سلفيـة وطنيـة قـاومت الاستعـمار

شيخ الإسلام حاول طرد المستعمر والخرافات التي كان بعض المغاربة يتبنونها محمد بن العربي العلوي، (شيخ الإسلام)، سلفي مناضل، قاوم الاستعمار بالمغرب، وسعى إلى تخليص بلاده من قبضة الفرنسيين الذي ادعوا حماية المغرب. محمد بن العربي العلوي، وأسماء أخرى كان لها دور كبير إبان إعلان فرنسا الحماية على المغرب، إذ خلال هذه الفترة، ناضلت السلفية التي كان ينتمي إليها محمد بن العربي العلوي ، من أجل طرد المستعمر، ومحاربة الجهل والخرافات التي كانت تجد مكانها بين المغاربة آنذاك. هذه السلفية التي أطلق عليها اسم السلفية الوطنية أو الإصلاحية، انشغلت بقضايا تهم المجتمع المغربي وترفع مستوى وعيه وثقافته، إذ اهتمت "بالتعليم والتربية وصيانة الهوية الثقافية من مخاطر التغريب الناجم عن هيمنة الحضارة الغالبة، والدفاع عن عقيدة الإسلام". وقف التاريخ وقفة إجلال أمام إنجازات شيخ الإسلام الذي تشبع بالفكر السلفي، إما أخذا عن شيخه الكبير أبي شعيب الدكالي مباشرة، أو عن طريق قراءة كتابات ابن تيمية، ومحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني ورشيد رضا، وشكيب أرسلان، إذ بذل كل ما في وسعه للتصدي للاستعمار ومحاربة الجهل الذي كان ينخر المغاربة، فالكل يجمع على الدور الكبير الذي لعبه هذا الشيخ، في رفع المستوى الفكري لأبناء بلاده، لإخراجهم من غياهب الجهل أولا، ولتوعيتهم بضرورة طرد المستعمر. قيل عن الشيخ السلفي الكثير، ومن بين ما قيل عنه إنه "كان له أثر عميق في تأصيل الوطنية المغربية وتسليحها بالمنهج السلفي المتحرر من رق الأضاليل والخرافات والأوهام"، وأنه "كان حربا على الخرافة المحترفة للاكتساب والتضليل، في المسجد والبيت والمنتزه"، وأنه "كرس حياته ووقته وفكره وجهاده في سبيل إصلاح هذه الأمة وتقويم اعوجاجها، وإيقاظها من رقادها، كما حاول ذلك قبله جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، فأصبحت دروسه بمثابة ثورة فكرية ضد الجمود والخرافات والأوهام، قبل الاستقلال وبعده". هذا الشعور الجياش نحو وطنه، حسب ما جاء في كتب التاريخ، ورغبته الجامحة في ضرب المستعمر وهزمه أين ما كان هي التي جعلته يبيع كل ما يملك من الكتب النفيسة حتى يستطيع شراء ما يحتاج إليه المقاتل المتطوع، ولذلك حاول أن يلتحق بجبهة القتال في حرب الريف، وفي الأطلس، غير أن ظروف الحصار المضروب على البلاد من قبل العدو، حالت دون ذلك، كما أن القائد موحا وحمو الزياني أقدم على تغيير خطته القتالية، بعد أن اكتفى بأبناء المنطقة الثائرة، لمعرفتهم الدقيقة بمسالكها الوعرة.في المقابل، ورغم شدة محمد بن العربي العلوي، السلفي الوطني، في المحافظة على تعاليم الإسلام، فإنه عمل من أجل إخراج المرأة من غياهب الجهل التي كانت تعيش فيها، ولهذه الغاية ألقى مجموعة من المحاضرات تهتم بتعليم الفتاة المربية.وبموازاة مع القادة العسكريين في الميدان، الذين كانوا يناضلون من أجل أن تنال البلاد استقلالها، خرج القادة الفكريون والمصلحون السلفيون من أجل بث الحماسة بالكلمة والخطابة في صفوف المغاربة، من خلال تصوير الاستعمار باعتباره خطرا داهما يمس كرامتهم وينال من سمعتهم، ويهدد هويتهم ويمزق وحدتهم، ونجحوا في ذلك.إيمان رضيف

سلفيـة وطنيـة قـاومت الاستعـمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوتفليقة يخلف نفسه في "قصر المرادية"

محمد الخامس في القمر..."انفجار الأسطورة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات