رسالة رياضية: منع الانتداب

في نقاش إذاعي حول نزاعات اللاعبين، أجمعت تدخلات المحللين على ضرورة إلزام الرؤساء بصرف مستحقات لاعبيهم ومدربيهم، على أساس المنع من الانتداب في حال عدم الامتثال. وكانت الفكرة الرئيسية للنقاش هي ضرورة عدم قيام الأندية بالانتداب، مالم تتوفر على الإمكانيات المالية الكافية، لكن هناك سؤال: هل يكفي هذا الإجراء لتصحيح أوضاع الفرق الوطنية؟ أولا، لا يمكن بناء كرة القدم صحيحة دون أندية تنتدب وتستثمر، في أجود اللاعبين وأكفأ المدربين، فالمنع من الانتداب، أو التقشف بشكل عام، قد يؤدي إلى ترشيد النفقات، والتقليل من النزاعات، لكنه لا يؤدي حتما إلى الاستثمار والتطور. فالمنع من الانتداب، أو عدم القيام بذلك، لن يضر بالأندية فقط، بل يؤثر على المستوى العام للتباري، من خلال الاستعانة بلاعبين من الهواة، على غرار نماذج مثل اتحاد طنجة ومولودية وجدة، كما يؤدي إلى حالة من التضخم، وعطالة اللاعبين، مثل ما يحدث اليوم في المغرب التطواني وأندية أخرى، لم تتمكن من تأهيل لاعبيها. لهذا، فالنقاش ليس هو كيف نحد من نزاعات اللاعبين، بل كيف يمكن تصحيح أوضاع الأندية، وجعلها قادرة على تفادي النزاعات، وعلى الالتزام بالعقود التي توقعها، وعلى التطور والنماء؟ مشكلة التوازن المالي للأندية تأتي حقا من الإنفاق أكثر من الموارد، لكن أيضا من غياب الاستثمار الصحيح في التكوين والصفقات الناجحة والحكامة الجيدة. في التسعينات، عاش ريال مدريد أكبر أزمة مالية في تاريخه، لكنها لم ينج منها بالتقشف، ووقف الانتداب، بل بالاستثمارات الضخمة والصفقات القوية، التي قام بها رؤساؤه لورينزو سانز ورامون كالديرون وفلورنتينو بيريز، التي حولته إلى أغنى ناد في العالم، وصاحب أغلى علامة تجارية. لهذا فسياسة العقاب والمنع والتقشف، قد تكون جزءا من الحل، لكن من الأزمة أيضا. عبد الإله المتقي

رسالة رياضية: منع الانتداب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا الصين يخرج عن السيطرة

نصف مليار للتستر على فساد منتخبين

مقالات ذات صلة