المعطيات الشخصية… فوضى واحتيال

شركات ومكاتب دراسات وأحزاب تجمعها بشكل غير قانوني للمتاجرة بها تعرف سوق المعطيات الشخصية بالمغرب فوضى قصوى، سواء تعلق الأمر بحماية قواعد البيانات من قبل المتربصين بها، من شركات تجارية ومكاتب دراسات وأحزاب سياسية وشبكات الإجرام الإلكتروني، أو بطرق جمعها بشكل غير قانوني، ودون الحصول على ترخيص لهذا الغرض. وتوالت في الفترة الأخيرة عدة قضايا، تتعلق باستغلال بيانات المغاربة، من قبل بعض الشركات الخاصة، المكلفة بإجراءات منح التأشيرات الأوربية، الأمر نفسه بالنسبة إلى بعض الأحزاب السياسية، التي حصلت على أرقام هواتف المغاربة لاستعمالها في حملتها الانتخابية، وغيرها من الخروقات. ولم يعد الأمر مقتصرا على اتجار البعض في المعطيات الشخصية للمغاربة، بل امتد إلى عدم قدرة بعض مؤسسات الدولة الحفاظ على بيانات زبائنها، ويتعلق الأمر بالجامعات والوزارات وغيرها، إذ تعرضت كل من المكتبة الوطنية بالرباط، وجامعة القاضي عياض بمراكش، ووزارة الفلاحة، إلى الاختراق، بعد تنفيذ "هاكرز" لهجمات سيبرانية خبيثة. ويمكن لهذه المعطيات التي تحصل عليها هذه الشبكات، الإضرار بمصالح المغرب والمغاربة، إذ يتعلق الأمر بمؤسسات رسمية، ما يسائل نظم الحماية الإلكترونية لهذه المؤسسات، ففي وقت تعزز فيها جل الدول والشركات الخاصة قواعد بياناتها، يتبين أن بعض مؤسسات الدولة غير جاهزة لخوض هذه المعركة. ويعتقد البعض أن المعطيات الشخصية، عبارة عن أرقام هواتف وأسماء أشخاص وتواريخ ازديادهم وغيرها من المعلومات، وأن الحصول عليها لا أهمية له، لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، إذ باستخدام هذه المعطيات من قبل متخصصين تابعين لشركات أو دول، يمكن التأثير على قضايا حيوية لبلد أو شعب ما، كما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ ساعدت تلك البيانات في التأثير على توجهات الناخبين. خلاصة القول إن حرب البيانات الشخصية، وجب أن تكون ورشا وطنيا، لتحصينها من المتربصين بها، سواء كانت شركات تجارية، أو دولا معادية سياسيا، أو شبكات ابتزاز إلكترونية، والتي تبدأ بتحسيس المغاربة بأهمية هذه البيانات، وتعزيز نظم الحماية في المؤسسات الرسمية، واقتناء برمجيات حماية متطورة، وتوظيف مهندسين لهم كفاءة، كما تفعل الشركات الخاصة، لأن البيانات الشخصية أصبحت محط أطماع الجميع عبر العالم، وكل من يتوفر على قواعد بيانات أكثر، يسهل عليه إدارة مشاكله وأزماته. عصام الناصيري

المعطيات الشخصية… فوضى واحتيال

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

المعطيات الخاصة ... من يفتح المزاد؟

مقالات ذات صلة