شغب الملاعب… فشل الاحتواء

انطلق من ملعب محمد الخامس وانتقل إلى الطريق السيار وأحداث "الخميس الأسود" أبرز حالة قبل سنوات قليلة لم تكن ملاعب المغرب تشهد أي أحداث شغب أو تجاوزات، بل كان المشجعون يغادرون الملاعب في هدوء في حالات الفوز كما في حالات الهزيمة، لكن الآية انعكست خلال الفترة الأخيرة بعد أن تحولت الملاعب إلى ساحات حرب. البداية كانت من ملعب مركب محمد الخامس خلال وقبل مباريات الديربي التي تجمع الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، حيث تحولت الكثير من المباريات إلى حرب حقيقية تتدخل خلالها المصالح الأمنية بقوة لمنع حدوث مجازر، لتتحول تلك المباريات إلى كابوس حقيقي، ليس فقط لرجال الأمن، ولكن لسكان البيضاء جميعهم.وبعد أن كان الجميع يعتقد أن الأمر خصوصية بيضاوية، انتقلت العدوى إلى باقي الملاعب الوطنية من فاس إلى طنجة إلى تطوان إلى الطريق السيار، إذ تتربص الجماهير ببعضها البعض في باحات الاستراحة للانتقام.وآخر تلك المواجهات تعود إلى أيام قليلة إذ وقعت مواجهات بين بعض المحسوبين على جماهير الجيش الملكي، التي كانت في طريقها إلى فاس من أجل مساندة فريقها، وأخرى من مساندي فريق المغرب الفاسي، العائدين من سلا بعد مباراة فريقهم ضد الجمعية السلاوية، عندما التقوا بإحدى المحطات المخصصة للاستراحة بالطريق السيار، والتي أسفرت عن تراشق بالحجارة من الجانبين، مما نتج عنه بعض الإصابات من الطرفين، كما تعرضت حافلة الفريق الفاسي لأضرار مادية، أصيب من خلالها اللاعب اليوسفي، ببعض الجروح.وحسب وصف أحد شهود عيان، فإن مدخل مدينة فاس تحول إلى ساحة لمواجهات دموية استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء، من سكاكين وسيوف وقنينات فارغة، وشهب اصطناعية، ما أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة لدى الطرفين، وإدخال ما يقرب من 7 أشخاص إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، في الوقت الذي أوقفت فيه مصالح الأمن أكثر من أربعين مشجعا.الأمر نفسه حدث السنة الماضية، حين تعرضت الحافلة التي كانت تقل أمل المغرب التطواني لاعتداء من قبل مجموعة تتكون من أزيد من 400 شخص قرب مدينة القنيطرة، حيث كان الفريق يستعد لمواجهة أمل النادي القنيطري، وأسفر الحادث عن إصابة 7 لاعبين بجروح متفاوتة، وتم تكسير حافلة الفريق. وتصل ذروة أحداث الشغب، ما سماه البيضاويون «الخميس الأسود»، حين خلق محسوبون على جمهور الجيش الملكي الرعب في شوارع المدينة قبل مباراة الرجاء الرياضي.الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل إن هؤلاء المشجعين اعترضوا سبيل عدد من النساء وسلبوهن حقائبهن اليدوية، واقتحم ثلاثة منهم محلا لبيع الدراجات النارية قبل أن يتدخل الأمن بقوة، ويتمكن من استعادة السيطرة على الوضع واعتقال حوالي 5 مشجعين. جماهير الجيش لم تسلم بدورها من اعتداءات محسوبين على جمهور الرجاء الرياضي، إذ كاد أحدهم أن يفقد إحدى عينيه بعد تعرضه للاعتداء من طرف مجهولين وآخرين تعرضوا لجروح وكدمات في أنحاء مختلفة من الجسم بعد دخولهم إلى البيضاء في رحلات غير منظمة وغير مؤطرة من طرف الأمن.لكن في الآونة الأخيرة تطورت الأمور بشكل كبير، خاصة بعد مهاجمة عدد من المشجعين لتداريب وداد فاس متهمة اللاعبين بالتهاون في مباراة الفريق الأخيرة أمام الرجاء الرياضي، حيث استغل المشجعون عدم وجود قوات أمن بالملعب واقتحموا أرضيته للاحتجاج، كما اعتدت على بعضهم بالضرب والسب.الأمر نفسه تكرر الخميس الماضي حين هاجم مجهولون مركب محمد بن جلون بالوازيس واعتدوا على لاعبي الوداد الرياضي، مخلفين عددا من الضحايا.أحمد نعيم

شغب الملاعب… فشل الاحتواء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القانون عجز عن الحد من الظاهرة

بروفيل : خيرت فيلدرز ... معارض الإسلام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات