بني مزدوي بالحسيمة تعيش العزلة

تعرف منطقة بني مزدوي التي تبعد عن مدينة تارجيست بإقليم الحسيمة بحوالي 18 كيلومترا، ترديا لأوضاع سكانها الذين ييلغ عددهم حوالي 4000 نسمة. ويؤكد سكان المنطقة، أن حياتهم باتت محرومة من كل وسائل العيش الضرورية، ويعيشون أوضاعا مزرية ، وأن الأمر يزداد سوءا في المنطقة بسبب الخصاص الحاصل في المرافق الحيوية. ونبه السكان الجهات المسؤولة، إلى الوضعية الكارثية التي تعرفها الطرق والمسالك بالمنطقة نفسها، التي تتحول في فصل الشتاء إلى مستنقعات مليئة بالأوحال، وتلحقها أضرار كثيرة. ويعيش السكان واقعا لا يحسدون عليه، بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب، والتي وصفتها مصادر من المنطقة بالعملة النادرة، وأن السكان يعمدون إلى شرب مياه الآبار والبرك التي تجتمع فيها مياه الأمطار. ووصف المصدر عيش السكان داخل المنطقة ب" الإقامة الجبرية " و" البطالة الحتمية "، فرضتهما التضاريس وقساوة الظروف، التي تحتم على السكان تخزين عدد أكبر من الخشب و جلب المياه من أماكن بعيدة عن منازلهم، ويكونون عرضة للعديد من المخاطر بسبب وعورة المسالك. ويحكي المصدر، أن حاملا فقدت قبل ستة أشهر مولودها بعد ولادة عسيرة بمنزلها، كادت تودي بحياتها، وذلك بسبب غياب مركز صحي وسيارة إسعاف، معتبرا الوضع الصحي كارثيا بكل المقاييس، وأن الأمر يستدعي التدخل السريع للسلطات المعنية وكذا المجتمع المدني، لتوفير ظروف صحية ملائمة للسكان، وذلك حسب مانصت عليه المواثيق الدولية و الدستور المغربي. وبات مشكل الهدر المدرسي يؤرق آباء وأولياء التلاميذ بالمنطقة. وتحدث المصدر عن طفلة انقطعت عن الدراسة الموسم الماضي، بعد نجاحها في المرحلة الابتدائية، ما أهلها لولوج التعليم الثانوي الإعدادي، الأمر الذي فرض عليها الانتقال و العيش بمدينة تارجيست البعيدة عن الدوار ب15 كيلومترا، الشئ الذي لا تسمح به إمكانيات عائلتها المادية، لتتبخر أحلامها في غد أفضل، وكذا في ضمان مستقبل يختلف عن مستوى أهلها. ويحكي أحد المواطنين القاطنين بالدوار أن الأخير ظل على ما هو عليه قبل زمن بعيد، ولم يشهد أي تغيير يذكر، بل تدهورت مسالكه وتعمقت جراحات السكان وازدادت مظاهر العزلة و التهميش. ويؤكد السكان أن طبيعة قبيلة بني مزدوي المنتمية لمجوع قبائل صنهاجة أسراير جميلة، إلا أن ما يفسدها، استحالة العيش فيها بسبب وعورة التضاريس و انعدام البنيات التحتية، كما أن الوصول إليها بات أمرا في الغاية من الصعوبة. وينتظر السكان أنفسهم حلا عاجلا ينقذهم من مآسيهم، ومن براثين الضياع، مؤكدين أن مطالبهم لا تتجاوز فك العزلة عنهم.جمال الفكيكي (الحسيمة)

بني مزدوي بالحسيمة تعيش العزلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيارات الدولة تستهلك 110 ملايير من دعم المحروقات

327 ألف معاق ذهنيا في حاجة إلى الدعم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات