أرباح متزايدة تنعش “فيسبوك”

الموقع ساهم في تفجير الثورات العربية وتعرض لانتقادات واسعة منذ بدايته منذ انطلاقته في 4 فبراير 2004، شكل موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، برنامجا مهما في المنظومة المعلوماتية العالمية، كما تمكن في ظرف وجيز من الانتشار في مختلف الدول، في الوقت الذي اعتبر مساهما رئيسيا في تفجير الثورات العربية التي عرفتها مجموعة من البلدان منذ 2010. «الصباح» تستعرض ملامح من هذا الموقع الاجتماعي، وبعض المعطيات التقنية المتعلقة بتشغيله، إلى جانب أرقام حول عدد مستخدميه والأرباح المالية التي يجنيها. اعتبر موقع «فيسبوك» نتيجة غير متوقعة من موقع «فيس ماش»، التابع لجامعة هارفارد، وهو موقع من نوع «نوت أور نوت» الذي يعتمد على نشر صور لمجموعة من الأشخاص ثم اختيار رواد الموقع للأشخاص الأكثر جاذبية، وهو من ابتكار مارك زوكربيرغ، مؤسس «فيسبوك» الذي كان يرتاد جامعة هارفارد باعتباره طالبا في السنة الثانية. الجامعة مهد انطلاقته تقوم الفكرة الرئيسية التي انطلق بشأنها موقع «فيسبوك» حول إمكانية انضمام الأشخاص إلى الشبكات التي تنظمها المدينة أو جهة العمل أو المدرسة أو الإقليم، وذلك من أجل الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم. كما يمكن المستخدمين إضافة أصدقاء إلى لائحة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم، وأيضا تحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم.وقام مارك زوكربيرغ بتأسيس «فيسبوك» بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز الذين تخصصا في دراسة علوم الحواسيب وكانا رفيقي زوكربيرغ في سكن الجامعة عندما كان طالبا في جامعة هارفارد، كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة إيفي ليج وجامعة ستانفورد. ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرا أي شخص يبلغ من العمر 13 عاما فأكثر.تم حظر استخدام الموقع في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة، كما حدث في سوريا وإيران، كما تم حظر استخدام الموقع في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام تلك الخدمة، كذلك، مثلت انتقادات موجهة إلى «فيسبوك» مخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية واحدة من المشكلات التي يواجهها رواد الموقع، وكثيرا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع. كما يواجه موقع «فيسبوك» العديد من الدعاوى القضائية من عدد من رفاق زوكربيرغ السابقين الذين يزعمون أن «فيسبوك» اعتمد على سرقة الرمز الرئيسي الخاص بهم وبعض الملكيات الفكرية الأخرى. عروض متزايدة لاقتناء «فيسبوك»تلقى موقع «فيسبوك» أول عرض استثماري بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي في يونيو سنة 2004 من بيتر ثييل، أحد مؤسسي شركة «باي بال». ثم أعقب ذلك الأمر استثمارا آخر بعد عام واحد فاق 12 مليون دولار من رأسمال شركة «آكسيل بارتنرز»، ثم 27 مليون دولار أخرى من شركة «غرايلوك بارتنرز»، وفي أحد بيانات التدفق النقدي التي تم تسريبها، وجد أنه خلال السنة المالية 2005، تكبد موقع «فيسبوك» خسارة صافية قاربت 4 ملايين دولار.ومع بيع موقع التواصل الاجتماعي الشهير «ماي سبيس» إلى شركة «نيوزكورب» في 19 يوليوز لسنة 2005، انتشرت بعض الشائعات التي تروج لاحتمالية بيع موقع «فيسبوك» لإحدى شركات الإعلام الكبرى، قبل أن تنشر مجلة «بيزنس ويك»، في 28 مارس 2006، تقريرا تؤكد فيه أن المفاوضات جارية بشأن شراء موقع «فيسبوك». وردا على ذلك، رفض «فيسبوك» عرضا بالبيع يقدر بنحو 750 مليون دولار من مزايد لم يتم الإفصاح عن اسمه، وانتشرت شائعات أخرى بزيادة سعر العرض إذ بلغ ملياري دولار.وفي شتنبر 2006، تم عقد مباحثات جادة بين القائمين على إدارة شركة «فيسبوك» و»ياهو» بشأن شراء «فيسبوك» مقابل مليار دولار، وقد صرح ثييل، الذي كان أحد أعضاء مجلس إدارة «فيسبوك» آنذاك، بأن التقييم الداخلي للموقع قد بلغ حوالي 8 ملايير دولار بناء على الإيرادات المتوقعة حتى عام 2015 بمعدل مليار دولار سنويا، مقارنة بشراء شركة «فياكوم» لشبكة إم تي في، وهي شركة تخاطب فئة مستهدفة من الجمهور وفقا لخصائصه السكانية.وتواصلت الأحداث المتعاقبة على تفويت «فيسبوك» إلى سنة 2007، إذ صرح زوكربيرغ أن مسألة بيع «فيسبوك» غير واردة على الإطلاق لأنه يود الحفاظ على استقلالية الشركة، قائلا: «إننا لا نسعى إلى بيع الشركة... كما أننا لا نفكر في الطرح الأولي للاكتتاب العام في أي وقت قريب. فذلك الأمر لا يمثل غايتنا الرئيسية في الوقت الراهن»، قبل أن يضيف أن شركة «ميكروسوفت» قدمت في السنة ذاتها عرضا بشراء نسبة 5 في المائة من أسهم الشركة بقيمة مالية تتراوح بين 300 و500 مليون دولار، قبل أن تبدي العديد من الشركات، من بينها «غوغل»، اهتماما بشراء حصة فيه. "ميكروسوفت" الشريك الحصري لـ"فيسبوك" تعتبر شركة «ميكروسوفت» الشريك الحصري لـ»فيسبوك» في تقديم خدمة إعلانات الشعار، ويقوم «فيسبوك» بطرح الإعلانات التي تتضمنها قائمة الإعلانات الخاصة بشركة «ميكروسوفت» فحسب. وحسب ما ذكرته شركة «كومسكور»، إحدى الشركات المتخصصة في بحوث التسويق على الأنترنت، فإن «فيسبوك» يقوم بتجميع قدر من البيانات من خلال رواده يضاهي ما يتوفر من بيانات لدى شركتي «غوغل و»ميكروسوفت». انتقادات وحظر في مسار "فيسبوك" تعرض موقع «فيسبوك» للكثير من الانتقادات على مدار السنوات القليلة الماضية. البداية كانت في أكتوبر سنة 2005، عندما قامت جامعة نيو مكسيكو بحظر الدخول إلى الموقع من أجهزة الحاسوب والشبكات الخاصة بالحرم الجامعي، إذ أشارت الجامعة إلى أن السبب وراء ذلك الحظر يتمثل في انتهاك سياسة الاستخدام المقبول للأنترنت الخاصة بالجامعة وذلك فيما يتعلق بإساءة استخدام الموارد المتاحة على الأنترنت، فضلا عن أن الموقع يفرض استخدام وثائق التفويض الخاصة بالجامعة في أنشطة لا تتعلق بالجامعة. كما سبق، لحكومة أونتاريو أن حظرت دخول الموظفين إلى الموقع في ماي سنة 2007، إذ ذكرت أن الموقع «لا يمت لمكان العمل بصلة مباشرة».وفي أول أيام سنة 2008، قامت إحدى المجموعات على «فيسبوك» بالإفصاح عن هوية ستيفاني رينجيل، الفتاة التي قتلت في ولاية تورونتو، والتي لم تكن أسرتها قد أعطت تصريحا لشرطة تورنتو بعد بنشر اسمها أو أسماء المتهمين في القضية إلى وسائل الإعلام، رغم أنه يمنع نشر أسماء القاصرين الذين تتم إدانتهم في إحدى القضايا بموجب قانون العدالة الجنائية للأحداث، وهو ما دفع الشرطة إلى حث القائمين على الموقع إلى الالتزام بقواعد الخصوصية في مجريات البحث، وحذف اسم الفتاة، قبل أن يفاجؤوا بالعديد من المشتركين إلى إعادة نشر اسم الفتاة، كلما تم حذفها.وقامت مجموعة من الدول بحظر استعمال «فيسبوك» كما هو الحال في سوريا وإيران، إذ ذكرت الحكومة السورية أن قرار الحظر جاء استنادا إلى قيام البعض بالتحريض على شن هجمات ضد السلطات من خلال الموقع. إضافة إلى أن الحكومة السورية تخشى التسلل الإسرائيلي للشبكات الاجتماعية في سوريا من خلال «فيسبوك»، كما أنه تم استخدام الموقع من قبل بعض المواطنين السوريين لتوجيه الانتقادات إلى الحكومة، وفي «بلاد الفارس»، تم حظر استخدام الموقع بسبب مخاوف من أن يتم استغلال الموقع في تنظيم حركات معارضة للحكومة.وبالمغرب، تم إلقاء القبض سنة 2008، على فؤاد مرتضى بتهمة إنشاء ملف شخصي زائف باسم الأمير مولاي رشيد، قبل أن تتوالى مجموعة من الملفات المزيفة لعدد من الشخصيات الدبلوماسية والحكومية في عدد من الدول، في الوقت الذي باتت الوجوه الفنية، الشخصيات المفضلة لدى عدد من رواد هذا الموقع لتمرير مجموعة من الأخبار المتعلقة بحياتهم المهنية والشخصية، تحت مظلة «فانز»، وهو ما تنفيه عدد من الأسماء في مناسبات متكررة. ارتفاع في أرباح الموقع سجل الموقع أرباحا صافية، خلال السنة الماضية، بلغت 523 مليون دولار، مقارنة بأرباح لم تتجاوز 64 مليون دولار للفترة نفسها من 2013، ما يعني حصول كل سهم على 31 سنتا، في حين كانت توقعات الخبراء لا تزيد عن 27 سنتا للسهم الواحد. أما عدد مستخدمي الموقع فقد ارتفع إلى مليار و230 مليون شخص، بزيادة 16 في المائة عن العام الماضي، وقد شكلت الإعلانات 90 في المائة من عائدات فيسبوك الذي أعلنت الشركة المسؤولة عنه قبل أسابيع عن نيتها إضافة خيار إعلانات الفيديو المسجلة عليه. كما قفزت أسهم موقع «فيسبوك» في بورصة نيويورك بأكثر من خمسة في المائة، بعد الإعلان عن تسجيل أرباح ومبيعات للربع الرابع من عام 2013 فاقت توقعات وول ستريت ببلوغها حاجز مليارين و600 ألف دولار، بزيادة 63 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. مفجر الثورات العربية لعب «فيسبوك» دورا مهما في تفجير الثورات الشعبية التي شهدتها مجموعة من الدول العربية، في مقدمتها ثورة «الياسمين» في تونس، وثورة 25 يناير في مصر، قبل أن تشمل مجموعة من الدول العربية من بينها ليبيا واليمن وسوريا، فضلا عن بعض الحركات الاحتجاجية في عدد من الدول الأوربية. وشكل «فيسبوك» الوسيلة التواصلية الرئيسية في التنسيق بين الأحداث التي اندلعت من أجلها أحداث الربيع العربي في مختلف الدول، كما تتواصل خدمات «فيسبوك» في هذا الجانب في عدد من الدول، من بينها الجزائر التي تعيش على وقع الانتخابات الرئاسية الحالية، ومصر التي تسير في اتجاه انتخاب المشير السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا لها، خلفا للإخواني محمد مرسي. دعوى قضائية حول سرقة فكرة "الموقع" قامت شركة «كونكت يو» التي أسسها مجموعة من أصدقاء زوكربيرغ، في 2004، برفع دعوى قضائية ضد موقع «فيسبوك»، إذ ذكرت الشركة أن زوكربيرغ قد أخل بعقد شفوي تم بينهم بشأن تأسيس الموقع، وأنه قام بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع، واستخدام الرمز السري الرئيسي الخاص بهم، قبل أن تتوصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق تسوية سري في شهر فبراير من عام 2008. "فيسبوك" يربح دعاوى قضائية قام «فيسبوك» في 18 يوليوز 2008، برفع دعوى قضائية ضد موقع «ستودي في زد» أمام إحدى المحاكم الفيدرالية في ولاية كاليفورنيا بدعوى قيام الموقع بسرقة الشكل العام والعلامات الرئيسية والخدمات الخاصة به، ونفى موقع «ستودي في زد» تلك الادعاءات، وطالب بإصدار حكم تفسيري من المحكمة الإقليمية بشتوتغارت بألمانيا.وفي 2008، أمرت المحكمة العليا في لندن غرانت رافائيل بدفع مبلغ 22 ألف جنيه إسترليني بتهمة انتهاك الخصوصية والتشهير، إذ نشر رافائيل صفحة وهمية على «فيسبوك» زاعما أنها لزميله في العمل وزميله في الدراسة سابقا ماثيو فيرشت الذي اختلف معه رفائيل في عام 2000. وقد ذكرت هذه الصفحة الوهمية أن فيرشت مثلي جنسي وغير جدير بالثقة. ويعتقد أن هذه القضية هي الأولى في إصدار حكم بتهمة انتهاك الخصوصية والتشهير من خلال الدخول إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي. إعداد: ياسين الريخ

أرباح متزايدة تنعش “فيسبوك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوليف يهاجم تحالف النقابات الثلاث

"متألقات" يحتفي بتجربة ثريا الحضراوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات