متسولون يدفعون 150 درهما للحصول على موطئ قدم بالمقابر

الثمن يرتفع أيام الجمعة و"العواشر" وجمعيات تتحدث عن تجاوزات و"لوبيات" فساد الصمت الرهيب الذي يخيم على سماء المقابر بالليل، يتلاشى مع بزوغ الفجر، إذ يبدأ صائدو لقمة العيش من المقبرة يتوافدون بكثرة، سيما يوم الجمعة، وأيام عاشوراء. أشخاص من مختلف الأعمار، نساء ورجال وأطفال، وذوو الاحتياجات الخاصة أو الذين يتظاهرون بها، يقصدون المقابر ، وبها يظلون ساعات طويلة حتى تحقيق ما يسعون إليه ، ويملؤون جيوبهم بدراهم الباحثين عن دعوات الرحمة لموتاهم. وخلف تلك الدعوات، يخفي المتسولون والذين اختاروا قراءة القرآن الكريم لكسب قوتهم اليومي، حقائق مثيرة، لا يمكن أن تظهر لزوار المقابر بالعين المجردة. وتكشف واقع "تجارة الموت"، والتجاوزات التي تشهدها. فهؤلاء المتسولون، الذين ينتظرون خروج أقارب الموتى لمنحهم ما ستجود به جيوبهم بعد لحظات من التخشع والدعاء للفقيد بالمغفرة والتواب، يدفعون مقابل ذلك مبالغ مالية، فحسب بعض جمعيات المجتمع المدني، فإنها من الممكن أن تصل إلى 150 درهما يوميا. المصادر ذاتها تحدثت، حسب الشكايات التي تتوصل بها، عن علاوات وأتاوات يدفعها المتسولون لجهات معينة لتسمح لها بقضاء مهمتهم داخل مقابر المغرب، وفي حال إذا رفضوا ذلك سيمنعون من "الترزق" من الزائرين، مضيفة أن الواقع الذي تعيشه المقابر، لا يمكن اكتشافه، إلا من قبل الذين يتخبطون فيه. إضافة إلى التسول تعد المقابر مصدر عيش العديد من الأسر، عبر اتخاذ عدة أشكال للعمل بها، بما أنها على دراية بما يحتاجه زوار المقابر، إذ مباشرة بعد أن يتوقف زائر عند قبر، حتى يجد فقيها يقرأ بعض ما يحفظه من القرآن الكريم، وآخر يحمل قارورات مليئة بماء الزهر أو الورد أو غيره لرشها على القبر وبعض الأغراس لغرسها فوقه، إضافة إلى "كرابة" يبيعون الماء أو يتسولون، لكن كل هؤلاء، على حد قول جمعيات من المجتمع المدني، والذين "يتسارعون" لكسب بعض الدراهم، مجبرون على دفع العلاوات، التي يمكن أن تتضاعف خلال أيام العواشر. الفقهاء الفقراء، وحفارو القبور، والمكلفون برش الماء، وسائق سيارة نقل الأموات وكل من يدور في فلكهم، لا يمكنهم فرض تسعيرة موحدة مقابل خدماتهم، فالكل يطالب بـ"شي بركة" على أن يبقى الجود والعطف من ذوي الفقيد وأهله. لذلك تختلف الأتاوات من شخص إلى آخر، فإذا كانت حالة المتسول تدعو إلى الشفقة و يحصل على مبالغ مهمة خلال ساعات التسول، فالمبلغ يرتفع، ويفرض عليه دفع أكثر مقابل البقاء داخل المقبرة، سيما خلال الأيام "الزاهية"، التي تكثر فيها زيارة المقابر.وبعيدا عن الفوضى التي تشهدها المقبرة التي غالبا ما يكون أبطالها فقهاء يمتهنون قراءة القرآن على القبور، في أي وقت وحين، وتصل بهم الجرأة أحيانا إلى التشابك بالأيدي بعد خلاف حول اقتسام المبلغ الذي يحصلون عليه من زبون، يقف بعض الباعة المتجولين الذين غالبا ما يختاروا عرض التين المجفف "الشريحة" والتمر و"ماء الزهر". هؤلاء التجار لا يسلمون أيضا من دفع الأتاوات. فمنذ الصباح الباكر، يضطرون، حسب تأكيد بعض جمعيات المجتمع المدني التي تتوصل بشكايات في الموضوع، إلى دفع مبالغ مالية تختلف من مناسبة إلى أخرى، لكنها تعد قليلة بالمقارنة مع ما يفرض على المتسولين.بائعو "ماء الزهر" وغيره، لا يستطيعون تجاهل مطالب بعض مسؤولي مقابر المغرب، إذا أنهم إذا قرروا ذلك سيحرمون من دخولها، خلال مناسبات عديدة، إذ قالت بعض جمعيات المجتمع المدني، إن بعض التجار، وبالإضافة إلى بيع ما يعرضونه من سلع، يقومون بأدوار أخرى، إذ يصيرون سماسرة يتربصون بالباحثين عن القبور في أماكن إستراتيجية قريبة من المدخل الرئيسي. وأوضحت الجمعيات ذاتها أن في الكثير من الأوقات، يصير هم هؤلاء التجار "السمسرة" في المقابر عوض التجارة، من أجل توفيرة تكاليف الأتاوات المفروضة عليهم.إيمان رضيف

متسولون يدفعون 150 درهما للحصول على موطئ قدم بالمقابر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موتى بدون حرمة...شعوذة وسرقات وجنس

3 أسئلة : الجماعات لا تهتم بالأحياء فما بالك بالموتى

مقالات ذات صلة