أمراني: متلازمة المونديال مرتبطة بنشوة الإنجاز

قال إن كأس العالم وحد جميع أطياف المجتمع أكد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي، ل»الصباح»، أن قتالية وعزيمة المنتخب المغربي أثناء مشاركته في مونديال قطر كان لهما أثر بالغ على تفاؤل الجمهور المغربي. وأوضح علوي أمراني أن متلازمة ما بعد المونديال مرتبطة بنشوة الإنجاز الذي حققه اللاعبون المغاربة في مبارياتهم. في ما يلي نص الحوار: كيف تنظر إلى تفاعل المغاربة مع كأس العالم بقطر؟ عرف مونديال قطر تفاعلا خاصا نظرا لعدة عوامل أهمها أن البلد المنظم عربي، وأيضا لأن المنتخب المغربي ظهر منذ البداية بشكل رائع من حيث اللعب والعقلية وروح الفريق، بالإضافة إلى التواصل الجيد لمدرب الأسود وليد الركراكي، الذي استطاع إيصال رسائل جوهرية على عدة مستويات دون نسيان القيم، التي تم الترويج لها من قبل كل مكونات الفريق الوطني المغربي. هل يمكن القول إن المنتخب نجح في استقطاب فئة جديدة من الجمهور (نساء وأطفال) ومصالحة فئة أخرى كانت مع انطلاق المونديال لا تتوقع كل هذا النجاح وتتعامل بنظرة بعيدة عن التفاؤل؟ يمكن القول دون مبالغة إن الفريق الوطني استطاع فعلا استقطاب كل فئات وشرائح المجتمع، بما في ذلك النساء، لأن الأمر تعلق بحدث عالمي وصاحبه إنجاز تاريخي، خاصة أن معالم الإنجاز ظهرت إرهاصاتها منذ أول مقابلة مع وصيف بطل النسخة الماضية، وتأكدت مع الانتصار الرائع في المقابلة الثانية مع أحد المصنفين الأوائل في الترتيب العالمي. وقد كان لقتالية اللاعبين واستجابتهم لخطط لعب المدرب أثر بالغ على تفاؤل الجمهور المغربي، الذي استشعر أن فريقه قادر على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة. ومن جهة أخرى، كان لتصريحات المدرب الركراكي أثناء الندوات الصحفية نصيب كبير في التحسيس بهذا التفاؤل. لوحظ تأثر كبير خلال المونديال ترجم من خلال ذرف دموع وتعبير هستيري عن الفرح، فما تعليقك؟ بالفعل فقد تحركت خلال المونديال مشاعر جياشة وأحاسيس متنوعة، أوضحت أن الإنسان المغربي، أينما وجد، مرتبط ارتباطا وثيقا بوطنه ويكن له كل الحب والامتنان رغم بعض الظروف والمعيقات. وهنا تظهر روح المواطنة الصادقة وتوحد كل أطياف المجتمع تحت راية الوطن، كما أن خروج صاحب الجلالة للاحتفال مع باقي المواطنين مرتديا القميص الوطني كانت له دلالة عميقة ومعبرة. وقد جاء الاستقبال الجماهيري والاستقبال الملكي ليؤكدا مدى الفرح والفخر الذي خلفه هذا الإنجاز ونأمل أن تعقبه إنجازات أخرى في شتى المجالات. والتعبير عن المشاعر والأحاسيس هو جزء جوهري من حياة الإنسان وأمر طبيعي ولاشك أن المواطن المغربي كان بحاجة إلى فرحة تضمد بعضا من جراحه بعد أزمة كورونا وأيضا بعد الانخفاض المهول لقدرته الشرائية في الشهور الأخيرة. بعد انتهاء التظاهرة، أصبح كثيرون يعانون متلازمة ما بعد المونديال، فما تأثيرها النفسي؟ إن متلازمة ما بعد المونديال مرتبطة بنشوة الإنجاز، الذي حققه المنتخب وبالفخر الذي أحسه المغاربة جراء هذا النجاح الكبير، بالإضافة إلى جودة التنظيم العربي الذي جعل العالم يعترف بأن هذه النسخة تعد الأفضل. وتعد المتلازمة طبيعية وسيتم تجاوزها حسب طبيعة شخصية كل فرد ومدى قدرته على التكيف مع المستجدات وحجم المسؤوليات اليومية الملقاة على عاتقه. والجميع سيعيش ما يشبه الحداد مع هذا المونديال. هل سيستمر شغف كل فئات المجتمع بكرة القدم، أم أن الأمر يعد مجرد موجة عابرة؟ أعتقد أن الأمر سيرتبط بعدة عوامل فقد نجد من بين الناس من سيكون هذا المونديال بداية عهده بالتشجيع والشغف بكرة القدم وسيستمر معه ذلك طيلة حياته خاصة الأطفال والمراهقين. كما قد نجد فئات أخرى قد يكون الأمر بالنسبة إليها عابرا وتلزمها مناسبة عالمية أو إقليمية أخرى مع إنجاز مماثل لمعاودة الإحساس بالشغف نفسه والتحلي بروح التشجيع ذاتها. أجرت الحوار: أمينة كندي في سطور الاسم الكامل: مهدي علوي أمراني مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي. شارك في عدة ندوات ومؤتمرات. أنجز العديد من الأبحاث في مواضيع تهم السلوك المعرفي.

أمراني: متلازمة المونديال مرتبطة بنشوة الإنجاز

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأسود نجوم الميركاتو

2022... أمن الضبط والربط

مقالات ذات صلة