إستراتيجية وطنية لإدماج الشباب في 190 كلمة!!

البنك الدولي: الهدر المدرسي والبطالة يؤديان إلى تعاطي المخدرات والدعارة وتقوية دوافع الانتحار والأمراض الخطيرة لم يتجاوز الحديث عن "الإستراتيجية الوطنية لإدماج الشباب" التي بشرت بها حكومة عبد الإله بنكيران، خلال دفاعها عن برنامجها الحكومي أمام البرلمان، فقرة من 190 كلمة، تضمنت كلاما إنشائيا سريعا ومعادا عن الحكومة التي "ستجعل قضايا الشباب أولوية إستراتيجية وورشا حكوميا أفقيا يتجاوز النظرة القطاعية ، ويتجه إلى بلورة تصور إستراتيجي شمولي ينسق ويدعم جهود كل المتدخلين في قضايا الشباب، وفق مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين السياسيين والجمعويين في مجال الشباب". الحكومة التي وصلت على ظهر الشباب الذي خرج في مظاهرات كبيرة منذ 20 فبراير 2011 دفاعا عن مطالبه المؤجلة في التنمية والاندماج والمشاركة الديمقراطية وحقه في التعليم والصحة والشغل ومحاربة الفساد والاستبداد، ومهد عمليا، لعدد من التغييرات السياسية والدستورية التي مهدت لوصول الحكومة الحالية سدة الحكم، هو الشباب نفسه الذي وجد نفسه مسجونا في عبارات مصكوكة وغير مفهومة ومعومة بالوعود من قبيل "فتح حوار وطني شبابي متواصل وإرساء المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي وإنشاء مجالس جهوية للشباب، وإحداث بنيات التأطير والتوجيه، وتشجيع مساهمة الشباب في الحياة السياسية وانخراطه في العمل الجمعوي والفكري وتأهيل الفضاءات والتجهيزات الثقافية المخصصة للشباب، ودعم المعهد الوطني للديمقراطية والشباب". العبارات نفسها المنقولة بالحرف عن برامج الحكومة السابقة التي ظلت تتعامل مع الفئات الواسعة والحيوية من المجتمع مثل حمل ثقيل وجب محاصرته بالتهميش والإقصاء وتكبيله ببرامج ومشاريع تقتل طموحه في التغييرفي بداية القرن 21، مازالت الحكومة المغربية تتحدث عن "اعتماد إستراتيجية وطنية مندمجة للشباب"، تتضمن وعودا لا يمكن تحقيقها إلى بعد أن يصل هؤلاء الشباب سن العجز الجسدي والفكري، مثل "توسيع شبكة الفضاءات الشبابية عبر الاستفادة من فضاءات المؤسسات التعليمية، ودعم الجمعيات العاملة في تأطير الشباب القروي، و إدماج هذا الأخير في برامج القرب، وإطلاق مشروع لتنظيم قوافل المواطنة الشبابية، ودعم برامج السياحة الثقافية والسياسية للشباب داخل المغرب و خارجه، ورفع عدد المستفيدين من برنامج العطلة للجميع خلال الولاية التشريعية إلى مليون ونصف مليون مستفيد، وإشراك الشباب في تصميم وتنفيذ حملات متنوعة للتوعية تستهدف نشر ثقافة النجاح بين الشباب وإعلاء القيم الإيجابية ومواجهة الآفات الاجتماعية. وتوعية الشباب ضد الأخطار الاجتماعية عن طريق وسائل الإعلام العمومي والمدرسة والجامعة خاصة المخاطر المتعلقة بالإدمان والجريمة والعنف والاستغلال الجنسي والانحراف". والواضح أن الحكومة، أو من أعدوا برنامجها، لم تستفد من الخلاصات الكبرى لعدد من التقارير الوطنية والدولية حول وضعية الشباب والمقاربات الناجعة لإدماجهم وضمان مشاركتهم في التنمية، باعتبارهم طاقات هائلة، على جميع المتسويات، يضرب لها ألف حساب في الدول التي تحترم نفسها. وقد بدا أن الحكومة لم تطلع، أصلا، على تقارير هي من طلب إنجازها من مؤسسات دولية يعترف لخبرائها بالكفاءة العلمية في إعداد مثل هذه التقارير الموضوعاتية ورسم خرائط الطريق للتعامل مع المعضلات التي تواجهها حكومات الدول النامية.ومن ذلك دراسة غير رسمية للبنك الدولي أعدها بتنسيق مع الحكومة المغربية قبل اندلاع الربيع العربي ونشرت قبل سنتين، خلص عدد من الأساتذة الباحثين أن الهدر المدرسي والبطالة والشغل وغياب بنيات الدعم المسهلة للمشاركة الاجتماعية تعتبر عوامل أساسية لإشاعة الفراغ في صفوف الشباب وتقودهم في الغالب إلى الوقوع في سلوكيات خطيرة.وأظهرت الدراسة، المعنونة "النهوض بالفرص المتاحة للشباب وتعزيز مشاركتهم"، أن الشباب المغربي يقضي أوقاتا طويلة في الفراغ، خصوصا الفئات العاطلة، أو العاملون الذين يعانون إحباطا في عملهم. وعززت الدراسة خلاصاتها بعدد من الشهادات لمجموعة من الشباب في الأحياء الشعبية وأحياء القصدير ودور الأطفال، إذ قال أحدهم "إن البطالة تدفعنا إلى التردد على الأماكن السيئة"، ما يعنيه ذلك من اقتراب أكثر من السلوكات الخطيرة، مثل استهلاك المخدرات والاتجار فيها وتهريب البضائع والدعارة والهجرة السرية.يوسف الساكت

إستراتيجية وطنية لإدماج الشباب في 190 كلمة!!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الانتحار... حل ينهي حياة رجال المستقبل

بوحسين : المجالات المعرفية لم تعد نموذجا للنجاح الاجتماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات