تحقيقات في صرف أموال “رميد” بمستشفى بالبيضاء

الدولة تخصص 6 ملايين درهم لشراء لوازم القلب المفتوح بابن رشد وجراحون يطلبون من المرضى لوازم أخرى انتهت لجنة داخلية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالبيضاء من التحقيق في طرق تدبير واحد من أهم المصالح الاستشفائية بالعاصمة الاقتصادية وأكثرها حيوية، وسبق لجلالة الملك أن دشنه سنة 2006، بغلاف استثماري ضخم ويضم أحدث التجهيزات والمعدات الخاصة بتشخيص أمراض القلب والشرايين وجراحتها، هي الأولى في المغرب وإفريقيا. وقالت مصادر إن اللجنة الداخلية تحركت بعد سيل من الشكايات التي توصلت بها الإدارة العامة للمستشفى ووزارة الصحة تتضمن تظلمات مواطنين وأسر مرضى وملاحظات مهنيين ومختصين، تشكو من سوء التنظيم بمصلحة جراحة القلب والشرايين، وتتحدث عن خروقات وتجاوزات في تدبير مواعد العمليات الجراحية، وفرض «قانون خاص» على فريق الأطباء الجراحين، وسوء استعمال لوازم العمليات.وأكدت المصادر أن الإدارة العامة للمركز الجامعي تستثمر ما يناهز 6 ملايين درهم سنويا لشراء مستلزمات عمليات القلب المفتوح، خصوصا الصمامات باهظة الثمن، إذ توفر الإدارة سنويا ما بين 150 و200 صمام، يبلغ سعر الواحد 15 ألف درهم، دون احتساب ما يسمى اللوازم القابلة للاستهلاك.وقال المصادر إن هذا الاستثمار المالي الضخم يندرج في إطار المشروع الوطني بتسهيل ولوج أكبر عدد من الأسر المعوزة إلى مصالح جراحة القلب والشرايين التي تتطلب مبالغ كبيرة، إذ تتراوح تكلفة العملية الواحدة ما بين 45 و55 ألف درهم على أقل تقدير. ورغم هذا التوجه المندرج في إطار مشروع «رميد»، أشارت شكايات إلى وجود مرضى وعائلاتهم يدفعون من جيوبهم لشراء لوازم ومعدات صغيرة أخرى خاصة بالعمليات الجراحية. وقالت المصادر إن بعض الأوراق الطبية الخاصة بالأدوية واللوازم المسلمة إلى مرضى وأسرهم، قد تصل إلى 20 ألف درهم، «والغريب أن أغلب المرضى يوجهون إلى شركة خاصة ببيع لوازم جراحة القلب يوجد مقرها بالبيضاء». توقفت اللجنة، حسب المصادر نفسها، على طريق تنظيم العمــل بقســم جراحة القلب والشرايين الذي يخضع لمنطــق خــاص، إذ يتوزع الجدول الزمني لإجراء العمليات الجراجية الأسبوعية، ما بين الحصة الكبرى والأساسية التي يجريها بعض الجراحين، أي ما بين 5 و7 عمليات، بينما يرمى غير المحظوظين إلى يوم الجمعة، أو ما يسمى عمليات الجحيم، لتزامنها مع نهاية الأسبوع، واحتمال تزايد المضاعفات لدى مرضى القلب المفتوح.وقال المصادر إن جراحا احتكر العمليات الجراحية ما بين غشت 2011 وشتنبر 2012 ومن غشت 2013 إلى يناير 2014، فيما توضع جميع العراقيل الطبية واللوجيستيكية أمام جراحين آخرين، ومنعهم بطرق مختلفة من ولوج قاعة الجراحة.وقال جراح، في حديث لـ"الصباح"، إن أطباء لا تتاح لهم فرصة إجراء عملية جراحية، في ظل هذا الوضعية غير السليمة، سوى مرة في كل ثلاثة أشهر، ما قد يؤثر على مسارهم الطبي، ويهدد خبراتهم ومهاراتهم في مجال الجراحة، مؤكدا أن بعض النقاشات حول التوزيع العادل والمنصف للحصص الزمنية للعمليات الجراحية بين الأطر الطبية بالقسم، وصلت في بعض الأحيان إلى ملاسنات بصوت صاخب ومشاداة واعتداءات تجري أحيانا أمام مرأى ومسمع المرضى وعائلاتهم.وفي السياق نفسه، لم تتأكد "الصباح" من مضامين شكايات أخرى تحدثت عن تحويل مرضى، يتوفرون على التأمين الصحي، إلى مصحات خارج المستشفى، بل إلى مصحات صغيرة لا تتوفر على قاعات مجهزة بالحد الأدنى لإجراء عمليات دقيقة للقلب المفتوح، ما يعرض الكثير منهم إلى مضاعفات خطيرة.يوسف الساكت

تحقيقات في صرف أموال “رميد” بمستشفى بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شاب بالبيضاء يقتل والدته من أجل 30 درهما

الاستقلال: "بوانو كذاب وهذه حجتنا"

مقالات ذات صلة