أرسل لها ثلاثة ملايين وفبركت صورا جنسية له وهددته فور مغادرتها السجن تمثل شابة تحمل، حسب محاضر الضابطة القضائية، صفة مؤثرة، أمام غرفة الجنح المستأنفة بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، نهاية الشهر الجاري، بجرائم النصب والحصول على مبلغ مالي بواسطة التهديد بإفشاء أمور شائنة، فجرها مشتك يشتغل لحساب البحرية الأمريكية "المارينز"، وهو من أصل مغربي ويحمل الجنسية الأمريكية، موجها اتهامات إلى المؤثرة في شأن ابتزازه جنسيا، وكلف شقيقه عبر وكالة خاصة بوضع شكاية أمام النيابة العامة التي تفاعلت معها بسرعة. وسقطت الظنينة في قبضة الأمن لتحتفظ بها النيابة العامة رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة، وأدينت قبل أيام بعقوبة مخففة، بعدما اقتنعت المحكمة الابتدائية بالجريمة المنسوبة إليها، ومتعتها بظروف التخفيف، لتكتشف المؤثرة شكاية جديدة ضدها وضعت منتصف الأسبوع الجاري، بعدما هددت الضحية من جديد، فور مغادرتها أسوار المؤسسة السجنية. وأوردت مصادر "الصباح" أن الظنينة تعرفت على جندي "المارينز" عبر إحدى التطبيقات الذكية، وقدمت له نفسها أنها تدير جمعية، مطالبة إياه بمساعدتها ماليا، فاستجاب لطلبها، إذ أرسل لها حوالات مالية، بلغت قيمتها ثلاثة ملايين، قبل أن يجد نفسه في موضوع ابتزاز جنسي مقابل تسليم الأموال، عبر "فبركة" صور له وإلصاق تعابير مسيئة بها، فأخبره بعض أصدقائه أن الفاعلة متخصصة في النصب والاحتيال والابتزاز. واستنادا إلى المصادر نفسها، أكدت الموقوفة، أمام ضباط الشرطة القضائية، أن الصورة موضوع المتابعة والتهديد بإفشائها عملت على حفظها بحسابها المفتوح بأحد التطبيقات الذكية، لأن قانون التطبيق الذي تنشط فيه يلزم مستعمليه بذلك، في حال رغبتهم بحفظ الصور المنشورة بحسابات أخرى، نافية التهديد. وشددت الظنينة على أنها كانت في حاجة لمشتركين رسميين حتى تتمكن من التوصل بأجرة شهرية من قبل الإدارة المشرفة على برنامج التطبيق الذي تنشط فيه، مضيفة أنها كانت تظهر المشتكي في عمليات بث مباشر انطلاقا من حسابها المفتوح بالتطبيق الخاص بها، وكان يطلب منها تشغيل الأغاني، حسب ذوقه، كما كان يطالبها في العديد من المناسبات بمغادرة منزلها والتجول بالبيضاء بحجة أنه لم يطأ أرض الوطن لمدة طويلة ما كان يستنزف وقتها وصحتها، وكذا صبيب الأنترنت، نافية جريمة التهديد، لكن المحكمة اعتبرت تلك التصريحات ذريعة لإبعاد التهمة عنها، بعدما اقتنعت بالمنسوب إليها طبقا للفصل 540 و538 من القانون الجنائي. واعترفت المؤثرة بتلقيها مبالغ مالية من المشتكي (3839 درهما)، في الوقت الذي أكد فيه المشتكي بعث ثلاثة ملايين سنتيم، وهو ما اعتبرته المحكمة دليلا في توجيه الاتهام لها، وإدانتها بعقوبة حبسية، وبعدها وجد الضحية نفسه، حسب أقوال دفاعه، أمام تهديدات جديدة بمباركة من مقربين منها، ليسجل شكاية جديدة في الموضوع، لمطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي، وإسناده إلى الضابطة القضائية، موفرا معطيات تقنية جديدة تخص تعريض المواطن الأمريكي من أصل مغربي لجرائم الابتزاز والتهديد. كما وضع شكاية أمام رئاسة النيابة العامة يفيد فيها بإعادة التوازن للملف وملاحقة خمسة أطراف أخرى، يشتبه في صلتها بجرائم النصب والتهديد والاحتيال، مضيفا ان موكله تعامل بحسن نية وقدم مساعدات لمغاربة محتاجين متضررين من الوضعية الوبائية لفيروس كورونا، وبعدها تواصلت الطلبات المالية لتتحول إلى جريمة ابتزاز وتهديد. عبدالحليم لعريبي