البنزرتي : اللاعب المغربي موهوب تنقصه “تحراميات”

فوزي البنزرتي مدرب الرجاء قال إن الإقصاء من عصبة الأبطال أكبر فشل في مساره قال فوزي البنزرتي إن اللاعب المغربي موهوب، ويتفوق تقنيا على التونسي والمصري وحتى الجزائري، لكن تنقصه "الحرفنة" داخل رقعة الميدان، كما أنه سريع الانفعال. وكشف البنزرتي في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي"، أن الاعتماد يشكل كلي على اللاعب المحترف، وتجاهل التكوين واللاعب المحلي ، أحد أسباب تراجع كرة القدم الوطنية. ودعا مدرب الرجاء إلى الاهتمام بالتكوين، وإعطاء الفرصة للمواهب المحلية، السبيل الوحيد للخروج من النفق المظلم الذي دخلته الكرة الوطنية. ولم يخف الإطار التونسي رغبته في تدريب الأسود في المرحلة المقبلة، مؤكدا أنه باستطاعته قيادتهم إلى نهائي أمم إفريقيا التي يحتضنها المغرب مطلع السنة المقبلة. واعتبر البنزرتي خروج الرجاء من الدور الأول لعصبة الأبطال، أسوأ نتيجة له في مسيرته التدريبية، والاعتراض الذي تقدم به الفريق بخصوص كامارا، حقا مشروعا، لا يمكن التنازل عنه، الغاية منه رد الاعتبار وليس العودة إلى المنافسة. وفي ما يلي نص الحوار: ستة أشهر في رحاب الرجاء، ما هي الفكرة التي كونتموها حول كرة القدم الوطنية، وأين تضع فريقك بين كبار القارة؟ كرة القدم المغربية مشهود لها بعلو كعبها إقليميا وقاريا وعالميا، والنتائج التي حققتها المنتخبات بمختلف فئاتها خير دليل على ما أقوله، كيف لا والأسود أول منتخب عربي وقاري تجاوز الدور الأول في المونديال، لكن للأسف تراجع الأداء في السنوات الأخيرة، لأسباب مختلفة، في مقدمتها الاعتماد الكلي على اللاعب الجاهز أو المستورد من أوربا، كيفما كانت إمكانياته، وبالتالي إهمال التكوين، وصقل موهبة اللاعب المحلي، التي تظل رهن إشارة الناخب الوطني على امتداد السنة. لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع ملحوظ للأندية المحلية قاريا، ومن بينها الرجاء الذي غادر عصبة الأبطال من دورها الأول، بالمقابل تألق الأندية التونسية والمصرية، رغم غياب دوريات منتظمة في ظل الظروف التي اجتازها البلدان، برأيك ما هو السبب؟ كما قلت لك في البداية، اللاعب المغربي موهوب بالفطرة، وأقوى بكثير من اللاعبين المصري والتونسي والجزائري، لكن للأسف تنقصه "الحرفنة"، أو بلهجتكم "تحراميات الكرة"، وسريع الانفعال، وأي طارئ في المباراة يؤثر على أدائه، كما حصل للاعبي الرجاء أمام حوريا كوناكري، الذين نجحوا في استفزازنا، بحركاتهم البهلوانية، وأخرجوهم من المواجهة، وقد نبهت لاعبي فريقي للموضوع، لكن يبدو أنهم نسوا التعليمات في مستودع الملابس. لو أعدنا المباراة مع كوناكري، عشر مرات، لما سجل لاعبوه هدفا في مرمانا، لكنها أحكام كرة القدم. وماذا عن الغياب المغربي عن مصادر القرار؟ بالفعل هذا موضوع آخر، ولو كان للمغرب ممثل قوي في الكاف، لما خسر الرجاء الاعتراض أمام كوناكري. هناك لوبيات داخل الكونفدرالية، تخدم أجندة أندية بعينها، ومن الضروري أن ينتبه المسؤولون المغاربة لهذه النقطة مستقبلا، لأن المباريات داخل القارة السمراء لا تلعب فقط فوق المستطيل الأخضر. هناك من يؤاخذ الرجاء على الاعتراض، والذهاب إلى المحكمة الرياضية، في قضية كامارا... (مقاطعا) هذا حق مشروع، والتنازل عنه ضعف، وتكريس لواقع حان الأوان لتغييره. لا نهدف من وراء الاعتراض العودة إلى المنافسة، ولكن استعادة حق ضائع. انظر ماذا فعل الاتحاد التونسي لبلوغ الدور النهائي لتصفيات مونديال البرازيل، حينما اعترض على مشاركة لاعب من الرأس الأخضر، وهنا تكمن قوة الكرة التونسية، في الكواليس وبين الأروقة. لا يتركون شيئا للصدفة، ويدرسون منافسيهم مهما كانت قوتهم أو ضعفهم. لم يظهر الرجاء بالقوة المنتظرة بعد نهاية مونديال الأندية واحتلاله مركز الوصافة... أمر طبيعي، لأنه شتان بين المنافسة محليا، والتألق على المستوى الدولي.كل الظروف كانت مواتية في أكادير ومراكش، واللاعبون أخرجوا كل ما في جعبتهم، لحجم المتابعة وأهميتها بالنسبة إلى مستقبلهم، ومن تم ظهروا بالمستوى الذي تابعتموه، وأبهر العالم، وكان من الطبيعي أن يتراجع أداؤهم بعد العودة للمنافسة المحلية بكل إكراهاتها، من ملاعب وتحكيم وسوء تنظيم. كلها عوامل أفقدت اللاعبين تركيزهم، وأسقطتهم في دوامة النتائج السلبية. في الجولات الأخيرة، استعاد الرجاء شيئا من كبريائه وحقق نتائج إيجابية عادت به إلى دائرة الأَضواء والتنافس حول اللقب، خصوصا الفوز في الديربي لا يمكن نكران قيمة الديربي، ومدى تأثير نتيجته على السير العادي لأي من الفريقين، لكن كذلك لا يمكن إعطاء المباراة أكبر من حجمها، والضغط على اللاعبين، وإخراجهم من تركيزهم، حينها قد تأتي النتيجة عكسية لا قدر الله. هل تلذذت طعم الفوز بأول ديربي؟ الديربي مباراة على الورق لا أقل ولا أكثر، وشخصيا خضت العديد من مبارياته سواء في تونس أو ليبيا. لم يعد يخيفني، وهذا ما أحاول نقله للاعبين، حتى يتعاملوا مع مجرياته بشكل عاد، الفوز فيه لا يمنح أكثر من ثلاث نقاط، وأعتقد أننا نجحنا في مهمتنا إلى أبعد الحدود، وتمكنا من إعادة البسمة إلى شفاه جماهيرنا الغاضبة، وأعدها أننا سنواصل على المنوال ذاته، إلى غاية نهاية الموسم. هذا يعني أن آمال المحافظة على اللقب مازالت قائمة... بطبيعة الحال، حسابيا كل شيء ممكن، وفي البطولة الوطنية النتائج متقلبة جدا، وتنتظرنا مواجهات حاسمة مع منافسين مباشرين، ستحسم بشكل نهائي في الفائز باللقب، والذي سيمثل المغرب في مونديال الأندية، الرهان الذي رفع من حدة التنافس، وأعطى للقب البطولة قيمة مضافة. كنت تعقد آمالا كبيرة على تدريب المنتخب التونسي، قبل أن يختار الاتحاد التونسي البلجيكي جورج ليكنز قبل أيام... صدقني إذا قلت لك إنني لم أكن أعقد آمالا كبيرة على هذا الموضوع، لأني أعرف جيدا موقف المسؤولين التونسيين مني، لكني مع ذلك كنت آمل أن تتاح لي الفرصة لأقدم خدمة لوطني، لكن يبدو أن هناك من له رأي آخر.أتمنى حظا وفيرا لنسور قرطاج، الذين يجتازون بدورهم مرحلة فراغ، أرجو أن لا تطول. المنتخب الوطني يجتاز المرحلة ذاتها، ماذا لو اقترح عليك المكتب الجامعي الجديد تدريب الأسود؟ سأكون أسعد إنسان على وجه البسيطة، لأنني كما قلت لك في البداية أقدر قيمة اللاعب المغربي، والموهبة التي حباه الله بها، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لأدرب الأسود، وأعيدهم إلى سابق عهدهم في التألق. هل هناك شروط معينة لقبول هذا المنصب؟ ليست هناك شروط معينة، بل إنني مستعد لتدريب الأسود دون مقابل، إلى حين تحديد الأهداف المسطرة. بمعنى... سألتزم ببلوغ نهائي أمم إفريقيا الذي سينظم بالمغرب مطلع السنة المقبلة، غير ذلك سأتنازل عن جميع مستحقاتي المالية. رغم أن المدة التي تفصلنا عن المنافسة قصيرة... معرفتي الجيدة بقيمة الدوليين المغاربة، وخبرتي ودرايتي بشؤون الكرة في القارة السمراء، تخول لي رفع التحدي، وقيادة الأسود إلى النهائي. سبق أن قلت إن المباريات في القارة السمراء لا تلعب فقط فوق أرضية الميدان بل في الكواليس والأروقة... (مقاطعا) مازلت عند قولي حتى بالنسبة إلى المنتخبات، لذلك سأكون بحاجة إلى رجل بقيمة رشيد البوصيري إلى جانبي. رجل ميدان وخبرة طويلة، وبإمكانه تقديم الإضافة. لكنكما فشلتما معا في قيادة الرجاء إلى بلوغ دوري المجموعتين في عصبة الأبطال...إنه أكبر فشل في مسيرتي التدريبية، وأتحمل كامل المسؤولية فيه. لم يسبق أن غادرت هذه المنافسة التي فزت بها من الأدوار التمهيدية، لكن ذلك قدر الله، وأعتذر للجماهير الرجاوية. يقولون إنك مدرب محظوظ، والدليل ما حققته مع الرجاء في مونديال الأندية... لا يمكن أن نرجع كل ما تحقق في المونديال للحظ. صحيح أنني التحقت بالفريق أياما قليلة قبل انطلاقة المنافسة، ووجدت عملا جيدا قام به المدرب الكبير محمد فاخر، لكن بدوري كانت لي لمسة في ما تحقق بشهادة جل المتتبعين، لأنني وجدت الفريق خارجا من نتائج كارثية في البطولة المحلية، أياما قليلة قبل انطلاقة المونديال. هل ستواصل مع الرجاء الموسم المقبل؟لدي عقد ممتد إلى غاية نهاية الموسم المقبل، وكل شيء يتوقف على رغبة المكتب المسير، في حال رغب في مواصلة المشروع الرياضي الذي جئت من أجله، أو قرر بناء إستراتيجية جديدة.استمتعت بلحظات رائعة رفقة الرجاء، خصوصا في المونديال، وبعدها الاستقبال الملكي، ولحظات الاحتفاء بالفريق في ملعب محمد الخامس. كل هذه الأمور ستظل عالقة بذهني حتى لو رحلت. البنزرتي...البركان النائم فوزي البنزرتي، شيخ المدربين، ليس بسنه المتقدم، ولكن بألقابه المحلية والقارية الاثني عشر.هادئ ورزين ومحب للحياة، خارج رقعة الميدان، وبركان نائم قابل للانفجار في أي لحظة في دكة الاحتياط.نظرته الثاقبة وجرأته في اتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة نقطتا إحدى نقاط قوته، اللتان جعلتاه ربانا بامتياز.لا يخشى المسؤولية، ولا يتوانى في تحملها، ويعتبرها جزءا من مهامه، لحماية آلياته...سياسي في باطنه، ويؤمن بقناعاته. له مواقف أثارت من حوله العديد من ردود الأفعال، سواء داخل تونس أو خارجها.صاحب قرارات مفاجئة، وكثير الترحال. لا يحب المال كثيرا، لكنه يؤمن بضرورته في الحياة. أب هادئ محب لأبنائه...عاشق للمغرب، ويتمنى الاستقرار فيه، لكن بطموحات كبيرة، ومشروع كروي يحقق به أحلامه بعيدا عن وطنه الأم.هكذا هو البنزرتي الذي قاد الرجاء إلى نهائي مونديال الأندية، أياما قليلة بعد التعاقد معه خلفا لفاخر.لا يخشى المجازفة، ويعتبرها شرطا لنجاح أي مدرب في مهامه. مؤمن بالنجومية ويعتبرها سيفا ذا حدين. قريب من لاعبيه. صارم في معاقبتهم. مناد بالحرية في حدود المعقول، ولا يتوانى في حظرها عند اللزوم.البنزرتي المتواضع، سريع الغضب غير قابل للحوار، حينما يتعلق الأمر بالكرامة والتدخل في المهام. مستعد للرحيل في أي وقت يشعر فيه بعدم الاحترام. حقيبته جاهزة للسفر، ولا يخشى مفاجآته. حط الرحال مرة بليبيا من أجل تغيير إطارات سيارته، فمكث فيها ثلاث سنوات، وأشرف على منتخبها الأول...إنه البنزرتي، ابن المنستيري، الذي صنع جزءا من تاريخ كرة القدم في تونس، لكنه لم يحظ أبدا بثقة تدريب المنتخب الأول، وهي واحدة من نقاط ضعفه.يرى مدرب الرجاء، أن مواقفه من الجهاز الوصي، ورؤيته للسياسة الكروية في بلده، أبرز أسباب استبعاده من تدريب نسور قرطاج...تجربة البنزرتي بالمغرب، وفرصة تدريب الرجاء العالمي، يعتبرها ردا للاعتبار، ومكافأة مسيرة طويلة من الإنجازات، وانطلاقة جديدة، بآمال متجددة نحو ما هو أفضل... في سطور الاسم الكامل: فوزي البنزرتي تاريخ الميلاد: 3 يونيو 1950 بمنستير سبق له تدريب: المنستيري والترجي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والصفاقسي والملعب التونسي (تونس)، منتخبي الإمارات وليبيا. ألقابه: النجم الرياضي الساحلي (1987 - 1990)النادي الإفريقي (1994) الترجي الرياضي التونسي ( 2009 - 2007 - 2003 2009 – 2010).+ الكأس الممتازة تونس لكرة القدم: 1994 الترجي الرياضي التونسي + رابطة الأبطال الإفريقية: 1994 الترجي الرياضي التونسي + الكأس الإفريقية الممتازة : 1995 الترجي الرياضي التونسي + كأس الاتحاد الإفريقي : 2006 النجم الرياضي الساحلي أجرى الحوار: نورالدين الكرف

البنزرتي : اللاعب المغربي موهوب تنقصه “تحراميات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نساء المغرب جميلات

مونفيس ينسحب من الجائزة الكبرى

مقالات ذات صلة