تطوان العتيقة … مدينة الحصون و الأبواب السبعة

تتوفر على أزيد من 20 سقاية تزود السكان والزائرين بالماء الشروب تتميز أحياء تطوان بانتمائها إلى حقب تاريخية مختلفة، وبتكيف طابعها الأندلسي مع العصور والأزمنة. ويعود تاريخ بعض الأحياء القديمة كـ "حي السويقة" إلى القرن الثاني عشر، بينما يعود تاريخ الأحياء الأخرى إلى حقب متأخرة بكثير. هذه الأحياء العتيقة وما يميزها من ممرات وشوارع ضيقة ، اكتسبت أسماء الحرف التي كانت أو ما زالت تمارس فيها كالحدادين والنجارين والطرافين والدباغين، بالإضافة إلى ساحات سوق الحوت القديم، والغرسة الكبيرة، والوسعة، والمصداع، والسوق الفوقي، ما جعل المنظمات العالمية تدرج تطوان ضمن لائحة أسماء المدن التاريخية التي يجب الحفاظ على معالمها وعلى تراثها الحضاري.أسوار المدينة جزء من كينونتها التاريخية والحضارية، فهي كغيرها من المدن العتيقة، تدار أحياؤها بأسوار عالية لحمايتها. جدار دفاعي طوله 5 كيلومترات وسمكه 1,20 متر، أما علوه، فيتراوح بين 5 و7 أمتار. وتلتصق به من الخارج عدة دعامات وأجهزة دفاعية محصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال، وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي. وتخترق هذا الجدار من كل الجوانب سبعة أبواب. وبني هذا السور على عدة مراحل ما بين القرنين 15 و18م، إلا أنه عرف أعمال هدم وتخريب، خلال منتصف القرن 18م أثناء الأحداث التي شهدتها تطوان، بعد وفاة المولى إسماعيل، ثم أعيد بناؤه في الفترة نفسها إبان حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل.ولا تحمل معالم ومواقع المدينة القديمة فقط اسم المعلمة المعنية كتراث أو موقع تاريخي، إنها تسمية لحي بأكمله ولأعداد مهمة من السكان الذين يفتخرون بانتمائهم هذا، فيقال "حي القصبة" و "حي الجامع الكبير"، وغيرها من التسميات المرتبطة بمواقع ومعالم تاريخية تنتشر بين جدران المدينة العتيقة لتطوان، والتي تعتبر من أهم وأعتق الأحياء الشعبية بالمدينة. لا يمكن الحديث عن المدينة العتيقة، دون الوقوف عند أبوابها السبع المنتشرة عبر أسوارها، والتي تربط بينها وبين الأحياء الخارجية سواء الشمالية أو الجنوبية، ومنها باب العقلة، باب الرموز، وباب الجياف، وباب المقابر، وباب النوادر، وباب الرواح وباب الصعيدة.وارتبط الجامع الكبير بواحد من أهم أحياء المدينة العتيقة، أكثر من ارتباطه أصلا بالمسجد الذي سمي باسمه. ويقع هذا الجامع بحي البلد قرب الملاح البالي وسط المدينة العتيقة. وبني بإذن من السلطان المولى سليمان سنة 1808م، (بني على شكل مستطيل). فيما البيوت التاريخية لتطوان لها خصوصية، فالمدينة تتوفر على عدة منازل تقليدية وقديمة، تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي، الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة. ومن بين أجمل هذه البيوت، نذكر دار اللبادي التي بنيت وسط المدينة القديمة، من قبل الباشا اللبادي خلال القرن 19الميلادي، وقد تغيرت وظيفتها حاليا لتصبح قصرا للحفلات والأفراح.ويعتبر الماء مكونا من مكونات المدينة وأحيائها، فالمجاري التي تضمها جل الأحياء، كانت تخضع لتدبير محكم بينها، ونادرا ما تحدث ملاسنات أو صراعات بخصوصه. فقد كانت المدينة العتيقة تتوفر على أزيد من 20 سقاية تمكن السكان والزائرين من التزود بالماء، وهي سقايات عمومية بنيت إما من قبل السلطات أو أعيان المدينة ويرتبط بها صهريج لتوريد البهائم. ومن أجمل السقايات الموجودة بالمدينة، والتي تتميز بزخارفها الزليجية الجميلة نذكر سقاية باب العقلة. وقد بنيت كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة على إفريز من الزليج، في منتصف القرن 18م، من قبل القائد وعامل المدينة محمد لوقاش. منطقة البلاد أكبر حومة في المدينة تعتبر منطقة البلاد أكبر حومة في المدينة العتيقة، وتضم عدة أحياء تجارية مهمة على رأسها الغرسة الكبيرة (سابقا)، وهي عبارة عن ساحة واسعة متفرعة من البلاد، كان يلجأ إليها المزارعون من شتى ضواحي المدينة، يوميا لعرض منتوجاتهم. وقد أصبحت فيما بعد سوقا لعرض بعض المنتوجات الفلاحية، إضافة إلى أنواع أخرى من المنتوجات كالثياب، والأنسجة والسجاد، والأواني. وبالتالي، فالغرسة الكبيرة تعتبر المجال المفتوح والمستعمل من قبل التجار الدائمين، وما تتميز به هذه الساحة على وجه الخصوص، نجد تلك الحشود المتلاحمة التي تمر منها يوميا، ما يطغى عليها حيوية كبير لبائعي المواد المستعملة، خاصة الثياب والأثاث والأواني والأدوات المنزلية.

تطوان العتيقة … مدينة الحصون و الأبواب السبعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : محكمة النقض والتحديد الإداري لأراضي الجماعات السلالية(2/4)

الهوامل والشوامل : نحو التحرر من الخطابية واللفظانية في الخطاب السياسيّ العربيّ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات