موضة الإفطار خارج البيت تستهوي الشباب

إقبال على اقتناء وجبات الإفطار الجاهزة عبر الأنترنت والسعر ابتداء من 50 درهما فرض واقع الحياة العصرية الكثير من المستجدات، وروج لتقليعات جديدة، امتدت في عمقها إلى مظاهر الاحتفالات الدينية، إذ ما فتئت موضة الإفطار خارج البيت خلال شهر رمضان تنتشر بين صفوف الشباب تحديدا، وصاروا يضربون مواعد للإفطار الجماعي في المطاعم والفنادق والفضاءات العامة. وانتقل الإفطار خارج البيت من طابعه الإجباري إلى سلوك ترفيهي، يستهدف خلق الحيوية والتنوع في نمط الحياة في الشهر الفضيل، الأمر الذي انعكس إيجابا على الرواج السياحي الداخلي للفنادق والمطاعم، بتزامن شهر الصيام مع فصل الصيف، الذي يعتبر ذروة النشاط التجاري عند مهنيي القطاع السياحي.ويستفيد هواة الإفطار خارج المنزل من عروض ترويجية في الشوارع وعلى صفحات الإنترنت، خصوصا عبر مواقع الصفقات (Deals)، إذ يبدأ سعر وجبة الإفطار من 50 درهما ليصل إلى 200 درهم للشخص، حسب طبيعة المكونات الغذائية الموجودة في الوجبة، علما أن المطاعم والفنادق تحرص على إدراج المأكولات الشعبية الخاصة بشهر رمضان الكريم في عروضها، بما في ذلك “الشباكية” وحساء “الحريرة” والتمر.وفي هذا الشأن، تؤكد نهاد سبحي، فاعلة في مجال التسويق الرقمي، تطور الطلب بشكل كبير على اقتناء وجبات الإفطار الجاهزة عبر الأنترنت وإجراء الحجوزات في المطاعم، إذ يتسارع الزبناء إلى الظفر بطلبياتهم قبل نفاد المخزون، فيما يفضل أرباب المطاعم ومدبرو الفنادق الحجز عبر الهاتف من أجل الاستفادة من وجبات الإفطار في المكان عينه.وبهذا الخصوص، شدد محمد المعروفي، صاحب مطعم وسط مدينة الدار البيضاء، على تزايد الطلب خلال السنوات الأخيرة على الإفطار في المطاعم، بعد أن كانت تغلق أبوابها خلال الشهر الفضيل الذي يعتبره ملاك المطاعم عطلة سنوية، إذ عزا تطور الإقبال إلى تزامن شهر رمضان الكريم مع العطلات السنوية وفصل الصيف، مؤكدا أن نسبة الإقبال انتقلت من 10 إلى 25 في المائة.وبخلاف طقوس الإفطار خارج البيت المتجذرة في دول المشرق، من خلال الديوانيات والخيام الرمضانية المنتشرة في شوارع وأزقة المدن، تتخذ هذه الموضة الجديدة على المجتمع خصوصيتها المغربية، إذ يركز المغاربة على استغلال هذا السلوك من أجل تمتين العلاقات العائلية والمهنية، ذلك أن وجبة الإفطار صارت فرصة للقاء والتعارف وصلة الرحم بين الأقارب، في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية وكثرة الانشغالات.ويرى حسن، موظف في إحدى الشركات، أن وجبة الإفطار تعتبر محطة رئيسية في اليوم خلال شهر رمضان الكريم، وبالتالي أصبح المرء مجبرا على استغلالها من أجل عقد لقاءات مهنية، إذ تعمل الشركات على عقد ندواتها الداخلية والخارجية إبان فترة الإفطار، سواء في مقراتها الاجتماعية أو في الفنادق والمطاعم.ويشير صاحب مطعم آخر، إلى أن الإقبال يتزايد على وجبات الإفطار خلال النصف الثاني من شهر رمضان الكريم، إذ تستغرق الأسر خلال الأسبوع الأول والثاني من هذا الشهر في تبادل الزيارات العائلية والإفطار الجماعي. كما يتعزز الإقبال بالسياح الأجانب بتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف.إلى ذلك، تظل معظم الأسر غير راضية على إفطار أبنائها خارج البيت، إذ ترى في هذه الموضة كسرا للألفة بين أفراد الأسرة خلال شهر رمضان الكريم، وتبديدا لمشتريات المواد الاستهلاكية التي تعاني الأسر لتأمينها خلال الشهر الفضيل، إضافة إلى ذلك فإن كلفة الإفطار في الخارج غالبا ما تكون مكلفة من الناحية المادية، خصوصا مع تزامن فترة الإفطار هذه السنة مع مباريات كأس العالم بالبرازيل، إذ تعمد المطاعم والفنادق إلى تضمين فواتيرها، تكاليف إضافية لقاء مشاهدة المباريات، التي تبث حصريا على قناة عربية وحيدة.بدر الدين عتيقي

موضة الإفطار خارج البيت تستهوي الشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإقبال الكثيف يلهب أسعار السمك

رمضان... ترويح وتراويح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات