المواد الغذائية المهربة تكتسح أسواق تطوان في رمضان

شباب يعرضون سلعهم رغم تحذيرات الأطباء من خطورة استهلاكها شهر رمضان مناسبة لنشاط وترويج الكثير من المنتوجات بمختلف أشكالها ولكل منطقة خصوصيتها، كما لكل سوق من الأسواق بضاعته ونوعية النشاط التجاري الذي ينشط في هاته المناسبة الاستثنائية، حيث ترتفع نسبة التسوق والتبضع ويزداد الإقبال على عدد من المنتوجات، كل حسب المنطقة التي ينتمي إليها. فمع طلعة كل رمضان، تغزو كميات كبيرة ومتنوعة من المنتجات الاستهلاكية الإسبانية التي تهرب عبر المركز الحدودي باب سبتة أسواق تطوان، إذ تباع بوفرة في مختلف أسواق وأزقة المدينة عند الباعة المتجولين الذين يركزون نشاطهم خلال هذا الشهر على هذا النوع من التجارة، لرخص ثمن هذه المواد وسرعة بيعها. وعاينت «الصباح» خلال جولة في بعض الأسواق التي تخضع لنظام التجارة الحرة وتعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، كـ «سوق باب النوادر، وسوق سانية الرمل، وسوق (الطرنكات)، وسوق الكورنة..»، أن المواد الغدائية التي يتم تهريبها عبر نقطة الحدود باب سبتة تشكل أكثر نسبة من السلع المعروضة في الأسواق طيلة أيام رمضان، وتعرف إقبالا كبيرا من لدن المستهلكين رغم أنها تفتقر إلى الكثير من عناصر الجودة والسلامة الصحية. ويجد عدد من الشباب في تطوان، طيلة أيام رمضان، فرصة لعرض هذا النوع من السلع على أرصفة شوارع المدينة وأزقتها. يقول ياسين، بائع متجول بـ (سوق سانية الرمل)، وهو طالب مجاز في عقده الرابع، «بعد حصولي على الإجازة، لم أجد غير هذه العربة كي أحارب بها البطالة، حيث أعرض فوقها أصنافا من البضائع التي أتاجر فيها من موسم لآخر. ففي بداية رمضان مثلا أتاجر في المواد الغذائية الإسبانية المهربة من سبتة المحتلة التي تستهلك بكثرة خلال هذا الشهر، مثل عصير الفواكه(سومو) والأجبان واليوغورت ومرتديلا، أما عندما يدخل رمضان في العشر الأواخر منه فإنني أغير بضاعتي لأتاجر في مختلف البخور والعطور الخاصة بليلة القدر.وتشكل أغلب هذه المواد المستقدمة من مدينة سبتة المحتلة عن طريق التهريب والموجودة حاليا في أغلب أسواق المدينة خاصة منها الغذائية كـ « عصير الفواكه (سومو) والأجبان واليوغورت ومرتديلا» (تشكل) خطرا كبيرا على صحة المستهلكين، حيث تتطلب إمكانيات وشروط خاصة لنقلها، ونظرا لغياب الوعي عند المواطنين بخطورة هذه المواد، فإنهم يقبلون على اقتنائها بشكل كبير لرخص ثمنها. فبفعل المضاربات في أثمنة هذه المواد الغذائية المهربة يصل ثمن لتر واحد من عصير الفواكه المعروف في الشمال بـ (سومو) إلى 6 دراهم، أما اليوغرورت (500 غرام) فيبلغ ثمنه إلى 7 دراهم، أما المرتديلا فثمنها يصل إلى 13 درهما .ارتفاع الطلب في هاته الفترة، يرافقه انخفاظ في الثمن المطروح بأسواق تطوان، خاصة في اللحظات الأخيرة قبيل أذان المغرب، إذ يتنافس الشباب الباعة في عرض الأثمنة، مما يجعل الثمن يصبح مقبولا ومشجعا للكثيرين، فكثرة الطلب يرافقها أيضا كثرة العرض، فكثيرون هم الذين يصبح نشاطهم الأساسي في هاته الفترة، هي تهريب هذا النوع من السلع، وفي غالبيتها من المواد الغذائية السبتية، التي تغزو أسواق تطوان والجهة ككل.كثيرون هم الذين يقبلون على هاته البضاعة، دونما انتباه إلى جودتها أو حتى مدة الصلاحية، فالطريقة التي تباع بها، بل والتي تجلب بها تطرح الكثير من الأسئلة والتخوفات، لكن مع ذلك فعرضها في أيام رمضان يجعل المشتري غير عابئ بتلك المخاطر، بل إن الثمن أيضا مغر ويشجع على الشراء، خاصة في ظل ما يسمى «شهيوات» رمضان، والتي تغشي العيون.الإقبال على المواد الغذائية المهربة من سبتة المحتلة، أصبح عرفا أو تقليدا بالنسبة إلى أهالي تطوان والمنطقة، فقد كانت تلك المعروضات تطرح بشكل أكبر بكثير خلال السنوات الماضية، إلا أنه قل مؤخرا خاصة مع ظهور منتوجات مغربية مشابهة وبأثمنة أقل. إلا أنه مع ذلك يبقى العرض الأول بأسواق تطوان، خاصة لدى العشرات أو المئات من الشباب ممن يتحولون إلى باعة متجولين في هاته المناسبة، هي تلك السلع المهربة من سبتة المحتلة من «سومو» (العصير)، الياغورت بمختلف أشكاله، إضافة إلى بعض أنواع الأجبان والحلويات الأخرى.إضافة إلى ما تعرفه أسواق تطوان في هاته الفترة، من عرض لتلك السلع المهربة، تستهوي مواد اخرى الصائم، مثل الأسماك خاصة «الشران» الذي يرتفع عليه الطلب ويرتفع ثمنه أضعافا مضاعفة، خلال شهر رمضان، والطاجين التطواني المهيأ ب»الشطون» هو لازم في موائد العشاء التطوانية. وكثيرون هم الذين يختارونه من بين الأكلات الأخرى، ويتميز بخصوصيته الرمضانية، ليكون واحدا من المواد التي تعرف تزايدا في هذا الشهر الكريم. مواد مجهولة في الأسواق حذرت مصادر طبية من استعمال هذه المواد التي غالبا ما تجلب من مدينة سبتة المحتلة وتخزن في ظروف لا تستجيب لأي معايير صحية، بل الكثير من هذه المواد يفتقر إلى بيانات مرجعية تخص المصدر المنتج والمستورد وتاريخ الصلاحية، كما أن عرضها تحت أشعة الشمس يجعلها عرضة للفساد بسرعة، خاصة أن رمضان تزامن مع فصل الصيف، الشيء الذي قد يهدد صحة المستهلك وحياته إن لم ينتبه إلى جودة المواد المستهلكة ومدى صلاحيتها، خاصة في ظل غياب المراقبة الرسمية التي يكون عملها موسميا فقط. يوسف الجوهري (تطوان)

المواد الغذائية المهربة تكتسح أسواق تطوان في رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصيـف يخفـض الطلـب عـلى العقـارات

المغرب خارج اجتماع أمني حول "داعش" يعقد الأحد بتونس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات