علــى غـفـلة : سماسرة تعبئة المطبوعات يلهبون سوق البريد

ثمن المواعد المتقدمة في الطابور يصل إلى 10 دراهم والمتقاعدون وتلاميذ الباكلوريا أكثر المعذبين الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، وكالة بريد المغرب بحي سيدي البرنوصي المحاذية لعمالة مقاطعات البرنوصي، تستقبل في اليومين الأولين من يوليوز الجاري، متقاعدين من فئات مختلفة وينتمون إلى قطاعات مهنية متعددة، يوحدهم البريد في استخلاص معاشاتهم الشهرية أو الموسمية. اكتظاظ غير مألوف تشهده الوكالة، اضطر معه المواطنون إلى الاصطفاف في طوابير، منذ السابعة صباحا، في انتظار أن يحين دورهم، للحصول على بضعة دريهمات نظير خدمة سنوات في عدة مجالات. منهم من يقف على عكاز بالكاد يساعده في الحفاظ على توازنه في المشي، ومنهم من يجلس على كرسي متحرك، يصعب معه الصعود إلى الباب الرئيسي للوكالة في ظل غياب الولوجيات التي باتت ملزمة لجميع المؤسسات التي تستقبل الزبناء في حالة إعاقة، بناء على اتفاقيات سابقة.يجهل المواطنون أسباب الازدحام الذي عرفته الوكالة في اليومين الأولين من رمضان، في الوقت الذي فضل المكلف بالحراسة الأمنية للوكالة، بالرد عليهم بـ«تسناو كل واحد غادي يجي وقتو راه رمضان هذا صبرو معانا»، وهي الجملة التي ظلت سائدة بين زبناء الوكالة التي تعاني نقصا في الموارد البشرية نتيجة العطلة السنوية، أو المدة الزمنية المحدودة للاشتغال في رمضان، مع تخصيص شباك واحد لهذه الفئة.يتواصل العمل على هذا المنوال إلى غاية الثالثة والنصف زوالا في الوقت الذي يصعب على المواطنين الذين لم يحظوا بقضاء أغراضهم، أن يعودوا إلى الوكالة مجددا في اليوم الموالي، مخالفين المقولة الشهيرة «لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد». بعيدا عن سيدي البرنوصي، تعرف الوكالة الرئيسية لبريد المغرب بالدار البيضاء بشارع الحسن الثاني، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، سيما في الفضاء المخصص لاستقبال الإرساليات، إذ يتحول جزء منها إلى ما يشبه محلا لبيع الحلويات، إذ تختار مجموعة من الأسر أن ترسل إلى ذويها «شباكية» و«سلو» وهما الوصفتان الشهيرتان في رمضان، إذ يحمل عدد من رواد الوكالة حقائب تضم «الشهيوات الرمضانية»، فضلا عن الخدمات العادية لبريد المغرب المتمثلة في الرسائل أو التحصيل المالي أو خدماته البنكية.رمضان هذه السنة، تزامن مباشرة مع نهاية السنة الدراسية وإعلان النتائج سيما لتلاميذ الباكلوريا، وغالبيتهم مقبلون على اجتياز اختبارات ولوج مؤسسات وطنية وأجنبية، منهم من يبعث برسالة مضمونة إلى مؤسسة عليا في انتظار اجتياز مباريات الولوج، ومنهم من ينتظر رسالة من الخارج تتضمن بعض الشروط التي تفرضها المؤسسات الأجنبية لاستقبال الطلبة المغاربة، والخوف على محيا مجموعة من الطلبة، خاصة أن عددا منهم مطالب بالتوقيع على الوثائق في ظرف لا يتعدى 24 ساعة وإعادة إرسالها إلى وجهتها، أو منهم من حدد له موعد مسبق مع المصالح القنصلية لبعض الدول في اليوم الموالي للقيام بإجراءات الحصول على التأشيرة.خارج الوكالات البريدية، تنتشر مهن أخرى، سيما المتعلقة بملء المطبوعات من قبل شباب غالبيتهم حاصلون على شهادات عليا، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 20 و50 درهما، فيما تباع أوراق أرقام التسلسل الخاصة باستقبال المواطنين بقيمة تتراوح بين 5 و10 دراهم، تعفي المواطنين طول الانتظار. يختلف العمل من وكالة إلى أخرى، إلا أن طول الانتظار في بعض الأحيان أو ضعف تسهيل الخدمات، يوحد وكالات بريد المغرب، سيما في الأيام الرمضانية التي تتميز هذه السنة بحرارتها المفرطة، أضف إليها سخونة الانتظار.ياسين الريخ

علــى غـفـلة : سماسرة تعبئة المطبوعات يلهبون سوق البريد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة بين الوداد و"الكاك" بسبب أصوفي

الحبس لامرأة صفعت محاميا بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات