يقف طبيب التجميل، الحسن التازي، غدا (الخميس)، أمام غرفة الجنايات المكلفة بالجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، في أولى جلسات محاكمته، في حالة اعتقال، إلى جانب زوجته وشقيقه وممرضة، من أجل جناية الاتجار في البشر واستدراج أشخاص، واستغلال حالة ضعفهم وحاجتهم، ومشاركتهم للقيام بأعمال إجرامية عن طريق التعدد والاعتياد وارتكابها ضد قاصرين يعانون المرض. كما يتابع المتهمون بالمشاركة في النصب والمشاركة في تزوير محررات تجارية واستعمال شهادات تتضمن وقائع غير صحيحة، وهي التهم التي أعادتها الغرفة الجنحية باستئنافية البيضاء، إلى صك المتابعة، بعدما أسقطها قاضي التحقيق في وقت سابق. ويواجه المتهمون، أيضا، تهما تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاتجار في البشر والنصب والتزوير واستعماله في فواتير العلاج والملفات الطبية وتبييض الأموال وانتحال الصفة. وشهدت جلسات التحقيق في الملف، الذي استأثر باهتمام الرأي العام، مواجهات بين المتهمين، إذ حاول كل منهم إلصاق التهم بالآخرين، غير أن تصريحات المصرحين سواء في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أو أمام قاضي التحقيق أنهت الشك باليقين في شأن تورط المتهمين في الاستحواذ على مبالغ مالية مهمة من تبرعات أوهموا المعنيين بأنها نظير عمليات يستفيد منها الأطفال والأشخاص المعوزون، يتم تبريرها باستعمال فواتير وتقارير علاج مزورة. وتفجرت قضية الطبيب التازي وباقي المتهمين حين تقدم أحد المحسنين بشكاية للنيابة العامة، إثر اطلاعه على تلاعبات مالية تورط فيها الطبيب رفقة 7 أشخاص آخرين بينهم زوجته وشقيقه اللذان يعملان مديرين بمصحة التجميل المملوكة له بالبيضاء، فانطلقت تحريات وتحقيقات الفرقة الوطنية التي استمرت لأزيد من شهرين، حيث تم الاستماع لعدد كبير من الضحايا، والاطلاع على عدد من الوثائق والملفات ذات الصلة بالقضية، فسجلت الأبحاث تورط المشتبه فيهم المتهمين في تكوين عصابة إجرامية تستهدف جمع مبالغ مالية من متبرعين تحت غطاء تسوية تكاليف طبية لاستشفاء مرضى منتمين إلى أسر معوزة، على أن يتم تقديم العلاج لهم بالمصحة التي يعمل بها أغلب المتهمين، حيث يتم الرفع من قيمة التكاليف الطبية بشكل تدليسي قصد الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة. كريمة مصلي