“التشرميل” بفاس ينتشر ميدانيا

المدينة شهدت حوادث مختلفة لاستعراض العضلات والتباهي بالسيوف والمسروقات في فيديوهات نشرت على موقع "يوتوب" لم تصل الأمور بمدينة فاس، إلى حد تباهي المنحرفين بسيوفهم ومسروقاتهم واستعراض عضلاتهم المفتولة على الشبكة العنكبوتية، في لوحات مقززة اختصرت ميلاد ظاهرة "التشرميل" من رحم وضع أمني يحتاج إلى خطط إستراتيجية لتجاوز ترديه موازاة مع الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي لها قسط وافر ومهم في استفحال مختلف مظاهر الجريمة .وفي غياب الحضور الإلكتروني للظاهرة، يشهد الشارع الفاسي، مبارزات يومية بالسيوف والأسلحة البيضاء مجهولة الصنع، التي تحولت إلى أداة للترهيب والتهديد لارتكاب جنايات السرقة الموصوفة والضرب والجرح. إنها مشاهد مرعبة لا تخضع إلى التعميم، لكنها تعيد مشاهديها إلى عصور قديمة في حروب لا يتذكرونها إلا في كتب التاريخ ومسلسلاته.بقلب المدينة العتيقة، تتبع الجميع قبل أيام قليلة، مشاهد مثيرة لاستعراض العضلات من قبل شاب يافع تسلح بسكين من الحجم الكبير لتنفيذ عمليات سرقة وسطو في واضحة النهار على ممتلكات كل عابر للزقاق الضيق من هواتف وأموال وما خف وزنه وغلا ثمنه، دون اكتراث بكاميرا مثبتة قريبا صورت الشاذة والفاذة، ما نقله فيديو نشر على صفحات "يوتوب" وحقق أرقاما قياسية للمشاهدة.وتكررت مشاهد من هذا القبيل بمواقع مختلفة بالمدينة لم تنقلها كاميرات سعى بعض المنحرفين إلى التخلص منها قبل تنفيذ عملياتهم، كما حدث في فيديو أظهر شابين تحينا فرصة خلو زقاق من عابريه، للإجهاز على كاميرتين مثتبتتين، فيما لم تؤد الكاميرات المفتخر بتجهيز شوارع فاس بها، دورها رغم ما توفره من إمكانية لضبط كل المواقع والعودة إلى ما صورته كلما اقتضى الأمر ذلك.ويتذكر الرأي العام المحلي، مبارزات بالسيوف وأسلحة "الساموراي" شهدتها مواقع مختلفة بالمدينة، من آخرها ما وقع ليلة أول أمس (الأحد) بحي عوينات الحجاج لما اندلعت اشتباكات بين شباب في حالة غير طبيعية لأسباب ما تزال مجهولة، ويعتقد أن لها علاقة بنزاعات تافهة بين الطرفين، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح متفاوتة الخطورة نقل إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.الحادث وقع قبل ساعات قليلة من بتر يد شاب من منطقة أولاد جامع نواحي إقليم مولاي يعقوب، وإصابته بجروح متفاوتة الخطورة في الرأس وأنحاء مختلفة من جسمه، بواسطة السلاح الأبيض، فيما تؤدي "سخونية الراس" وعدم تقدير العواقب، إلى وقوع حوادث مماثلة تنتهي بمرتكبيها بين أسوار السجن، لتورطهم في أفعال مخالفة للقانون لها علاقة مباشرة باستعمال الأسلحة البيضاء.وتتبع رواد موقع "يوتوب"، قبل ذلك، حادثا مماثلا أدى إلى بتر يد شاب بحي الدكارات، في "مبارزة" بالسيوف أمام ناد للإنترنيت تطورت إلى ملاحقة الضحية الذي تدخل لفض النزاع، إلى حديقة قريبة والاعتداء عليه بسكين من الحجم الكبير، في قضية ما زالت معروضة على أنظار المحكمة بعد اعتقال المشتبه في ضلوعهم في هذا الاعتداء الذي أصاب الضحية بعاهة مستديمة.وسبق لحي البطحاء بالمدينة القديمة، أن شهد أواخر فبراير الماضي، حادثا مماثلا ل"مبارزة" بالسيوف كادت تعصف بحياة مشارك فيها، بعد مواجهة بين شباب من المنطقة بسبب تصفية الحسابات لصراعات مستفحلة سببها فتيات على علاقة عاطفية بهم، فيما أظهر فيديو آخر منشور على "يوتوب"، لصين يحملان أسلحة بيضاء كبيرة في واضحة النهار وهما على أهبة الاستعداد للتدخل.وليس حادث عوينات الحجاج الذي وقع بعد أيام قليلة من إعفاء والي أمن فاس من مهامه، بمعزل عن حوادث أخرى لاستعراض "الفنيات" وتقنيات استعمال الأسلحة البيضاء التي على المصالح الأمنية أن تبحث عن مصدرها وصانعيها والمسؤولين عن إغراق المدينة بها بدون موجب حق أو ترخيص والضرب على أيدي كل من يثبت تورطه في ذلك.ويتضح من خلال طبيعة بعض تلك السيوف، أنها محلية الصنع، وتستعمل في تنفيذ الاعتداءات على المواطنين وسلبهم ما يملكون وتصفية الحسابات بين الشباب المنحرف، شأنها شأن كلاب البيتبول الشرسة، المستنجد بها من قبل بعضهم في "معارك ميدانية" لإثبات الذات، أو للحيلولة دون الاعتقال، كما حدث في حالة رجل أمن هاجمه كلب في تدخله لاعتقال صاحبه. ويشكل ذوو السوابق المسلحون، خطورة حتى على أفراد الشرطة أثناء تدخله لإيقافهم في حملات روتينية أو تمشيطية أو إثر طلب نجدة، ما يضطر بعضهم إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية في شل حركة مهاجميهم من شباب عادة ما يكون تحت تأثير المخدرات وحبوب الهلوسة، ولا يتوانون في محاولة إيذاء رجال الأمن عند كل محاولة لإيقافهم وتقديمهم إلى العدالة.حميد الأبيض (فاس)

“التشرميل” بفاس ينتشر ميدانيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مشرملون" يختطفون سائق طاكسي بالبيضاء

تفاصيل التحقيقات الأمنية حول الظاهرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات