نواميس في قواميس السياسة : “البمطجية”… مغربة البلطجة

"البمطجية" كلمة مشتقة من لفظ "البلطجية". ألصقها خصوم الأصالة والمعاصرة، بهذا الحزب، ردا على بعض السلوكات التي طبعت انتخاب مكاتب المجالس الجماعية ببعض المناطق، سنة 2009، التي شهدت إنزالا قويا لأنصار الحزب، كما وقع في وجدة ومراكش وغيرها... فقد تميزت هذه الفترة، ببروز قوي للأصالة والمعاصرة، وبدأت مخاوف الأحزاب تتزايد من "تونسة" المغرب، قبل أن يقع الحراك العربي، الذي أعاد كل المخططات إلى نقطة الصفر.لفظ "البمطجة" اشتق من "البام"، مع الإيحاء على مصطلح "البلطجة"، إذ برزت هذه الظاهرة في مصر، وتميزت باستعمال العنف من أجل تحقيق أهداف انتخابية، وبذلك فالبلطجة تعبير عن أعمال العنف التي ترافق بعض الحملات الانتخابية، وغالبا ما استعمل أنصار الحزب الوطني، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، "البلطجة" من أجل تخويف خصومه السياسيين.الاتهامات بـ"البمطجة"، برزت بشكل قوي مع احتجاجات حركة "20 فبراير"، إبان الحراك الذي خاضه مجموعة من الشباب، مطالبين بإصلاحات سياسية. في هذه الفترة، تحولت الأنظار كلها، إلى "البام"، برفع صور وشعارات قيادات هذا الحزب، والمطالبة بحله من طرف أنصار الحراك الشبابي. في هذه المرحلة برز مفهوم "البمطجة" قويا في الساحة السياسية، وأصبح يستعمل للإحالة على الأصالة والمعاصرة، واتهامه بالتحكم في الحياة السياسية، اتهامات صدرت أكثر عن العدالة والتنمية، التي تملك "الأصل التجاري" للفظ التحكم، إلى يومنا هذا، وفقا لتعبير الوزير الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.من جهتها، انحنت قيادة الأصالة والمعاصرة، في تلك الفترة للعاصفة، خاصة بعد أن أضحت صور قيادات الحزب، مصاحبة للشعارات ضد الاستبداد والتحكم التي رفعها المتظاهرون، إبان حراك "20 فبراير". بعض قادة الأصالة والمعاصرة، لم يتقبلوا الهجوم المبالغ فيه على الحزب والاتهامات الموجهة إلى قياداته السياسية. بالمقابل، نفى حسن بنعدي، الرئيس السابق للمجلس الوطني للحزب، في ندوة صحافية، أن يكون شباب 20 فبراير تبنوا شعار المطالبة بحل الحزب، وفي محاولة لامتصاص غضبهم، قال "إنني أنزه هؤلاء الشباب من كل الشعارات التي رُفعت باسمه خلال مسيرة فبراير، أو الوقفات السلمية الأخرى"، معتبرا أن هناك جهات تسعى إلى تصفية حساباتها على أكتاف الشباب.لفظ "البمطجية" دخل القاموس السياسي، من باب حركة "20 فبراير"، وسرعان ما تحول إلى توصيف يطلق على سلوكات سياسية معينة، تقوم على قاعدة التحكم والاستبداد بالقرار، وإبعاد الخصوم السياسيين، وحل أحزاب أخرى، كانت قائمة الذات، من أجل إدماجها في مشروع حزبي واحد، واستقطاب برلمانيين من أحزاب سياسية أخرى من أجل تقوية نفوذ وحضور وتمثيلية حزب واحد، فأصبحت بذلك "البمطجية" لصيقة بالسلوك السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ما يجعل الحزب اليوم رهينة لمرحلة التأسيس، كما جاء على لسان الكاتب حسن أوريد، في إشارة إلى الظروف التي سبقت عملية إعلان الحزب، والاتهامات التي وجهتها باقي الأحزاب إلى أطراف متهمة بالاستقواء بالدولة من أجل تعزيز مكانة الحزب، في الساحة السياسية، بعد سنتين من التأسيس فقط.الصراع السياسي في هذه المرحلة، وصل إلى حرب إلكترونية مشتعلة، بين الأصالة والمعاصرة من جهة، والعدالة والتنمية وحزب الاستقلال من جهة أخرى، فقد شن أعضاء موالون للحزبين هجوما على "البام"، من خلال عريضة توقيعات طرحت في موقع "فيسبوك" حملت شعار "كلنا ضد حزب الأصالة والمعاصرة"، و"معا لرفض مشروع الحزب الوحيد"، في الوقت الذي كانت فيه صور أبرز مؤسسي الحزب، تغطي الشوارع التي تشهد احتجاجات شباب 20 فبراير، ووسط دعوات بحل الحزب، ما تزال قائمة إلى اليوم، يجدد التذكير بها، بين الفينة والأخرى، رئيس الحكومة نفسه.

نواميس في قواميس السياسة : “البمطجية”… مغربة البلطجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مذكرات قــــاض : كنت أستقبل المتنازعين بمكتبي دون بذلة

خطابات الحسن الثاني النارية : خطاب المسيرة الخضراء أثار ضجة في الجزائر(2/2)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات