خرجة: لا تخيفني الأسماء بالأنتر

وصف في "الصباح" حوار مع قرار الشادلي بالخيانة ووعد بعدم مصافحته مستقبلا اعتبر حسين خرجة، عميد المنتخب الوطني لكرة القدم، انضمامه إلى أنتر ميلان الإيطالي، بطل أوربا والعالم، منعرجا حاسما في مسيرته الكروية، بعد عشر سنوات من الاحتراف في الكالشيو. أوضح خرجة أنه يكفيه فخرا أن الأنتر من سعى إلى انتدابه، ليؤكد مكانته وقيمته في الدوري الإيطالي، مضيفا في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي"، أنه لم يفكر بتاتا في قيمة النجوم التي يضمها الفريق قبل التوقيع، لأنه واثق من إمكانياته البدنية والتقنية، التي جعلته محط أنظار بطل أوربا، وأحد أكبر الفرق العالمية في الوقت الحالي. وكشف اللاعب السابق لجنوة، أن انفصاله عن الفريق كان بسبب الإصابة التي تعرض لها رفقة الأسود في إيرلندا، إذ لم يستسغ الرئيس غيابه المستمر عن الفريق بسبب المنتخب، خصوصا أنه كان عائدا للتو من الإصابة، فاتفقا على الانفصال بشكل ودي، قبل أن يظهر عرض الأنتر. ووصف خرجة، قرار الشادلي باللعب للمنتخب البلجيكي، بعد أن دافع عن الألوان الوطنية أمام إيرلندا، بالخيانة والاستهتار بمشاعر المغاربة، خصوصا أن الأجواء كانت رائعة ببلفاست، حسب رأيه، مؤكد أنه مستعد لتكرار الكلام ذاته في حضوره، ووعد بعدم مصافحته إذا ما جمعتهما الصدف مستقبلا، مضيفا أن المنتخب يتوفر على لاعبين أكثر مهارة منه، ويكفي فقط الاعتناء بهم، ومنحهم فرصة تأكيد أحقيتهم بالدفاع عن الألوان الوطنية. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا يشكل بالنسبة إليك الانضمام إلى أنتر ميلان؟أكيد أنه منعرج حاسم في مسيرتي الكروية، لا أحد في العالم سيرفض اللعب لبطل أوربا والعالم، أنتر ميلان فريق مرجعي في الكرة الإيطالية، أنجب الكثير من النجوم، تألقوا محليا وعالميا، سيطر في السنوات الأخيرة على المنافسات الإيطالية. خلاصة القول إنني سعيد بالانتماء إلى فريق بقيمة الأنتر، يضم خيرة النجوم العالميين، ومحط أنظار المتتبعين في جميع أرجاء العالم، كما أنني أفتخر بتمثيلي المغرب داخل فريق يعج بالنجوم من مختلف الجنسيات.كيف وجدت الأجواء بداخله، هل تختلف عن باقي الأندية التي لعبت لها في إيطاليا؟أكيد أن الأجواء داخل بطل أوربا والعالم تختلف عن باقي الأندية، وإلا كان الجميع بمقدوره تحقيق مثل هذه الألقاب. لا شيء يترك للصدفة، هناك توزيع المهام داخل مجموعة تعمل بشكل متوازن، على شاكلة السلسلة، كل واحد يكمل الآخر، لما فيه مصلحة الفريق، فرغم الأسماء اللامعة أو النجوم الذين يضمهم الأنتر، الجميع ملتف حول هدف واحد، ألا وهو خدمة الفريق وتحقيق الألقاب، وأعتقد أن هذا سر تفوق الأنتر.قبل التوقيع في كشوفات الأنتر، ألم تكن تخشى كرسي الاحتياط؟لا يمكن لأي لاعب أن يرفض عرضا من فريق بقيمة أنتر كما قلت في البداية، صحيح أن الفريق يعج بالنجوم، ومن الصعب كسب الرسمية بداخله، لكنني بدوري أتوفر على تجربة 10 سنوات في الكالشيو، لا تخيفيني الأسماء بقدر ما أحترمها وأقدرها، وتشكل لي حافزا إضافيا لتطوير إمكانياتي البدنية والتقنية، وانتزاع رسميتي، ناهيك عن أن الأنتر من سعى إلى انتدابي، وهذا يعني أنه يعرفني، وهذا في حد ذاته فخر بالنسبة إلي. لعبت لأندية كبيرة بإيطاليا، منها روما إلى جانب لاعبين كبار أمثال توتي، كما أنني دولي مغربي، والمنتخب الوطني له اسمه في الساحة الدولية، لدي بطاقة زيارة محترمة، هذه كلها عوامل سهلت مأموريتي، وجعلتني أحظى بثقة المدرب بسرعة غير متوقعة، إذ أنني قدمت مردودا محترما في أولى مبارياتي بقميص الأنتر، في مواجهة كان منهزما فيها بالميدان أمام باليرمو، وبعد دخولي تمكنا من الحصول على التعادل ثم الفوز، هذه كلها مؤشرات على تأقلمي بسرعة مع الأجواء، خصوصا أن أغلب اللاعبين هنا تجمعني بهم علاقات جيدة.كيف استقبلك النجم الكامروني إيتو؟إيتو إنسان بما للكلمة من معنى، قبل أن يكون نجما لا معا في سماء كرة القدم العالمية، تشعر معه بالدفء والأمان، لا تحس أنه غريب عنك، حتى لو كان أول لقاء لك معه، فما بالك أنا الذي كانت تربطني به علاقة طيبة، وكثيرا ما تناولنا وجباتنا مجتمعين، حينما نلتقي في الدوري أو الكأس، لقد رحب بي كثيرا، وتمنى لي التوفيق. إيتو يستحق لقب أفضل لاعب في العالم، لكن للأسف الإصابة حرمته من تتويج كان يستحقه سلوكا وأداء داخل رقعة الميدان. ماذا وقع لك بالضبط مع جنوة، مع العلم أنك كنت أساسيا قبل أسابيع، وفجأة جاء الانفصال؟المشكل مع الرئيس، وليس مع جنوة الفريق، فبعد عودتي مصابا من المشاركة رفقة المنتخب الوطني في مباراة إيرلندا، تحدث بلغة تهديد وعتاب، واتهمني بإعطاء الأسبقية دائما للمنتخب على حساب الفريق الذي يؤدي راتبي الشهري، خصوصا أنني عائدا للتو من الإصابة، فكنت معه واضحا، وأكدت له أن تلبية نداء الوطن لا نقاش فيها، ورفضت أن يتهمني بالتهاون في أداء واجبي بقميص جنوة، واقترحت عليه الانفصال بشكل ودي، قبل أن يدخل الأنتر على الخط، وينتدبني على سبيل الإعارة إلى غاية نهاية الموسم، مع إمكانية شراء عقدي الممتد مع جنوة إلى غاية نهاية سنة 2013.ماذا تشكل بالنسبة إليك عصبة الأبطال؟عصبة الأبطال الأوربية، قمة المنافسات العالمية، وأي لاعب في العالم يتمنى أن يخوضها ولو مرة في حياته، وهي من الأسباب التي جعلتني أقبل عرض الأنتر دون تردد، لقد سبق لي أن لعبت كأس الكؤوس بصيغتها القديمة، وكأس الاتحاد الأوربي، لكن عصبة الأبطال لها طعم آخر، سأتذوقه إن شاء الله بعد أسبوعين أمام بايرن ميونيخ.كيف ترى هذه المواجهة؟ستكون نارية بمعنى الكلمة، نظرا لقيمة الرهان وتقارب مستوى الفريقين، واعتمادهما بشكل كبير على الاندفاع البدني. الأنتر مطالب بالمحافظة على اللقب الذي يوجد في حوزته، ما سيجعل الضغط كله عليه، خصوصا إذا علمنا أن اللاعبين الألمان أقوياء من الناحية النفسية، أتمنى أن أشارك في هذه المباراة، ويكون التأهل من نصيبنا. كشف غريتس لائحة 23 لاعبا الذين سيواجهون النيجر الأربعاء المقبل، هل ستكون حاضرا؟بطبيعة الحال، فكما قلت لك في البداية، فأنا لا أتخلف عن أداء الواجب الوطني مهما كلفني ذلك من ثمن، أعجبت كثيرا بملعب مراكش الجديد الذي يذكرني بملعب جنوة، وأريد أن أشارك في أول مباراة يخوضها المنتخب على أرضيته؟ألا تخشى أن يتكرر سيناريو جنوة، خصوصا أن الأنتر مقبل على مباريات حاسمة في ثلاثة أسابيع المقبلة؟بالفعل، لقد فكرت في الموضوع، فالأنتر سيخوض في ذلك الأسبوع مباراتين حاسمتين، الأولى أمام روما لحساب الدوري، والثانية أمام بايرن ميونيخ لحساب عصبة الأبطال ثلاثة أيام بعد ذلك، سأحاول التحدث في الموضوع مع غريتس، وإذا ارتأى مشاركتي في المباراة ضرورية، فالأكيد لن أتخلف، أما إذا اكتفى بمشاركتي شوطا واحد، أو بضع الدقائق، فسأكون له شاكرا، المهم أنني رهن إشارة الناخب الوطني، مهما كانت قيمة الفريق الذي أدافع عن ألوانه. ما رأيك في المنتخب الوطني تحت إشراف غريتس؟بدأت ملامح المنتخب القوي تظهر، وكانت الانطلاقة أمام منتخب تانزانيا وأعتقد أنه بخبرة غريتس، والوجوه الشابة التي بدأت تظهر في الساحة، والإمكانيات التي توفرها الجامعة، الأسود ستزأر من جديد، وسنستعيد ذكريات الزمن الجميل. لدينا كل إمكانيات التألق، ليس اليوم فقط، بل دائما كنا نتوفر على لاعبين من مستوى عال، لكن الحظ كان دائما يعاكسنا، اليوم أمامنا فرصة تاريخية للثأر من الحظ العاثر، ومن كل من شكك في مكانة الكرة الوطنية على الساحة القارية، بل العالمية، وأعد الجمهور أننا سنسعده بالقدر الذي تسببنا في تعاسته في السنوات الأخيرة، وسنبدأ معه صفحة جديدة. كيف تنظر إلى مباراة الجزائر في مارس المقبل؟لقد كانت الانطلاقة الحقيقية لمنتخب 2004 بقيادة الإطار الوطني بادو الزاكي، أمام الجزائر بتونس، وأتمنى أن يتكرر هذا السيناريو في مارس المقبل، ونحقق نتيجة إيجابية تقوي حظوظنا في التأهل إلى أمم إفريقيا 2012، التي سنعمل جاهدين إن شاء على الظفر بها.كيف استقبلت نبأ اختيار الشادلي الدفاع عن الألوان البلجيكية؟بداية لم أكن أعرف أنه اختار بلجيكا، ومادام الأمر كذلك، سأتكلم معك بكل صراحة، فهذا اللاعب ضحك علينا، واستهتر بمشاعرنا، وجعلنا حقل تجارب لغاية في نفس يعقوب، صحيح أنه لاعب ممتاز، وكنت أتمنى أن يختار الأسود، لكنه بفعله هذا أكد أنه لم يكن يستحق أبدا شرف ارتداء القميص الوطني، وإذا صادفته مستقبلا، فسأكرر ما قلته اليوم بصفتي عميدا للمنتخب، وربما سأرفض مصافحته. ما حز في نفسي أن الأجواء كانت أكثر من رائعة في إيرلندا، وبدا الشادلي سعيدا بيننا، وكان في كل مناسبة يضع يده على قلبه، ويردد معنا النشيد الوطني، للأسف لقد استهزأ منا وخاننا، كان عليه أن يكون شجاعا منذ البداية، ويرفض تلبية الدعوة، كما فعل من قبله عادل رامي وأفلاي وآخرون، حينها كنت سأحترم قراراه، لكن الآن، بدا صغيرا، ويا ليثه اختار الأرجنتين أو البرازيل، إنه اختار فقط بلجيكا التي لن يحقق معها أدنى شيء. لدينا لاعبون يفوقونه تقنية وحبا للقميص، يكفي أن نمنحهم الفرصة، وسيؤكدون أحقيتهم في ارتداء القميص الوطني، أمثال تاعرابت وبلهندة ...وآخرون، ولنطوي صفحة الشادلي.ولكن قراره يبقى شخصيا...أكيد، لكن لا يجب الاستهتار بمشاعر الآخرين، فأنا شخصيا حينما سئلت أول أمس (الأربعاء) في ندوة تقديمي إلى وسائل الإعلام، إن كنت ندمت على اختياري اللعب للمغرب، بعد أن أصبحت لاعبا في صفوف الأنتر، وكان بإمكاني اللعب لمنتخب فرنسا، كان جوابي واضحا، وأكدت أنه حتى لو كنت لاعبا في صفوف ريال مدريد عشر سنوات، كنت سأختار المغرب، لأن تلك كانت قناعتي، وعبرت عنها منذ الوهلة الأولى دون تردد. أجرى الحوار: نور الدين الكرف

خرجة: لا تخيفني الأسماء بالأنتر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: خـرجـة...الـمـايـسـتـرو الـمـتـنـقـل

نـيـفـيــل يـعـلــن اعـتـزالــه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات