بوتفليقة يخلف نفسه في “قصر المرادية”

اشتباكات وتدخلات أمنية لتفريق المحتجين أمام صناديق التصويت والجيش يعلن حالة استنفار قصوى توجه الجزائريون أمس (الخميس) إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، وسط خلافات متباينة بين المعارضة وأنصار الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن عن خوض الاستحقاقات الحالية للبقاء في قصر "المرادية"، والتي توجه على كرسيه المتحرك إلى إحدى المؤسسات التعليمية الجزائرية للإدلاء بصوته ، في انتخابات تشهد منافسة 6 مرشحين من بينهم امرأة واحدة وهي لويزة حنون. وسط تشديدات أمنية كبيرة، توافد الجزائريون في مختلف الولايات، إلى صناديق الاقتراع لاختيار، من سيحكم الجارة الشرقية للمملكة، في السنوات الخمس المقبلة، من خلال نشر 260 ألف شرطي لتأمين قرابة 50 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد.في الوقت الذي تدخلت قوات الأمن الجزائري في مرات متعددة لإيقاف بعض الاحتجاجات التي خاضها عدد من المعارضين أمام مكاتب التصويت، وهي تدخلات وصفت حسب تقارير إعلامية بـ»العنيفة». وقد أعلن الجيش حالة استنفار قصوى.وينافس بوتفليقة في السباق، رئيس وزرائه السابق علي بن فليس، وهو أهم منافس من بين ستة مرشحين للانتخابات. وحذر بن فليس من احتمال حدوث تزوير، بينما نظمت أحزاب معارضة مسيرات احتجاج ودعت إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفتها بأنها مزيفة.وحاولت مجموعات من المتظاهرين المنتمين إلى حركة «بركات» إقامة اعتصام في وسط العاصمة الجزائر، في الوقت الذي تدخلت فيه قوات الأمن لمنعهم من ذلك. احتجاجات ومعارضة في الرئاسيات الجزائريةاحتج المعارضون على صحة الرئيس المنتهية ولايته والمرشح إلى فترة رابعة، بعد تزايد الاضطرابات الصحية التي تعرفها حالته، في الوقت الذي يتمتع بشعبية بين عدد مهم من الجزائريين، بفضل دوره في إنهاء الحرب الأهلية المدمرة وتجنيب البلاد موجات احتجاج ما يعرف بالربيع العربي.من جهتها توجهت الجالية الجزائرية الموزعة عبر العالم، إلى البعثات الدبلوماسية في الخارج، منذ أيام للتصويت على الرئيس الجديد للبلاد، كما أحدثت السلطات الجزائرية «صناديق متنقلة» للناخبين في المناطق النائية والبوادي والصحراء الكبرى.واتهمت المعارضة الحكومة الجزائرية، قبيل توجه الجزائريين إلى صناديق الاقتراع بالتحيز إلى المرشح بوتفليقة، على آخرين، والتلاعب بأصوات الناخبين، في الوقت الذي نفت الحكومة ذلك، بعدما وجهت دعوات إلى هيآت دولية لمراقبة الاستحقاقات التي يعول عليها الشعب الجزائري لتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بلادهم.ويبدو أن بوتفليقة، حسب تقارير تناقلتها مجموعة من وسائل الإعلام الجزائرية، لا يواجه تحديا من المرشحين المنافسين بفضل دعم الآلة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني والجيش وكبار رجال الأعمال، وأصبح في حكم المؤكد أن يفوز بوتفليقة أحد المناضلين في حرب الاستقلال بولاية رابعة بعد أن قاد البلاد على مدى 15 عاما. تنبؤات بإعادة انتخاب بوتفليقةفتحت مراكز الاقتراع أبوابها للناخبين في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي يتوقع المراقبون على نطاق واسع فوز الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة فيها لتولي ولاية رابعة، في الوقت الذي كان إقبال المواطنين منخفضا، مع تحدي تحالف الإسلاميين وأحزاب المعارضة العلمانية قدرة الرئيس المريض على حكم البلاد، بعدما دعوا إلى مقاطعتها.وتنبأ رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي، بأن «الانتخابات ستكون مزورة وسيعلن رئيس الجمهورية رئيسا للولاية الرابعة». وأكد رئيس جبهة العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله على «أن الرئيس بوتفليقة هو الذي سيخلف نفسه في مقعد السلطة ولكن بالتزوير بطبيعة الحال».مقابل ذلك، دعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، إلى اعتماد «مرحلة انتقالية ديموقراطية بعد 17 أبريل»، وجدد عدد من قيادات التيار الإسلامي تأكيدهم على أن الصوت الإسلامي يقاطع الانتخابات، وإن كانت هناك أجنحة تؤيد الرئيس بوتفليقة وأخرى تؤيد بن فليس وغيرهما من المرشحين.وشكلت نسبة المشاركة في الانتخابات تحديا دائما بالنسبة إلى السلطة، المتهمة بتزويرها تماما كما تزور نتائج التصويت، حسب المعارضة، إضافة إلى هاجس نسبة المشاركة، إذ تحذر المعارضة ومعهم المترشح المنافس لبوتفليقة علي بن فليس من التزوير، رغم طمأنة وزير الداخلية الطيب بلعيز المقرب من بوتفليقة بأن «كل إجراءات الشفافية والحياد والأمن اتخذت في هذا الاقتراع».من جانبهم اتهم أنصار بوتفليقة، بن فليس، بمحاولة زرع الفوضى و»ضرب استقرار الجزائر» التي لم تضمد جراحها كاملة من حرب أهلية كان سببها إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 1992. 3 مرشحين يراهنون على فتح الحدود المغربية الجزائرية اختار ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية، وهم علي بن فيلس ولويزة حنون وعبد العزيز بعليد، إلى إثارة موضوع فتح الحدود البرية المغربية الجزائرية، الذين راهنوا عليها في برامجهم الانتخابية، والرهان على تطوير العلاقات بين بلدان المغرب العربي لما بات له من أهمية للحفاظ على أمن المنطقة. وتأتي إشارات المرشحين الثلاثة للرئاسيات لقضية الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1999، في الوقت الذي لم يشر ممثلو حملة الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة إلى العلاقات مع المغرب، التي وصلت إلى ذروة توترها في عهد بوتفليقة، سيما في الآونة الأخيرة التي استدعي فيها سفراء البلدين لمرات متكررة. إعداد: ياسين الريـخ

بوتفليقة يخلف نفسه في “قصر المرادية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عطلة الربيع تنعش أنشطة الفنادق

سلفيـة وطنيـة قـاومت الاستعـمار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات