بنعبد الله: الزحف نحو المدن أكبر تحد لسياسة المدينة

أكد محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، أن الهجرات المتتالية من البوادي نحو المدن، تشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه سياسة المدينة، مُبرزا في لقاء صحافي عقده مساء أول أمس (الثلاثاء) بالرباط، أن عدد سكان الحواضر بالمغرب تضاعف أربع مرات ، إذ أن نسبة السكان الذين يعيشون في الوسط الحضري وشبه الحضري، يبلغ حاليا 65 في المائة، ومن المتوقع أن يشكل عدد سكان المدن 70 بالمائة في أفقِ 2020، وهُو ما يفتح المجال أمام إشكالات متعددة، على رأسها تنامي أحياء سكنية جديدة بحاجيات وخدمات تتطلب جهودا واستثمارات لتلبيتها. وأبرز بنعبدالله أن هذه الظاهرة قادت إلى زيادة سريعة في المدن الصغيرة والمتوسطة، وهو ما تمخض عنه تضاعف عدد المدن التي تضم من 50 إلى 100 ألف نسمة بعشرة أَضعاف. واعتبر الوزير أن الدور الحيوي الذي تلعبه المدن يؤثر ايجابيا على النسيج الاقتصادي، إذ أنها تستقطب 70 في المائة من الاستثمارات وتنتج 75 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وتحتضن 43 في المائة من السكان النشيطين.وأكد أن توسع المدن يطرح العديد من التحديات التي يتعين مواجهتها مثل الفضاءات المجزأة والفقر والإقصاء الاجتماعي والبنيات الاجتماعية وأنظمة النقل غير الكافية. واستحضر بنعبد الله، في هذا السياق، الإكراهات التي تواجه مشاريع المدن الجديدة، والتي تتعرض لانتقادات متتالية ويؤكد العديد فشلها، في وقت أكد الوزير أن المدن الجديدة تحتاج إلى 25 عاما لتكتمل على مستوى البنيات التحتية والمرافق. وفي الوقت الذي أكد بنعبد الله أن تأمين المرافق الأساسية للمدن الجديدة خطوةٌ أساسية، أقر بالمقابل، أن الإشكال يطرحُ على مستوى تسريع إقامة المرافق الصحية والتعليمية، وهو ما لا يتيسر دائما بالنسبة إلى القطاعات الوزارية المعنية التي تحدد أولياتها انطلاقا من معايير محددة. وأبرز نبيل بن عبد الله، أن الحكومة شرعت في إرساء سياسة عمومية إرادية ومندمجة وتشاركية تقوم على مفاهيم الحكامة، مشيرا في هذا الصدد إلى وضع 55 مشروع مدينة من ضمنها 32 مشروعا موضوع اتفاق بمبلغ إجمالي بـ 30,1 مليار درهم بالنسبة إلـى 2013-2014. وضمن الـ 32 مشروعا المذكورة، تم التوقيع على 18 اتفاقية أو يجري التوقيع عليها من قبل الشركاء بـ 21,4 مليار درهم.وأكد بنعبد الله أن التمدن ظاهرةٌ عالمية، مضيفا أن تنامي المدن الصغيرة يفرض حلولا وبرامج للتأهيل، فيما قال إن المدن العتيقة أضحت بؤرا للفقر والهشاشة.وبخصوص برامج القضاء على مدن الصفِيح، قال بنعبد الله إنّ الدولة حققت إنجازات لا يمكن إنكارها، مبرزا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه يتمثل في تنامي آلاف الدور بعد القضاء على "البراريك" لأسباب مختلفة، ، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه "في 2004 تمت إعادة إسكان 260 ألف أسرة كانت تقطن مدن الصفيح، نجحنا في معالجة 230 ألف بتكلفة قدرت بنحو 25 مليار درهم، لكن وجدنا أنفسنا في ما بعد أمام أزيد من مائة ألف أسرة جديدة".وأكد أن الردع ليس هو الحل المناسب لهذا المشكل، مقترحا عرضا سكنيا جديدا. وأبرز أن ضعف موارد الدولة يشكل عقبة أساسية أمام تطبيق برنامج إحداث 150 ألف وحدة سكنية في السنة.جمال بورفيسي

بنعبد الله: الزحف نحو المدن أكبر تحد لسياسة المدينة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مفتاح الخير : المسرح بوابة أساسية لتطور الكوميديا

الوساطة الاتفاقية بديل لحل النزاعات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات