البوليس الفرنسي يخضع مزوار لتفتيش مهين

أمن مطار شارل دوغول أجبر وزير الخارجية على نزع معطفه وحزامه وحذائه وجواربه واحتجاج على السفير الفرنسي بالرباط جددت الشرطة الفرنسية، إصرارها على إهانة المسؤولين المغاربة، إذ عمدت أول أمس (الأربعاء)، وفي خرق سافر ومقصود لكل الأعراف الدبلوماسية، إلى إخضاع وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عند توقفه بمطار رواسي شارل دوغول عائدا إلى المغرب من العاصمة الهولندية لاهاي، إلى إجراءات تفتيش مهينة. وكشفت مصادر دبلوماسية أن الشرطة الباريسية تعاملت بشكل فج وغير لائق مع الوزير المغربي، ولم يتردد أفرادها في إرغام صلاح الدين مزوار على نزع معطفه وحزامه وحذائه وجواربه، بالإضافة إلى تفتيش حقيبته وكل أغراضه الشخصية.وأوضحت المصادر المذكورة أن صلاح الدين مزوار العائد لتوه من القمة الثانية حول الأمن النووي بلاهاي، أخضع للإجراءات المذكورة رغم إخباره أمن المطار بأنه وزير خارجية في مهمة رسمية مقدما جوازه الدبلوماسي، لكن دون جدوى، إذ أصر رجال الشرطة الفرنسيون على تمريره داخل جهاز السكانير، مضيفة أن العملية لم تكن معممة على كل رواد المطار، بل إن بعض المسافرين على متن الطائرة نفسها تم إعفاؤهم من عملية التفتيش بالأشعة.كما استغرب المرافقون للوزير هذه السابقة في تاريخ عملهم الدبلوماسي، وكيف أن صفة وزير للخارجية ورئيس دبلوماسية بلد صديق لم تشفع لمزوار من أجل الظفر بمعاملة لائقة، واصفين ما وقع بالعمل المقصود والذي يضرب مقتضيات اتفاقية فيينا لسنة 1961، التي تنص مادتها 29 على أن «لشخص الممثل الدبلوماسي حرمة، فلا يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه»، وأن على «السلطات العمومية في الدول الموقعة على الاتفاقية أن «تعامل الدبلوماسيين بالاحترام اللازم لهم، كما عليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع الاعتداء على شخصه أوعلى حريته أو على اعتباره.»كما خرقت السلطات الفرنسية مقتضيات المادة 40 من الاتفاقية المذكورة، التي تنص على أنه « إذا مر الممثل الدبلوماسي في أراضي دولة أجنبية بغية الذهاب لتولي مهام عمله أو اللحاق بمنصبه أو العودة لبلاده تمنحه الدولة الثالثة الحرمة وكل الحصانات اللازمة التي تمكنه من المرور أو من العودة، كما تعامل المعاملة نفسها أعضاء أسرته المرافقين له الذين يتمتعون بالمزايا والحصانات أو الذين يسافرون منفردين عنه للحاق به أو للعودة لبلادهم».وعلم من مصادر حكومية أن الخارجية المغربية أبلغت سفير فرنسا بالرباط، شارل فري، بـ«الحادثة المؤسفة» فور وقوعها، منددة بهذا التعامل الفج والمهين في حق الوزير والوفد المرافق له. يأتي ذلك ساعات قليلة على رفض الرباط الدخول في مساومة مع باريس في قضية اتهام مدير المخابرات المدنية المغربية، عبد اللطيف الحموشي، رافضة حلا وسطا فرنسيا يقوم على أساس إجراء إنابة قضائية من أجل الاستماع إلى المعني بالأمر بالمغرب. وقبل واقعة تفتيش وزير الخارجية أكد المغرب موقفه الرافض للمناورات الفرنسية، متشبثا ببراءة أجهزته الأمنية من التهم المسجلة أمام المحاكم الفرنسية بتحريض من جمعية العمل المسيحي، إذ كلف وزير الداخلية، باسم الدولة المغربية، محامين بمباشرة متابعات قضائية ضد مقدمي شكاوى تتهم مسؤولين مغاربة سامين في ادعاءات بالتورط في ممارسة التعذيب مع معرفة الفرنسيين المسبقة بأن «تلك الادعاءات غير صحيحة» على حد تعبير بيان لوزارة الداخلية.ياسين قُطيب

البوليس الفرنسي يخضع مزوار لتفتيش مهين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة 5 مشجعين بالجيش هاجموا رجاويين

الاتحاد الدستوري يحتضن مؤتمر المجموعة الليبرالية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات