بوحسين : المجالات المعرفية لم تعد نموذجا للنجاح الاجتماعي

الباحث والفنان مسعود بوحسين أكد أهمية العمل القاعدي لتعزيز حضور الثقافة يرى الباحث المسرحي، مسعود بوحسين، أن علاقة الشباب بالثقافة والفنون في الفترة الحالية ليست في أحسن أحوالها، إذ رغم أن مرحلة الشباب تتميز بالرغبة في البحث عن إثبات الذات والتزود بالمعرفة وتهذيب الذوق وتشكيل الوعي المجتمعي بالواقع. غير أن هذا «الوعي المجتمعي بالواقع، يؤكد بوحسين، من الجلي انه أصبح يتخذ بعدا براغماتيا صرفا، مرهونا بالنتيجة ذات الطابع المادي الصرف. بمعنى البحث عن النتيجة دون امتلاك أدوات الوصول إليها . وهذا مرده أساسا إلى أن المدرسة والجامعة معا لم تعد تلعب الدور نفسه الذي كانت تلعبه سابقا في تأطير الفرد في مرحلتي الطفولة والشباب. كما أن المجالات المعرفية والمهاراتية المرتبطة بالمنجز الثقافي والإبداعي في الفضائين الجامعي والمدرسي تقلصت بشكل ملحوظ، مقارنة بما كانت عليه في السابق".ويضيف رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح أن المجالات المعرفية لم تعد تشكل مثالا فعالا للنجاح الاجتماعي. متسائلا عن طبيعة الصورة التي شكلها المجتمع عن المبدع والمثقف حتى يصبح مثالا يحتذى به من قبل الأجيال الصاعدة؟ معتبرا أن هذا هو الإشكال الحقيقي، الذي جعل نموذج الإنسان المثقف يفقد جدواه لدى العديد من شبابنا، بعدما كان المثقف والمبدع يشكل نموذجا حقيقيا للنجاح والتميز الاجتماعيين، ومن أجل بلوغ هذا الهدف أو الاقتراب منه على الأقل ولو متذوقا، تصبح مساحة الدرس أضيق فيبحث الشاب عن مساحات أخرى لكي يثبت ذاته في فضاء المدرسة أو الجامعة أو خارجها. ويشير الفنان المغربي إلى أن هذا النموذج المثالي المدفوع بنفحة طوباوية أحيانا، تقلصت، لأن المجتمع ووسائل الإعلام روجا نماذج أخرى للنجاح الاجتماعي مبنية عن البحث عن أقصر السبل للوصول إلى النتيجة. كما أن مؤسسة دار الشباب، يضيف بوحسين، تقلص مجال تأثيرها على الشباب، ولم تعد تلعب ذلك الدور التأطيري كمساحة للتثقيف والإبداع، لأنها لم تساير تطور عقليات شباب اليوم من خلال إعمال آليات جديدة وحديثة للتنشيط الثقافي، بل وحتى فضاءات أغلبها لم تعد تثير جاذبية الشباب ابتداء من شكلها المعماري حتى محتوى الأنشطة التي تقدم في معظمها. الأحزاب السياسية أيضا لم تعد تلعب الدور نفسه الذي كانت تلعبه عبر منظماتها الموازية في التأطير الثقافي للشباب، إذ أصبح هم أغلبها هو الظفر بالمقاعد البرلمانية والترابية ولا تتحرك إلا مع بداية الحملات الانتخابية، روح التطوع التي كانت تدفع الفاعلين الجمعويين أيضا خفتت بشكل ملحوظ ولم يعد من مدعاة الفخر أن يشتغل متطوع في الخفاء وبدافع إيمان بمبدأ فقط بأن يساهم في تفتق موهبة مراهق او شاب في دار شباب في منطقة قصية. ويقول بوحسين إن «كل هذه المعطيات لا تنفي أن هناك شبابا مثقفا وواعيا ومجهودات من قبل الدولة والمجتمع المدني. لكن على مستوى الثقافة العامة والتكوين هناك خلل ينبغي تداركه بسياسات واضحة وآليات مؤسساتية ناجعة في المجال. لأن توجهات العديد من البرامج السياسية والإنمائية كثيرا ما تنصب على الراهن ولا تفكر في الأمور الاستراتيجية الا لماما. مجال الثقافة والفن ليست مسألة تخصص فقط، بل يجب أن تنبني على ممارسة اجتماعية شاملة حتى يكون المتخصصون أكثر تطورا، فالعمل القاعدي مهم جدا في المجال الثقافي والفني، فمن يفكر فيه وما هي المؤسسات التي يجب أن تقوم بهذا الدور؟ هذا هو السؤال المقلق الذي ينبغي تداركه من خلال تمثل أن علينا التفكير في مستقبل الأجيال الصاعدة وليس الراهن فقط."عزيز المجدوب

بوحسين : المجالات المعرفية لم تعد نموذجا للنجاح الاجتماعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إستراتيجية وطنية لإدماج الشباب في 190 كلمة!!

30 في المائة من الشباب هم ضحية سلوكات عنيفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات