العمـرة… وجهـة العديديـن خـلال رمضـان

يرتبط شهر رمضان عند العديد من المغاربة بأداء مناسك العمرة، معتبرين أنهم في الديار المقدسة يمكنهم التقرب من الله بشكل أفضل. وفي الوقت ذاته، يعتبر البعض الآخر أن العمرة التي هي في الأصل تعبد وزيارة إلى أقدس الأماكن لدى المسلمين، تدخل في باب السياحة ، وهذا بالضبط ما تركز عليه وكالات الأسفار، إذ تستغل لهفة تلك الفئة، وتقدم عروضا مغرية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبناء الباحثين عن المتعة السياحية الدينية.وفي الوقت الذي تسعى عائلات مغربية إلى زيارة الديار المقدسة مرات متعددة خلال السنة، تصر عائلات أخرى، أن تجعل شهر رمضان فرصة لزيارتها لان فيها أجواء دينية لا يمكن أن تكون في أماكن أخرى، أو أن تعيشها في بلادها، وهذا بالضبط ما تبحث عنه خلال هذا الشهر. "من استطاع زيارة ذلك مكان المقدس كل سنة، فليفعل، فلا أعتقد أن مسلما غير متشوق لزيارة مكة المكرمة وأداء مناسك الحج أو العمرة فيها"، وتضيف امرأة في الخمسين من عمرها، أن العمرة التي يمكن أداء مناسكها على مدار السنة، تكون مختلفة خلال رمضان. وأوضحت المرأة ذاتها التي زارت الديار المقدسة خلال رمضان الماضي، أن الصوم والعبادة في ذلك المكان يختلفان كثيرا عن الصوم في المغرب "كل شيء في الديار المقدسة مختلف، لا يمكن وصف تلك الأجواء، وهذا ما يجعل العديد من المغاربة يفكرون في إعادة الكرة في كل سنة". رغم أن العمرة مفتوحة على أغلب أشهر السنة الهجرية، باستثناء الأسبوع الثاني من شهر ذي الحجة، والمخصص لأداء فريضة الحج، يكون الإقبال عليها من قبل المغاربة خلال شهر رمضان كبيرا، والأمر راجع إلى أسباب أخرى، غير ما يتعلق بالجانب الديني، فبالإضافة إلى التكلفة المادية للعمرة التي تعد أقل مقارنة مع التكلفة الخاصة بفريضة الحج، يطفو على السطح سبب يتعلق بإطفاء لهفة أداء مناسك الحج، بالنسبة إلى الذين لم يحالفهم الحظ، سيما أن أداء الحج يتوقف على القرعة التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فيفضلون أداء العمرة في كل سنة، في انتظار أن ترفع أسماؤهم في القرعة المخصصة للحج. لهفة تلك الفئة، لا يمكن إخمادها إلا بزيارة الديار المقدسة خلال شهر رمضان، من باب "التعويض" على أداء فريضة الحج.تهافت المغاربة على أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان، يجعل وكالات الأسفار تسارع وتخطط لجذب أكبر عدد ممكن من الزبناء. ومن أجل إنجاح مخططاتها، غالبا ما تلجأ إلى فكرة "العروض والتخفيضات". أسابيع قبل رمضان تبدأ الوكالات في الكشف عن عروضها الجديدة، والإعلان عن الخدمات التي ستقدمها للمعتمر. "المنافسة بين وكالات الأسفار تكون على أشدها، خلال شهر رمضان، فكل وكالة تعمل كل ما في وسعها من أجل جذب المعتمرين إليها". ويشير صاحب وكالة بالبيضاء، إلى أن بعض الوكالات تصل إلى حد تخفيض 50 في المائة من قيمة أداء العمرة، "لكن للأسف هذه الوكالات غالبا ما تجد صعوبة في تحقيق ما يتطلع إليه المعتمرون، وغالبا ما تفشل في تنظيم العمرة، وبالتالي تكون مضطرة إلى تعويض زبنائها "مشاكل كثيرة وقعت بسبب إجراءات اتخذتها وكالات الأسفار لجذب المعتمرين إليها، إذ تخفض الأسعار بشكل الكبير، الأمر الذي يغري العديد من الأشخاص، وفي الوقت الذي تعجز فيه عن تنظيم الرحلة، يلجأ الضحايا إلى القضاء". التخفيضات وعروض وكالات الأسفار كانت من الأسباب التي حولت أداء مناسك العمرة إلى مناسبة للسياحة، وذلك بعد أن صارت، توفر، أيضا خدمة الزيارة للأماكن التاريخية والأثرية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى إمكانية تنسيق رحلات ترفيهية ورحلات تسوق لمدينة جدة حسب رغبة المعتمر، ليزاوج بين متعة العبادة ومتعة التسوق والسياحة والتجارة، في الكثير من الأوقات. إيمان رضيف

العمـرة… وجهـة العديديـن خـلال رمضـان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وافدان جديدان على قطاع التأمينات

مـوسـم التـراويـح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات