخططات والأفكار، وفي هذه الحالة يتم انتخاب من يدفع أكثر من ماله الخاص للنادي، وبالتالي تختل مقاييس التقييم والمحاسبة والمساءلة، التي تتم بناء على البرامج، وليس على المال الذي دفع. والاحتمال الثاني، هو أن ضغوط ناد جماهيري من حجم الرجاء، لا يتم تدبيرها بشكل صحيح، من قبل أغلب الرؤساء، خصوصا الذين يفضلون مواجهتها بمفردهم، وليس بواسطة هياكل وأجهزة مؤهلة بصلاحيات محددة، تحمي النادي والرئيس أيضا. ولهذا كتبنا هنا، قبل سنوات، أن أزمة الرجاء ليست أزمة مالية فقط، بل أزمة هياكل وقوانين وأنظمة، تناسب خصوصيات النادي، فاختاروا أي احتمال شئتم. عبد الإله المتقي

رسالة رياضية: خلل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

264 مجزرة بدون مراقبة

أحوال السوق

مقالات ذات صلة