“خبز الدار” لمواجهة إضراب المخابز

تخوف من ارتفاع أسعار خبز الأفرنة التقليدية المنتظر أن يغرق الأسواق اليوم وغدا تهديد أرباب المخابز بالدخول في إضراب عن العمل، لن يظل حبرا على ورق، إذ اتخذوا قرارا، لا رجعة فيه، وحددوا موعدا للتوقف عن تزويد الأسواق بمادة حيوية، محاولين وضع الحكومة أمام الأمر الواقع، لأنها ، حسب تعبيرهم، ترفض إخراج مطالبهم إلى أرض الواقع، نافين تهديهم لها. لكن بين موقف الحكومة التي رفضت الزيادة في أسعار الخبز، وإصرار أرباب المخابز بتحقيق مطالبهم، يقف المواطن المغربي، بين نارين، وهو يحرم من مادة حيوية لمدة يومين. من المنتظر أن يختفي الخبز من المخابز العصرية اليوم (الأربعاء) وغدا (الخميس)، الأمر الذي دفع العديد من العائلات، التقتها «الصباح» خلال جولتها بحي المعاريف بالبيضاء، إلى العودة إلى «خبز الدار» لسد حاجياتها من هذه المادة الحيوية، فيما فضل آخرون اقتناء كمية كبيرة من الخبز أمس (الثلاثاء). "خبز الدار" لمواجهة الأزمةوقفت العديد من العائلات عند خبر إضراب المخابز، مندهشة تفكر في الحلول البديلة بعد أن يختفي الخبز من المخابز العصرية، لكنها تخلصت من دهشتها وقلقها، بعد أن قررت العودة إلى «خبز الدار». وفي هذا الصدد قالت امرأة إنها بعد أن علمت بقرار المخابز، اقتنت الدقيق من أجل عجن الخبز بمنزلها «أعتقد أن أغلب العائلات فكرت في الأمر ذاته، تفاديا للدخول في دوامة البحث عن تلك المادة الحيوية التي لا تخلو منها كل دار».وأوضحت المرأة أن أرباب المخابز من حقهم المطالبة بإصلاح القطاع وتأهيله، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب المواطن البسيط، حسب تعبيرها، مطالبة بتدخل الجهات المسؤولة من أجل التفاوض مع أرباب المخابز وإيجاد حلول لمشاكلهم.وكشف شاب التقته «الصباح» أن قرار الدخول في الإضراب عن العمل ايجابيا بالنسبة إليه، باعتبار انه سيعود إلى تناول خبز من صنع يدي زوجته «اشتقنا إلى خبز الدار وإضراب المخابز فرصة جيدة لتعود زوجتي إلى تهييئه»، نافيا، في الوقت ذاته، أن يكون قرار المخابز في صالح المغاربة، باعتبار أن نمط حياة العديد منهم يمنعهم من إعداد الخبز بالمنزل. التهافت على الخبز قبل يوم من دخول المخابز في إضراب عن العمل، سارعت العديد من العائلات إلى اقتناء الخبز والاحتفاظ به في المجمد، باعتبار أنه، على حد تفكيرها، وجد الحل الأمثل لمواجهة أزمة «اختفاء الخبز» من الأسواق لمدة 48 ساعة. وفي هذا الصدد، كشفت امرأة كانت بمخبزة بحي المعاريف، أنها طلبت، قبل يوم من الإضراب، من صاحب مخبزة أن يحتفظ لها بأزيد من 40 خبزة، على أن تأخذها في المساء، مشيرة إلى أن خبر الإضراب نزل عليها مثل «الصعقة الكهربائية»، باعتبار أنها موظفة ولا تستطيع تجهيز الخبز بالمنزل «الأكيد أن المغاربة تهافتواعلى الخبز ليلة دخول المخابز في إضراب، ولا أعتقد أن الأمر سيمر بسهولة على العديد من العائلات». وأضافت المرأة أن ما يهم العديد من العائلات بعد أن علمت بقرار المخابز، اقتناء الخبز بكميات مهمة والاحتفاظ به، نافية أنها تعلم سبب اتخاذ قرار الإضراب «ما أهتم به حاليا أن الخبز سيختفي من المخابز، وغير ذلك لا أبالي به، باعتبار أنني مواطنة عادية لا تقوى على تحقيق مطالبهم كيفما كانت».ومن جهته، توقع شاب، تحدثت إليه «الصباح» أن يعود أرباب المخابز إلى تصعيد احتجاجاتهم في حال إذا لم تتدخل الحكومة لتعليق الإضراب «المواطن المغربي لا يستحق كل تلك الزيادات التي شهدتها بعض المواد الأساسية في عهد حكومة بنكيران، واليوم جاء الدور على الخبز»، متسائلا عن مصلحة المغاربة وسط الصراعات التي بين الحكومة وأرباب المخابز «يمكن أن يوفر المغاربة الخبز خلال يومين من الإضراب، لكن بعد ذلك سيعجزون عن ذلك، إذا استمر المهنيون في إضرابهم». أكبر المتضررين لن يتأثر المواطن العادي، فقط، بدخول المخابز العصرية في إضراب عن العمل، بل سيتجاوزه ليصل إلى أصحاب المأكولات الخفيفة والمطاعم، الذين عبروا عن تخوفهم من تداعيات القرار، سيما أن عملهم يرتكز أساسا على الخبز لإعداد الوجبات الخفيفة.وقال أحدهم إنه فكر في اقتناء كمية كبيرة من الخبز أمس (الثلاثاء) لتفادي الارتباك الذي سيحصل بسبب إضراب المخابز، إلا أنه تراجع عن ذلك، باعتبار أن الأمر يمكن أن يؤثر على جودة ما سيقدمه لزبنائه. وتوقع في حديثه مع «الصباح» أن تتراجع المخابز في آخر لحظة عن قرارها، باعتبار أنه قرار جريء وستكون له سلبيات كثيرة، مؤكدا أنهم يحاولون، فقط تهديد مسؤولي الحكومة ليلبوا مطالبهم «أستبعد أن ينفذ الإضراب، لأن المخابز لن تجرؤ على ذلك». وجد صاحب مطعم آخر الحل المناسب، إذ اتفق مع فرن تقليدي على أن يجهز له الخبز خلال أيام إضراب المخابز، محاولا تجاوز المشكل.ومن جانبه، لم يخف صاحب مقشدة استنكاره قرار الإضراب، مؤكدا أن الخبز الذي تعده المخابز مغشوش في وزنه، «المسؤولون يعلمون غش المخابز في وزن الخبز، إلا أنهم يغضون النظر عن ذلك، باعتبار أن تكاليف الخبزة ارتفعت خلال السنوات الأخيرة». وتساءل المتحدث عن سبب الإضراب إذا كان أرباب المخابز وجدوا الحلول للتصدي لارتفاع تكلفة جميع عوامل الإنتاج، مشيرا إلى أن المخابز تتجاهل مصلحة المواطنين وتضربها بعرض الحائط. الأفرنة التقليدية في الوقت الذي ستتوقف فيه المخابز عن بيع الخبز بكل أشكاله وأنواعه، ستنتعش تجارة الأفرنة التقليدية التي ستجد طريقها إلى المغاربة، الذين غالبا، ما سيتهافتون عليه لسد حاجياتهم. ونفى مواطن أن يكون لإضراب المخابز العصرية أي تأثير على المغاربة، سيما أن خبز الأفرنة التقليدية سيعوض خبزهم.وتوقع في حديثه مع «الصباح» أن تستغل تلك الأفرنة المنتشرة في كل شوارع البيضاء، الوضع وتنتج كميات كبيرة من الخبز، لتلبية حاجيات المغاربة خلال يومي الإضراب. لم يخف المواطن ذاته، خوفه من ارتفاع أسعار الخبز خلال إضراب المخابز، مؤكدا أن البعض سيستغل الفرصة ليربح أكثر «أتوقع أن ترتفع الأسعار، والخبزة التي تباع بدرهم و20 سنتيما، ستصبح ب 4 دراهم، الأمر الذي يدفعنا إلى مطالبة الحكومة بالتدخل ووضع حد للمشكل». أزاز: مواطنون تفهموا إضرابنا كشف الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات أن مواطنين تفهموا قرار الإضراب اليوم (الأربعاء) وغدا (الخميس)، وعبروا عن استعدادهم لمساندة «مهنيي الخبز» من أجل أن يسترجع المهني كرامته، محملا مسؤولية تبعات الإضراب إلى الحكومة التي رفضت فتح باب الحوار، وتتجاهل مطالبهم. وأوضح أزاز في تصريح سابق، لـ»الصباح» وقت الإعلان عن تاريخ الإضراب، أن مواطنين، عبروا عن مساندتهم للإضراب بعد أن علموا أن أرباب المخابز يسعون إلى تأهيل القطاع وإصلاحه «حتى لا يدخله كل من هب ودب»، مشيرا إلى أن الإصلاح سيعود بالنفع على الزبناء أيضا، باعتبار أن الجودة تحتاج إلى تأهيل. إعداد: إيمان رضيف

“خبز الدار” لمواجهة إضراب المخابز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتعـاش اقتصـادي بارتفـاع رواج الموانـئ

"الخميس الأسود" ...جعجعة بلا طحين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات