“الخميس الأسود” …جعجعة بلا طحين

أحكام بالبراءة والحبس لم تتناسب مع حجم الأحداث التي شهدتها البيضاء حالة رعب حقيقية عاشتها الدار البيضاء، خلال أحداث الخميس الأسود التي سبقت مباراة الرجاء والجيش الملكي الموسم الماضي، بعد أن هاجم عشرات الأشخاص محلات تجارية وممتلكات عامة وخاصة، محدثين حالة فزع في نفسية كل من مروا على مقربة منه. سقطت بعض الرؤوس الأمنية عقب الحادث الذي هز مدينة البيضاء، ووجد رئيس المنطقة الأمنية عين السبع نفسه أول الضحايا خاصة أن الشرارة الأولى للأحداث انطلقت من محطة القطار المسافرين التابعة ترابيا له، بعد أن نزل جمهور الجيش الملكي بها، تاركا عناصر الأمن مرابطة بمحطة الوازيس التي كان من المرتقب أن ينزل بها الجمهور، حتى يتسنى تطويقه هناك، ونقله على متن حافلات إلى الملعب.انتشر خبر الاعتداءات وتحركت عناصر الأمن بسرعة لتقوم بعملية تمشيط أسفرت عن إيقاف حوالي 200 شخص، من بينهم حوالي سبعين قاصرا.خلفت الأحداث ردود فعل قوية مطالبة بإدانة المتهمين بأقصى العقوبات حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، وجاءت التهم مسايرة لحجم الأحداث، بعد أن توبع المعتقلون بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة والإخلال بالأمن العام، وإلحاق خسائر بممتلكات الدولة والخواص والتحريض على الكراهية بترديد عبارات عدوانية ومخلة بالآداب.وزادت متابعة المتهمين جميعا في حالة اعتقال، بمن فيهم القاصرون، من الاعتقاد أن المحاكمة ستكون درسا لكل من خولت له نفسه الاعتداء على ممتلكات الغير والإخلال بالأمن العام، كما أن التعزيزات الأمنية التي صاحبت أول جلسة أعطت انطباعا بأن القضاء سيكون صارما في التعامل مع هذا الملف.أحس أقارب المتهمين بقوة الملف وما ينتظر أبناءهم من عقوبات قد تكون مشددة، ما سينعكس على مسارهم الدراسي أو المهني، وبدا الضغط على القضاء من خلال تنظيم وقفة احتجاجية داخل المحكمة تعالت خلالها الهتافات مطالبة بإطلاق سراح الأبناء. ورددت أمهات وآباء وأقرباء المتهمين شعارات من قبيل «يا أمير المؤمنين أولادنا مظلومين» و»ملكنا واحد محمد السادس» في إشارة استغاثة بالملك من أجل التدخل لتمتيع أبنائهم بالسراح، كما رفعوا صور الملك وهتفوا بحياته. وهدد أقرباء المتهمين بالاعتصام داخل المحكمة حينما رددوا شعار «احنا باركين اهنا حتى يخرجو اولادنا»، فيما لم تتمالك بعض النساء أنفسهن واستسلمن لدموعهن، قبل أن يتدخل رجال الأمن ويطلبوا مغادرة القاعة غير أنهم تشبثوا بالبقاء بالداخل، قبل أن تعود هيأة المحكمة لمواصلة النظر في القضية، خاصة في مسألة طلبات السراح المؤقت.ودخل الدفاع على خط اللعبة نفسها، إذ عرفت الجلسة ملاسنات بينه وبين المحكمة حينما تحدث أحد المحامين دون طلب إذن، وهو ما أغضب رئيس الهيأة الذي طالب بالتزام أدبيات وأخلاقيات المهنة، قبل أن يتدخل ممثل النيابة العامة ويعتبر أن بعض المحامين يثيرون «الشوشرة»، ليرد عليه محام بصوت عال «الدفاع ما كيديرش الشوشرة»، قبل أن يتدخل رئيس الهيأة ويطلب من الجميع التزام الهدوء مستغربا سر هذا التوتر الذي لم يسبق أن عاش مثله في المحاكمات السابقة.المتهمون بدورهم مارسوا ضغطا على القضاء، إذ حاول بعضهم الهرب من قفص الاتهام، فيما رفض آخرون الامتثال إلى أوامر الأمن والعودة إلى السيارات لنقلهم إلى السجن، قبل أن تتدخل عناصر الأمن، التي كانت مرابطة داخل القاعة ، من أجل منع المتهمين من تجاوز قفص الاتهام الذي كانوا متجمعين به، كما رددوا شعارات مطالبين فيها بإطلاق سراحهم، ومؤكدين أنهم أبرياء ولم يقترفوا أي جرم.جاءت الاحتجاجات بالنتيجة وأعطى الملك تعليماته إلى مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، من أجل إطلاق سراح الأحداث الذين اعتقلوا في وقت سابق، وتسليمهم إلى عائلاتهم إلى حين إصدار حكم قضائي في الموضوع، لتنفذ على الفور ويصدر القاضي المشرف على الملف قرارا بتمتيعهم بالسراح. تــــــــــــــــواصلت المحاكمة في ظل أجواء مشحونة، وبعد العديد من التأجيلات التي أرهقــــــــــت عائـــــــلات وأقربـــــــــاء المتهمـــــين الذين كانـــوا يتنقلــــون في كل مرة من الرباط إلى البيضاء لمتابعة المحاكمة، جاء الحكم ليبرئ مجموعة من المتهمين، فيما أدان آخــــــــــرين بعقـــــــــــــوبات أقصاها ثلاث سنوات، لينتهي جزء من محاكمة أشخاص، قيل إن القضاء سيكون صارما معهم، حتى لا يعاد مثل تلك الأحداث. الصديق بوكزول

“الخميس الأسود” …جعجعة بلا طحين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"خبز الدار" لمواجهة إضراب المخابز

التمويل...لغز ظاهرة "الإلترات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات