fbpx
أخبار 24/24ربورتاج

الأسعار‭… “‬ نار‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬نار‭”‬

المضاربون‭ ‬يتحدون‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتحكم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وغلاء‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬يكوي‭ ‬جيوب‭ ‬الباعة‭ ‬والمستهلكين‭

في‭ ‬ظل‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭  ‬والذي‭ ‬ضرب‭ ‬الفئات‭ ‬المتوسطة‭ ‬والمحدودة‭ ‬الدخل‭ ‬الهشة،‭ ‬قامت‭ “‬الصباح‭” ‬بجولات‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬بالبيضاء‭ ‬وضواحيها،‭ ‬ومحلات‭ ‬بيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬ما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬حقيقة،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬الحالية‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬ملء‭ “‬القفة‭ ” ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬وعملية‭ ‬محبطة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضرب‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭.‬

إنجاز‭: ‬محمد‭ ‬بها

‭”‬ماشي‭ ‬غير‭ ‬الخضرة‭ ‬اللي‭ ‬غالية‭ ‬راه‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬كلها‭”‬،‭ ” ‬هاذ‭ ‬السمسارة‭ ‬حالفين‭ ‬تايجوعونا‭ ‬بحال‭ ‬شي‭ ‬دول‭”‬،‭ “‬مع‭ ‬هاد‭ ‬العافية‭ ‬اللي‭ ‬شاعلة‭ ‬فالأسعار‭ ‬الدرويش‭ ‬مابقاش‭ ‬عندو‭ ‬الحق‭ ‬اعيش‭”‬،‭ “‬لجان‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسعار‭ ‬تركت‭ ‬المضاربين‭ ‬وتوجهت‭ ‬لدى‭ ‬الباعة‭ ‬الصغار‭ ‬جميلنا‭ ‬فالتصاور‭”…‬هي‭ ‬تعبيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬صرخة‭ ‬تظلم‭ ‬لمكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أسر‭ ‬وأفراد‭ ‬ومستهلكين‭ ‬وباعة،‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬ضحايا‭ ‬لموجة‭ ‬نار‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬كوت‭ ‬جيوبهم‭ ‬وكبدتهم‭ ‬الخسائر‭ ‬تلوى‭ ‬الأخرى‭.‬

مناورات‭ ‬المضاربين

من‭ ‬العبارات‭ ‬الحارقة‭ ‬التي‭ ‬رددها‭ ‬أحد‭ ‬الباعة‭ ‬وهو‭ ‬يصرخ‭ ‬بشكل‭ ‬هستيري‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬سؤاله‭ ‬حول‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬وضعية‭ ‬السوق‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار،‭ “‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬كاين‭ ‬غير‭ ‬فالتلفزة‭ ‬أما‭ ‬الواقع‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬اللي‭ ‬قدامك‭”.‬

وأضاف‭ ‬المتحدث‭ ‬نفسه‭ “‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬جميع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬تحول‭ ‬المغاربة‭ ‬المعروفون‭ ‬بكرم‭ ‬الضيافة‭ ‬إلى‭ ‬مقتصدين،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاجهم‭ ‬سياسة‭ ‬التقشف‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الوجبات‭ ‬الغذائية،‭ ‬سعيا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬المثقوبة‭”.‬

من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أجمع‭ ‬عليها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬والزبناء،‭ ‬أن‭ ‬المضاربين‭ ‬والمتحكمين‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المغاربة‭ ‬أمام‭ ‬سياسة‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬بعدم‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬زياداتهم‭ ‬الصاروخية‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بتخفيض‭ ‬أثمنتها‭ ‬بدرهمين‭ ‬أو‭ ‬أربعة‭ ‬دون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ثمنها‭ ‬الأصلي‭ ‬قبل‭ ‬موجة‭ ‬الزيادات‭ ‬الصاروخية‭.‬

وأوضح‭ ‬أحد‭ ‬الباعة‭ ‬أن‭ ‬المضاربين‭ ‬وبعض‭ ‬الفلاحين‭ ‬الكبار‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭ ‬غير‭ ‬المبررة،‭ ‬اختاروا‭ ‬القيام‭ ‬بتخفيض‭ ‬وهمي‭ ‬مقابل‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬يظل‭ ‬مرتفعا،‭ ‬لجعل‭ ‬المستهلك‭ ‬يتعايش‭ ‬معه،‭ ‬مضيفا‭ “‬هذوا‭ ‬بغاونا‭ ‬نولفو‭ ‬الغلا‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الزبون‭ ‬يقول‭ ‬مطيشة‭ ‬طاحت‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬درهما‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬ظنا‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬سعرها‭ ‬فعلا‭ ‬انخفض،‭ ‬بينما‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ثمنها‭ ‬الأصلي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتجاوز‭ ‬5‭ ‬دراهم‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬حالاتها‭”.‬

‭”‬العطرية‭”…”‬لا‭ ‬تسال‭ ‬لا‭ ‬تسول‭”‬

التوابل‭ ‬أو‭ “‬العطرية‭” ‬بدورها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬موجة‭ ‬الأسعار‭ ‬الملتهبة،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الفلفل‭ ‬الأحمر‭ (‬التحميرة‭) ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬يُباع‭ ‬للمستهلك‭ ‬ب40‭ ‬درهما‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد،‭ ‬فإن‭ ‬ثمنه‭ ‬الحالي‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬درهما،‭ ‬أما‭ ‬الفلفل‭ ‬الأسود‭ ‬فقفز‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬درهما‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام‭ ‬الواحد‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬درهما‭. ‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬ب‭”‬الكمون‭” ‬فالبلدي‭ ‬وصل‭ ‬ثمنه‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬درهم‭ ‬نظرا‭ ‬لقلته‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬موجة‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬فيها‭ ‬ب20‭ ‬درهما‭ ‬ل250‭ ‬غراما،‭ ‬بينما‭ “‬الكمون‭ ‬المصري‭” ‬فإنه‭ ‬يباع‭ ‬ب120‭ ‬درهما‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد‭.‬

الأسعار‭…”‬كي‭ ‬كنتي‭ ‬كي‭ ‬وليتي‭”‬

الأثمنة‭ ‬المرتفعة‭ ‬التي‭ ‬سجلتها‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والخضر،‭ ‬دفع‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬والباعة‭ ‬ونشطاء‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬استحضار‭ ‬أسعارها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الزيادة‭ ‬الصاروخية‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬المنتوجات‭ ‬والسلع‭ ‬حقيقة‭ ‬وليست‭ ‬إشاعة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬اختارت‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬القيام‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬بالبيضاء‭ ‬وضواحيها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقصاء‭ ‬أثمنة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والخضر‭ ‬بهدف‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭. ‬

الخضر‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬شكلت‭ ‬مواد‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الوجبات‭ ‬الشهية‭ ‬من‭ “‬الطواجن‭” ‬و‭”‬المرقة‭ ‬المغربية‭” ‬وأطباق‭ ‬السلطات‭ ‬منها‭ ‬المغربية‭ ‬والأوربية،‭ ‬أبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تدير‭ ‬ظهرها‭ ‬للمواطنين‭ ‬خاصة‭ ‬منهم‭ ‬المقهورين‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬وذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يستعينون‭ ‬بالبطاطس‭ ‬والطماطم‭ ‬والبصل‭ ‬لإعداد‭ “‬وجبة‭” ‬تسد‭ ‬الجوع‭. ‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الجزر‭ ‬فثمنه‭ ‬قفز‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬دراهم‭ ‬حسب‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يبقى‭ ‬سعر‭ ‬الأقل‭ ‬جودة‭ ‬ب4‭ ‬دراهم،‭ ‬وهو‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬الطماطم‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬رهينة‭ ‬بورصة‭ ‬السوق‭ ‬وتدخلات‭ ‬الوسطاء،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬سعرها‭ ‬يتأرجح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬دراهم‭ ‬و5‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬غلائها‭ ‬بعرضها‭ ‬للبيع‭ ‬ب12‭ ‬درهما‭.‬

وبخصوص‭ ‬الفاصوليا‭ ‬الخضراء‭ “‬اللوبية‭” ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تباع‭ ‬بثمانية‭ ‬دراهم‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬فقفزت‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬درهما،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬اللفت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتجاوز‭ ‬4‭ ‬دراهم‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬فأصبح‭ ‬ثمنه‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬7‭ ‬دراهم‭. ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالليمون‭ (‬الحامض‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ب3‭ ‬دراهم‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد‭ ‬فأصبح‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يعرض‭ ‬للبيع‭ ‬بثمن‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬6‭ ‬دراهم‭.‬

ووصل‭ ‬لهيب‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬البصل‭ “‬الكركوب‭” ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬9‭ ‬دراهم‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬بسعر‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬4‭ ‬و6‭ ‬دراهم،‭ ‬بينما‭ ‬البصل‭ (‬الخضارية‭) ‬فبلغ‭ ‬ثمنه‭ ‬6‭ ‬دراهم‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬بثلاثة،‭ ‬أما‭ ‬البطاطس‭ ‬فاستقر‭ ‬سعرها‭ ‬المرتفع‭ ‬بعد‭ ‬انخفاض‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬7‭ ‬دراهم‭. ‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الأسماك‭ ‬التي‭ ‬تقبل‭ ‬عليها‭ ‬الفئات‭ ‬الفقيرة‭ ‬ومحدودة‭ ‬الدخل،‭ ‬مثل‭ “‬السردين‭”‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬موائد‭ ‬الغداء‭ ‬لدى‭ ‬أغلب‭ ‬الأسر،‭ ‬فيتراوح‭ ‬سعره‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬دراهم‭ ‬و15‭ ‬درهما،‭ ‬حسب‭ ‬جودته‭.‬

أما‭ “‬الميرلان‭” ‬فأصبح‭ ‬ثمنها‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬65‭ ‬درهما‭ ‬و70‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام‭ ‬حسب‭ ‬المنطقة،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬ثمنها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬درهما‭ ‬و60‭.‬

ومن‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تثير‭ ‬الانتباه‭ ‬لأسعارها‭ ‬المرتفعة‭ ‬نتيجة‭ ‬الزيادة‭ ‬الصاروخية،‭ ‬الزبدة‭ ‬التي‭ ‬قفز‭ ‬ثمنها‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬درهم‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد،‭ ‬بانخفاض‭ ‬طفيف‭ ‬بعدما‭ ‬وصل‭ ‬ثمنها‭ ‬إلى‭ ‬110‭ ‬دراهم،‭ ‬وهو‭ ‬المنتوج‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعرض‭ ‬للبيع‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬ب65‭ ‬درهما‭ ‬للكيلوغرام‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لـ‭”‬السميدة‭ ‬الرقيقة‭”‬،‭ ‬فبلغ‭ ‬سعرها‭ ‬12‭ ‬درهما‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد،‭ ‬بزيادة‭ ‬أربعة‭ ‬دراهم‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬تباع‭ ‬ب8‭ ‬دراهم‭.‬

القطاني‭… ‬وجبة‭ ‬الأغنياء

أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬القطاني‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ملاذا‭ ‬للأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬ويعول‭ ‬عليها‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬فإنها‭ ‬قررت‭ ‬بدورها‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الفئات‭ ‬المتضررة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬وجبة‭ ‬خاصة‭ ‬بالأغنياء‭.‬

وساهمت‭ ‬القطاني‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬معاناة‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬الذين‭ ‬أصبح‭ ‬عليهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬تناول‭ ‬وجبة‭ “‬اللوبية‭” ‬اقتناءها‭ ‬بثمن‭ ‬19‭ ‬درهما‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬سعرها‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬دراهم‭ ‬و12،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قفز‭ ‬ثمن‭ ‬العدس‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬ليتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬16‭ ‬درهما‭ ‬و22‭ ‬للكيلوغرام‭ ‬الواحد،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬بسعر‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬8‭ ‬دراهم‭ ‬و11‭ ‬حسب‭ ‬الجودة‭ ‬واختلاف‭ ‬السعر‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬القمح‭ ‬فصار‭ ‬يباع‭ ‬ب125‭ ‬درهما‭ “‬للعبرة‭”‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬الشعير‭ ‬حدد‭ ‬ثمنه‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬70‭ ‬درهما‭ “‬للعبرة‭”.‬

اللحوم‭ ‬الحمراء‭… ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليها‭ ‬سبيلا

في‭ ‬جولة‭ ‬بأسواق‭ ‬ليساسفة‭ ‬والحاج‭ ‬فاتح‭ ‬بالألفة‭ ‬بالبيضاء‭ ‬وعين‭ ‬حرودة‭ ‬ضواحي‭ ‬المحمدية،‭ ‬عاينت‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬إقبال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬اللحوم‭ ‬البيضاء،‭ ‬لاقتناء‭ ‬الدجاج‭ ‬بعدما‭ ‬انخفض‭ ‬سعره‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬درهما‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام‭ ‬الواحد‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬درهما،‭ ‬وهو‭ ‬الانخفاض‭ ‬الذي‭ ‬أتى‭ ‬إثر‭ ‬مقاطعة‭ ‬للمنتوج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المغلوبين‭ ‬على‭ ‬أمرهم‭.‬

وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬انخفض‭ ‬ثمن‭ ‬الدجاج‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬سارعت‭ ‬الأسر‭ ‬إلى‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬بيعه‭ ‬لاقتناء‭ ‬كميات‭ ‬منه،‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬تجاوز‭ ‬85‭ ‬درهما‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬الجزارة‭ ‬والأسواق‭ ‬بالأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬المتوسطة،‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ثمنها‭ ‬بالأحياء‭ ‬الراقية‭ ‬الذي‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬95‭ ‬درهما‭ ‬للكيلو‭ ‬غرام،‭ ‬بعدما‭ ‬بلغ‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬100‭ ‬درهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تراوح‭ ‬ثمن‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بالأسواق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬70‭ ‬درهما‭ ‬و75‭.‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬الآباء،‭ ‬إنه‭ ‬اختار‭ ‬كشريحة‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬استهلاك‭ ‬اللحوم‭ ‬البيضاء‭ ‬نظرا‭ ‬لرخص‭ ‬سعرها‭ ‬مقارنة‭ ‬باللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬مضيفا‭ “‬كيفاش‭ ‬غانقدر‭ ‬نزعم‭ ‬نتقدا‭ ‬اللحم‭ ‬والثمن‭ ‬طالع؟‭”.‬

وبدوره‭ ‬قال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬الجزارة‭ ‬جوابا‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ “‬فين‭ ‬غادين‭ ‬بهاد‭ ‬الثمن؟‭”‬،‭ “‬راه‭ ‬كلشي‭ ‬مضرور‭ ‬ماشي‭ ‬غير‭ ‬المستهلك،‭ ‬حتى‭ ‬الجزار‭ ‬تكبد‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬إثر‭ ‬فقدانه‭ ‬زبناءه،‭ ‬الذين‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بمقدوره‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬أسعارها‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬خيالية‭”.‬

‭”‬الكريدي‭ ‬فالحانوت‭”… ‬‭”‬طوق‭ ‬النجاة‭”‬

مظاهر‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي،‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬انهيار‭  ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬التي‭ ‬تتجلى‭ ‬صورها‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المشتريات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬التي‭ ‬تلزم‭ ‬بالدفع‭ “‬كاش‭” ‬ولجوئهم‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭ ‬لدى‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬البقالة‭ ‬بسبب‭ ‬انهيار‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬أمام‭ ‬ضعف‭ ‬الراتب‭ ‬الشهري‭. ‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬الذي‭ ‬التقت‭ ‬به‭ “‬الصباح‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬يلتمس‭ ‬من‭ ‬البقال‭ ‬تدوين‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬تسلمها‭ ‬من‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ “‬الكريدي‭”‬،‭ ‬قائلا‭ “‬راك‭ ‬عارف‭ ‬كما‭ ‬ديما‭” ‬تفاديا‭ ‬للإحراج‭ ‬أمام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬بجانبه،‭ ‬لينسحب‭ ‬مطأطأ‭ ‬الرأس‭ ‬بابتسامة‭ ‬مصطنعة‭ ‬وكأنه‭ ‬يحاول‭ ‬إخفاء‭ ‬الإحراج‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬أمام‭ ‬باقي‭ ‬الزبناء‭ ‬الذين‭ ‬يؤدون‭ ‬نقدا‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬فيه‭ ‬الزبون‭ ‬الأول‭ ‬الاستعانة‭ ‬بكلمة‭ “‬راك‭ ‬عارف‭ ‬كما‭ ‬ديما‭” ‬كلمة‭ ‬سر‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬البائع،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬آخر‭ ‬أي‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬الإفصاح‭ ‬أمام‭ ‬الملأ‭ ‬بلجوئه‭ ‬للاقتراض‭ ‬من‭ ‬البقال‭ ‬لمسايرة‭ ‬الأزمة،‭ ‬وتفادي‭ ‬مشاكل‭ ‬تدبر‭ ‬مصاريف‭ ‬أواخر‭ ‬الشهر‭ ‬بعد‭ ‬اختفاء‭ ‬الأجرة‭ ‬الشهرية‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬متعددة‭. ‬


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى