أسر تلجأ إلى “دارت” لتمويل أعراسها

المثل المغربي "عرس ليلة تدبيرو عام" أورث الأسر قروضا يستغرق سدادها سنوات في سبيل تمويل حفل الزفاف لا تدخر الأسر جهدا للبحث عن موارد مالية لتحقيق غايتها، فتارة تلجأ إلى البنوك أو إلى الاقتراض من الأقرباء، وفي حالات كثيرة الاستفادة من «جمعية»، وهي صيغة تمويلية تقليدية دارجة في المجتمعات النامية، تقوم على أداء أقساط وتحصيل مبالغ كبيرة بشكل دوري . يستغرق الأمر في أغلب الأحيان أشهرا وربما سنوات، تماشيا مع المثل المغربي القائل، «عرس ليلية تدبيرو عام»، إلا أن واقع الحال أظهر ابتعاد هذه المناسبة عن التأني وكرس السرعة في الزيجات.وفي هذا الشأن، أصبحت القروض الاستهلاكية، في ظل غياب عروض ائتمانية من قبل البنوك لتمويل الأعراس، أقرب الطرق لبلوغ التمويل، إلا أن هذه الفئة من القروض سجلت ركودا خلال السنة الماضية، موازاة مع ارتفاع مديونية الأسر إلى 261 مليار درهم، إذ بلغ إجمالي القروض من الفئة المذكورة 39 مليارا و 500 مليون درهم، بارتفاع طفيف بزائد 1.9 في المائة.هذا الواقع فرض على الأسر اللجوء إلى الحل التمويلي التقليدي «الجمعية» بشكل مكثف، رغم ما يرافق هذه الصيغة الائتمانية من مشاكل مرتبطة بالتعاقد وضمان الحقوق، وهو الخيار الذي سلكته «سكينة» لتمويل عرسها، إذ أرادت أن يكون زفافها متكامل دون أن يكلفها الكثير، فكانت الآلة الحاسبة لا تفارق يدها، في فترة التحضيرات، لتبلغ كلفة عرسها 76 ألف و500 درهم، رغم دراسة مبدئية للتكلفة لم تجد نفعا مع الأسعار الملتهبة في سوق الأعراس.واختارت «سكينة» في سياق حصرها لتكاليف العرس ما يسمى بـ «باك الأعراس»، الذي تبلغ كلفته 12 ألف درهم، تتوزع بين أجور المصور وفرقة «عيساوة»، ثم «النكافة»، ودخول للعريس فوق الحصان، وفق ما هو مضمن بعرض لأحد الممونين، المتخصصين في تنظيم حفلات العرس متوسطة التكلفة. أما كراء قاعة الحفلات فقد كلفها 10 آلاف درهم، فيما وصلت كلفة إطعام 120 شخصا من المدعوين 36 ألف درهم، إضافة إلى مصاريف صالون التجميل البالغة ألفي درهم، بينما وصلت كلفة كراء فستان الزفاف إلى ألف و500 درهم، في حين بلغت نفقات خياطة الملابس 15 ألف درهم. في المقابل لم تلجأ حنان إلى ممون أو عرض خاص لتمويل عرسها، إذ اختارت عرسا منخفض التكلفة يتناسب مع إمكانياتها المادية، التي لا تستطيع أن تغطي سوى 14 ألف درهم من المصاريف، توزعت بين ألفين و300 درهم كأجر لـ»النكافة» وألف و300 درهم كلفة كراء قاعة للحفلات، فيما بلغت نفقات التجميل ألف درهم، ونفقات الطعامة 5 آلاف درهم، بينما استقر أجر المصور عند ألف درهم، ومثلها لمنسق الأغاني «دي جي»، في حين حدد أجر الفرقة الموسيقية «الدقة العيساوية» في 400 درهم. وبعيدا عن التقشف والتدبير المحكم للمصاريف، لا تبخل الأسر ميسورة الحال في تمويل عرسها والتفنن في الإنفاق، فبالنسبة لـ «فرح» اختارت أن يكون حفل زفافها من أرقى الأعراس، بحكم الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، إذ أن والدها هو من قام بدفع تكاليف حفل زفافها التي بلغت قيمته 18 مليون سنتيم، وإن كان هذا المبلغ المالي ضئيلا مقارنة مع تكلفة بعض الأعراس المترفة.ركزت فرح على أشهر وأجود الممونين في التحضير لعرسها الذي بلغت كلفة الطعام فيه 51 ألف درهم، حسب عدد الطاولات والمدعوين، إذ كلفة تمويل طعامة 17 طاولة، 3 آلاف درهم للطاولة الواحدة.وفي ما يخص الفرقة الموسيقية، بلغت كلفتها 30 ألف درهم، ومثلها خصصت لأجر «النكافة»، في حين تقاضى المصور أجرا بقيمة 7 آلاف درهم، ووصلت كلفة كراء قاعة الحفلات 20 ألف درهم، بينما خصصت العروض لتمويل تجميلها ألفين و500 درهم، وخصصت 30 ألف درهم لنفقات خياطة الملابس، و3 آلاف و500 درهم لمقعد العروسين، أما كعكة الزفاف المتدرجة فكان لابد من حضورها في العرس رغم تكلفتها المادية المرتفعة، التي بلغت ألفين و500 درهم، ومثلها خصصت لكراء فستان زفاف أبيض، ناهيك عن مصاريف كراء سيارة فاخرة لنقل العروسين لليلة واحدة بلغت ألفا و500 درهم.بدر الدين عتيقي

أسر تلجأ إلى “دارت” لتمويل أعراسها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكوفريـات" و"الطيافـر" و"الدراجي" لغة الخطوبة المتجددة

"ليموزين" تنقل العرسان بـ2000 درهم للساعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات