الجنس الرضائي… جريمة دون أركان

ناشيد قال إن التضييق على الحريات الفردية حرب وهمية وإنكار للهزيمة الحضارية لا يزال القانون الجنائي بالمغرب (الفصل 490)، يعتبر العلاقات الجنسية الرضائية جريمة. ورغم أنها جريمة بدون أركان، ولا يترتب عنها أي ضرر مادي أو معنوي على الفرد والمجتمع، إلا أن فئات عريضة تعاني هاجس الاعتقال، لا لسبب سوى ممارسة الجنس خارج دائرة الزواج، وبرضا الطرفين، لكن الدولة تصمم على تشجيع الكبت عوض الحب، وتفتح الباب أمام ممارسة الجنس في بيئة مكهربة غير سليمة وغير محمية، يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، بسبب المنع وعدم تأهيل الشباب لهذه الممارسة. وفي هذا السياق، يقول سعيد ناشيد، مفكر وباحث، في حديثه مع "الصباح"، إنه لا يجب أن نحمل الخطاب الملكي الأخير، وعبارة "لن أحل حراما ولن أحرم حلالا"، أكثر مما يحتمل، ونعتبر أن هذا الأمر يدخل في وظيفة أمير المؤمنين. لكن من ناحية المبدأ، تساءل ناشيد، حول ما إذا كان الأصل هو الحلال أم الحرام في الدين؟ معتبرا أن الأصل هو الحلال، ومن يريد التحريم يجب أن يأتي بالقرائن والدلائل، والتيار الديني المنغلق في هذا الجانب، لا يجد ما يكفي من المستندات لتحريم عدد من الأمور الخلافية، خاصة المتعلقة بالحريات الفردية، معتبرا أن المحرمين يقفزون على عدد من الكتب في التراث، التي تعتبر من أرقى ما أنتجت الإنسانية، ومنها الحب والحب المثلي والعلاج بالموسيقى وغيرها. ويرى ناشيد أن ما يعطل إلغاء فصل تجريم العلاقات الجنسية الرضائية، هو أن الحضارة الإسلامية تمر بحالة مرضية ورد فعل وسواسي. وقال "نحن نشعر بالهزيمة، ولسنا وحدنا، بل انهزمت حضارة الساموراي في اليابان، والأمر نفسه بالنسبة إلى الحضارة الجرمانية، لكنها اعترفت بالهزيمة، وعملت على إعادة بناء نفسها من جديد". وأكد الباحث في الحركات الإسلامية والحريات الفردية، أن المسلمين ينكرون الهزيمة والفشل، ولا يشتغلون على البناء، وندور في حلقة مفرغة من الوسواس القهري، ونلوم الآخرين، والخطير أننا نبحث عن تعويض وبطولات وهمية، فعلى سبيل المثال عندما يسجل لاعب كرة قدم مسلم هدفا في الدوري الإنجليزي، نعتبره هدفا للإسلام. وخلص ناشيد إلى أننا نعيش عقدة نقص، تركتنا نأكل ما تبقى من أنفسنا بأنفسنا، مبرزا أن المسلمين كتبوا عددا من الكتب القيمة في مجالات مختلفة، لكن الفقهاء المنغلقين يختزلون الإسلام في نصوص وفتاوى وكتب صفراء، ويقولون للعالم هذا كتابنا، ويركزون على أمور صغيرة، كما هو الأمر في النقاش الدائر حاليا حول منع أعلام المثليين في قطر، في حين أن الأزمة أكبر من هذه الأمور الصغيرة. عصام الناصيري

الجنس الرضائي… جريمة دون أركان

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

16 سنة لعصابة الملثمين بالعرائش

"عصيان" لشبكات مغربية داخل السجون

مقالات ذات صلة