الدوحة… عروس المونديال

تواصل إبهار العالم بعمرانها وأبراجها المضيئة والاحتفالات في كل مكان تواصل الدوحة إبهار العالم وجذب أنظار عشاق الكرة عبر أنحاء العالم، لما تتمتع به من حسن وأناقة، قلما تراهما منذ إحداث هذه البطولة قبل 100 سنة. أثبتت الدوحة قدرتها على التألق والنجاح، فهي لا تهدأ، لتعدد أنشطتها وفضاءاتها وتعدد زائريها، القادمين من بلدان متعددة. وجد جمهور الكرة في هذه المدينة كل مناحي الحياة والاستمتاع بأجواء المونديال وتبادل الثقافات. كيف لا والأنظار متجهة إليها منذ 20 نونبر، تاريخ انطلاق هذه التظاهرة الكروية، لأول مرة في تاريخ المنطقة والشرق الأوسط تحديدا. المستحيل ليس قطريا ما قامت به قطر في ظرف وجيز يؤكد بما لا يدع مجال للشك، أنها ماضية في إبهار العالم وإخراس منتقديها، من أجل تقديم تجربة استثنائية تتيح لعشاق المستديرة الاستمتاع بأجواء المونديال وتعدد أنشطتها الترفيهية وسحر ناطحاتها، وإنارتها الزهية، التي تتحول إلى شاشات عملاقة، لعرض صور نجوم الكرة، فلربما ستكون هذه النسخة الأجمل والأمتع في تاريخ كؤوس العالم. لم تترك قطر أي شيء للصدفة، بداية من تجهيزاتها وبنياتها التحتية وتعدد فضاءاتها التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. إنها خصوصيات أهلت الدوحة كي تثبت أن ما يحاك ضدها مجرد زوبعة في فنجان، إذ اهتمت بجميع التفاصيل، حتى البسيطة منها، فملاعبها مبهرة وجذابة وفنادقها وإقامتها السياحية متوفرة تلبي الحاجيات وبخيارات كثيرة ومتعددة. أما التنظيم، فرفع أسهم الدوحة إلى الأعلى، بعدما رفعت سقف التحدي لما ينظم بعدها، حتى ولو كانت أمريكا وكندا والمكسيك في نسخة 2026. هكذا يتحدث القطريون "نسعى لإبراز وجه قطر الحضاري وإرثها الجمالي وتعدد ثقافتها وانفتاحها على العالم، مع الحرص على الاحتفاظ بخصوصيتها وهويتها العربية الإسلامية". "كورنيش"... أنشطة وكرنفال يشهد «كورنيش" الدوحة حشود ضيوف المونديال من مختلف الجنسيات، فلا غرابة أن يستقطب الآلاف يوميا، باعتباره الأكثر شهرة وإمتاعا في قطر، إلى جانب "سوق واقف" ودرب لوسيل. يقول مواطن مغربي مقيم في قطر إن كورنيش الدوحة حافل بالأنشطة، والعروض الفنية، التي تفضل الأسر الاستمتاع به، خلال فعاليات المونديال "أزيد من 90 حدثا ونشاطا ترفيهيا ينظم في منطقة الكرونيش وأجواء كرنفالية ممتدة على مسافة ستة كيلومترات، وتمتد من فندق شيراتون الدوحة إلى حديقة متحف الفن الإسلامي". لا يمكن الحديث عن سحر الدوحة وجمالها دون أن يشد انتباهك البرنامج المخصص لمنطقة "كورنيش»، التي يمتزج فيها الغناء والرقص والأنشطة الثقافية، إلى جانب الأكشاك الممتدة على طوله، المخصصة للأكل والمشروبات ومتاجر لبيع القمصان، وشاشات عملاقة لعرض المباريات ومهرجانات موسيقية وحدائق المشجعين وعروض الشارع الممتعة، ما جعله يستقطب أكر من 120 ألف شخص وفت الذروة، حسب اللجنة العليا للمشاريع والإرث. "سوق واقف"... نجم المونديال تحول "سوق واقف"، أهم المعالم السياحية والتراثية، إلى نجم أول لكأس العالم، لكثرة زائريه وأنشطته المتعددة وفضاء لتلاقح الثقافات، فهو يعد أهم فضاء محبب من قبل جمهور المونديال لاكتشافه والتجول في ممراته وشوارعه والاستمتاع بالمجسمات الفنية، التي تعكس روح هذه البطولة العالمية. ما إن تطأ قدماك هذه المعلمة، حتى تلمس مدى اهتمام قطر واعتزازها بموروثها الأصيل، ليتحول إلى مركز لاستقبال جماهير الكرة من كل حدب وصوب، فمنه تنطلق الاحتفالات والأفراح والتعارف واكتشاف البضائع التقليدية والحرف اليدوية، مثل العطارة والبخور والعطور وصياغة الذهب والتطريز وصنع العباءات العربية والخناجر والسيوف وبيع الطيور النادرة من صقور وببغاوات، مع عرض الخيول والإبل، التي تقرب جماهير المونديال من صورة البلد وثقافته وإرثه الحضاري. ولعل ما يميز "سوق واقف" في هذه الأيام، قدرته على جذب أنظار جماهير المنتخبات المشاركة، إذ تحول من فضاء لإبراز تاريخ قطر والتعرف على تراثه، إلى ساحة مذهلة تستعرض فيها الهتافات والأهازيج الفلكلورية، بمجرد فوز هذا المنتخب أو ذاك. كيف لا وهو أكثر الأماكن شعبية للتجول والتعارف وإطلاق العنان للغناء والرقص حتى الساعات الأولى من الصباح. الدوحة تتزين تزينت الدوحة وشوارعها ومبانيها منذ انطلاق فعاليات المونديال، لتبدو ساحرة وأنيقة، هكذا تبدو هذه الأيام بألوانها الزاهية، التي تسر الناظرين وإنارة ناطحاتها، المضيئة، التي تتحول شاشات لعرض صور نجوم العالم. أما الشعارات ولافتات الترحيب، فزينت المشهد على واجهات الأبراج بمنطقة "الدفنة" و"لوسيل" والمناطق المجاورة لهما، تطبيقا لمبادرة "زينة"، التي أطلقت من قبل اللجنة المكلفة بتجميل الطرق والأماكن العامة، بتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، كما لو أن ضيوف المونديال يكتشفون الدوحة لأول مرة، فرسوماتها وإضاءاتها جميلة ومبهرة. فمبنى وكالة الأنباء القطرية توشح بشعار "استكشف" باللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن مشاهدته من جميع الجهات، تماما كما تزين مبنى اللجنة الأولمبية القطرية بألوان "الأدعم"، ويحمل صورة عميد المنتخب القطري حسن الهيدوس. أما مبنى مواقف برج "البدع"، فبات في حلة جميلة وجذابة بأعلام الدول ال32 المشاركة في هذه البطولة، فيما تميمة كأس العالم "لعيب"، فترمز إلى شخصية مرحة من عالم افتراضي، وحاضرة في جميع مناطق وشوارع الدوحة. "الميترو"... براق المونديال كل الطرق تؤدي إلى الدوحة وفضاءاتها المتعددة، فالوصول إليها سهل وفي المتناول، وعبر مختلف وسائل النقل، بداية من سيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي، أو "الميترو"، الذي كسب من خلاله قطر التحدي والمعركة، فهو ليس مجرد وسيلة تنقلك من فضاء إلى آخر، بل يمنحك فرصة الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، ولولاه ما كانت قطر ستقدر على احتواء أزمة النقل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأكبر مسابقة كروية على الإطلاق. لكن "ميترو الأنفاق" خفف المعاناة وأنقذ المشجعين من طوابير الانتظار. فميترو الدوحة، أو "براق" المونديال، كما يفضل بعض المغاربة تسميته، يؤدي وظيفته بالتمام والكمال، فالمسافة لا تتجاوز دقيقتين بين ذهاب الأول وتوقف آخر، بمعنى أن سرعته كانت محط تقدير وإبهار، إضافة إلى تميز محطاته بتصاميم رائعة، ومساحة وحسن الاستقبال وأعداد مداخلها ومخارجها المتوفرة، ما ساعد على تفادي الازدحام والاكتظاظ، خصوصا عند اقتراب انطلاق المباريات. يقول أحد المتطوعين في دردشة مع "الصباح"، إن 110 قطارات ميترو تقوم بوظيفتها بمنتهى المهنية والاحترافية تحت عمق 80 مترا تحت سطح الأرض، سعيا منها إلى تأمين تنقلات مشجعي المونديال في سلام وأمان. الفندق العائم... تجربة فريدة تتوفر قطر على العديد من الخيارات المتاحة، من أجل إقامة أفضل ومريحة في فنادق رغم تكلفتها الباهظة، إلا أن المنظمين قرروا إضافة تجربة غير مسبوقة، من خلال الإقامة في السفينة العملاقة "إم إس سي"، التي رست قبل انطلاق المونديال في ميناء الدوحة، لتستقبل 6700 زائر. ويضم الفندق العائم، الذي أبهر العالم، 22 طابقا و2626 غرفة و33 مطعما وسبعة مسابح وأماكن للترفيه والتسوق وعروضا مسرحية وحفلات. وفضل مشجعون مغاربة وأجانب الإقامة في الفندق العائم، حتى يستمتعوا بسحر السفينة، والاستمتاع بالتجربة، التي قد لا تتكرر يوما. أما ملاعب قطر، فجعلت منها لجنة المشاريع والإرث صديقة للبيئة، وضمنها ملعب 974 الأول في العالم القابل للتفكيك، على أن يتم التبرع به لإحدى الدول النامية. يرى العديد من متتبعي المونديال، ممن تحدثوا إلى "الصباح" أن الدوحة تعيش هذه الأيام على أنغام نهضة رياضية لم يسبق لها مثيل، بعدما كسبت معركة التنظيم. وأخرست قطر ألسنة منتقديها بقدرتها على استقبال الوافدين عليها، سواء في الفنادق والإقامات أو قرى المشجعين المجهزة، اللهم إذا استثنينا ارتفاع تكلفتها وغلاء المعيشة. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: عبد المجيد بزيوات (موفدا "الصباح" إلى قطر)

الدوحة… عروس المونديال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ريع ضريبي لتأمينات التقاعد التكميلي

لقجع: أشعر بالفخر والشرف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات