الدعم يتحول إلى مصدر تبذير

ملايير تتحول إلى محلات شراء الخبز "الكارم" التي تجمع يوميا بين طن و3 خصصت الدولة، خلال 2012، أزيد من 137 مليار سنتيم من أجل دعم الحبوب لضمان وصول الدقيق إلى الأسر بأسعار مقبولة، وبعد أن كان الدعم يقتصر على الدقيق الوطني، أصبح يخصص أيضا إلى الدقيق الحر، من أجل تمكين المطاحن من التزود بالقمح بسعر لا يتعدى 260 درهما (258.80 درهما) لوصوله إلى المخابز بسعر في حدود 350 درهما، من أجل إنتاج الخبز بسعر في حدود 1.20 درهم. لكن هذه المقاربة أبانت عن فشلها، إذ في الوقت الذي يساهم هذا الدعم في الحفاظ على سعر الخبز في مستويات منخفضة نسبيا، فإنه، بالمقابل، ساهم في التشجيع على تبذير هذه المادة، وذلك من خلال أطنان الخبز «الكارم»، الذي يباع في الأسواق لاستعماله علفا للماشية. وأصبح جمع بقايا الخبز (الخبز «الكارم») تجارة قائمة بذاتها، سواء الأشخاص الذين يجوبون الأحياء لجمع الخبز المتخلى عنه أو المحلات التي تسوق هذه المادة. ويمثل الأشخاص، الذين يجمعون بقايا الخبز في المنازل، الحلقة الأولى في السلسلة التجارية، إذ بعد عملية الجمع، يتوجه جامعو الخبز بالكميات التي توفرت لديهم إلى المحلات المختصة في هذه التجارة. وإذ كان جمع بقايا الخبز يعتبر نشاطا تكميليا بالنسبة إلى الذين يبحثون عنه بالمجان لدى الأسر، فإنه تمثل مصدرا هاما للدخل للذين يحترفون هذا النشاط، إذ يقتنون بقايا الخبز من الذين يحصلون عليه من الأسر بالمجان، بأسعار تتراوح بين 70 و 80 سنتيما للكيلوغرام، كما أخبر بذلك أحد الذين يجمعون بقايا الخبز لإعادة بيعها للتجار بالجملة أو إلى مربي الماشية مباشرة، إذ يعيدون بيع ما جمعوه بأسعار تتراوح بين 1.30 و1.50 درهم للكيلوغرام، ما يسمح لهم بتحقيق هامش ربح لا بأس به، سيما أن الكميات المسوقة تقدر بآلاف الأطنان. فهناك شاحنات تأتي كل يوم لأحد المحلات بالدار البيضاء، حسب ما أفاد به بعض السكان الذين يسكنون بالجوار، لتملأ ببقايا الخبز. وهناك بعض المحلات، خاصة تلك القريبة من تجمعات السكن العشوائي أو دور الصفيح، التي تجمع في اليوم الواحد ما بين طن و 3 أطنان.وتتوجه هذه الشاحنات إلى بعض الأسواق المعروفة بتسويق «الخبز الكارم»، خاصة في الأقاليم الشرقية، حيث يقبل مربو الماشية على هذه الأسواق من أجل اقتناء كميات كبيرة من بقايا الخبز لتقديمها إلى قطيعهم، خاصة عندما يرتفع سعر الأعلاف، ومنهم من يستعين بالخبز ليمزجه مع الأعلاف.وأمام الإقبال المتزايد على هذه النوعية من الخبز، أصبح ممتهنو هذه التجارة لا يكتفون بما يحمله إليهم الأشخاص، الذين يجمعون بقايا الخبز من الأسر، بل يربطون علاقات مع المخابز لجمع كميات الخبز، التي لا تتمكن المخابز من تسويقها، وتلك التي يرجعها الباعة إلى المخابز. وقدر أحد أصحاب المخابز الكميات التي تصرفها مختلف محلات إنتاج الخبز بمئات الأطنان، وذلك على مستوى الدار البيضاء، فقط، أما على مستوى المغرب، فإن الكميات تقدر بآلاف الأطنان، علما أن الدولة خصصت، خلال السنة الماضية، 67 سنتيما عن كل كيلوغرام من الدقيق الذي يستعمل في الخبز المحدد سعره في 1.20 درهم. وعلق أحد أصحاب المخابز على الكميات الكبيرة، التي يتم جمعها من «الخبز الكارم»، بالقول إنه من الصعب الحديث عن أزمة غذاء بالمغرب، ما دامت الأسر المغربية تتخلى عن أطنان من الخبز، ما يعني أنها تقتني أو تخبز أكثر من حاجياتها، مضيفا أنه يتعين على الجهات المسؤولة تنظيم حملة من أجل تحسيس الأسر لعقلنة استهلاكها لهذه المادة، سيما أن أسعار الحبوب تعرف ارتفاعا ملحوظا في الأسواق العالمية، وأصبحت واردات القمح تمثل نزيفا لميزان الأداءات. عبد الواحد كنفاوي

الدعم يتحول إلى مصدر تبذير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلغاء دعم الدقيق سيرفع سعر الخبز بـ 14 سنتيما

3 أسئلة : الحكومة دعمت القطاع غير المهيكل لإفشال إضرابنا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات