فوز بوتفليقة… “بركات” انتخابات سوريالية

النظام في الجزائر ينقل إلى العالم رسالة مفادها "اللي ما عجبوش الحال يضرب راسو مع الحيط" فاز عبد العزيز بوتفليقة عشية الجمعة الماضي بعهدته الرئاسية الرابعة كما كان متوقعا. وعاش قصر المرادية ليلتها على إيقاع الاحتفالات والفرح. ويمكن أن نتخيل أعمدة النظام هناك، وهم يرددون بصوت واحد وبشكل جماعي، أغنية رضا الطالياني ، مغني الراي الجزائري الشهير، والتي يقول فيها «اللي ما بغانا تعمى عينو، هاكا نديرو»، وهم «يقلون السم» إلى جميع المعارضين و«العديان».فاز «بوتيف»، (الاسم المختصر لبوتفليقة الذي تطلقه عليه الصحافة الفرانكفونية)، بالانتخابات بأكثر من 80 في المائة من الأصوات. وهي نسبة إن دلت على شيء، فعلى سوريالية مشهد سياسي مثير للضحك والشفقة معا. إنها ليست سوى «بركات»الانتخابات في الشقيقة الجزائر التي أفرزت صناديقها فوز مرشح «دمية»، لم يقدم شيئا لبلده وهو يقف على رجليه، في كامل قواه الصحية والعقلية، فما بالك به اليوم، وهو على كرسي متحرك، مصاب بجلطة دماغية، يحرك بالكاد يداه وشفتاه وابتسامتهُ البلهاء ترتسم على ملامح وجهه، في صورة «مفبركة» تتناقلها وسائل الإعلام العالمية اليوم مرفوقة بانتقادات ساخرة وحادة. أن يفوز بوتفليقة أو غيره، الأمر سيان في جزائر العسكر والمخابرات التي تتحكم في كل صغيرة وكبيرة وتحسب على المواطنين أنفاسهم. أن يتمتع الرئيس بصحة جيدة ليس أمرا مهما بتاتا في «الدزاير». الأهم منه بكثير أن لا يمثل الرئيس شيئا... أن لا يسيطر على شيء... أن لا يحكم... أن لا يكون له وزن أو رأي يعتد به... وفي هذا يتساوى بوتفليقة مع أي مرشح كان سيحل محله أو قد يأتي بعده...لم يدل العديد من الجزائريين بأصواتهم في الانتخابات لأنهم كانوا يدركون أنها «لا تهش ولا تنش». رجال الأمن أمام مكاتب التصويت في جميع الولايات والمدن الجزائرية كانوا أكثر من عدد الناخبين... «الفيسبوكيون» الجزائريون أدلوا بدلوهم في هذه الانتخابات أيضا وشنوا حملة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي شعارها «انتخبوا المُقعد»... «حراكة» فضلوا أن يصوروا «فيديو» انتشر عبر «يوتوب» يظهرون فيه سعداء وهم يعبرون إلى الضفة الأخرى، وأحدهم يقول «باي باي الجزائر... باي باي بوتفليقة... الله يربحك بالعهدة الرابعة» في إشارة رمزية واضحة وقوية إلى أن اللعبة مفهومة.عاد بوتفليقة من جديد ليرتاح على سرير غرفة نومه في قصر المرادية. ووصلت رسالة النظام الجزائري إلى عالم تتغير موازينه اليوم، مفادها «اللي ما عجبوش الحال يضرب راسو مع الحيط». وعاد بلد المليون شهيد إلى ممارسة «وئامه المدني» في ظل البطالة والقمع والتسلط والدكتاتورية والطغيان وانعدام الحريات، ولسان حال أبنائه يقول «فليبق الأمر على ما كان عليه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا».نورا الفواري

فوز بوتفليقة… “بركات” انتخابات سوريالية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سباق الأمتار الأخيرة

الداخلية تستدعي قائدا بسطات "عربد" بخريبكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات