مغاربة لا يجدون مانعا في شراء تذكرة حفل ل»مالوما» ب3 آلاف درهم تزامنا مع «العيد الكبير» لا يؤمن الكثير من المغاربة بالمثال الذي يقول "القرش الأبيض لليوم الأسود"، إذ يعيشون يومهم دون التفكير في الموالي، ويصرفون ما في جيوبهم بعيدا عن الادخار والتوفير. فقد يصل الكثير من المغاربة إلى مرحلة الإسراف بسبب الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، إلا أنهم لا يقوون على ذلك. فكيف يمكن لمغربي ينتظره العيد الأضحى والدخول المدرسي ومصاريف العطلة وغيرها، أن يفكر في اقتناء تذاكر حفل "مالوما"، الفنان الكولومبي، الذي كان من المنتظر أن يحيي سهرة بمراكش، وصل سعرها إلى 3 آلاف درهم؟ فلا يجد الكثير من المغاربة، مانعا من عيش اللحظة، حتى لو كانت تكلفهم الكثير من المال، فالمهم بالنسبة إليهم الاستمتاع والخروج من الروتين "ومن بعد يحلها ألف حلال". فرغم كل ما ينتظر بعض المغاربة، لا يترددون في شراء تذاكر الحفلات الفنية وحضورها، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة الأولويات بالنسبة إلى فئات المجتمع المغربي، والكماليات أيضا، والتي يخصصون لها ميزانية مهمة، وفي الكثير من الأحيان يضطرون إلى الاقتراض من أجل تحقيقها. في هذا الصدد، قالت دنيا، مربية بالتعليم الأولي، إن أولوياتها في الحياة تختلف تماما عن أولويات أفراد أسرتها، مؤكدة أنها يمكن أن تقوم بكل شيء لحضور حفل "مالوما"، مثلا، وحتى لو كلفها ذلك الكثير من المال. وأوضحت دنيا، أن الانسان يعيش حياة واحدة. من أجل ذلك، لا بد من عيش تفاصيل كل لحظة والاستمتاع بها، دون التفكير في مشاكل المستقبل والعراقيل التي يمكن أن يواجهها، مؤكدة أن المال وضع من أجل إسرافه وليس للاحتفاظ به وتخزينه. ما تؤمن به دنيا، يختلف عن رأي والدتها، التي أكدت أن ما يميز الإنسان عن الحيوانات، هو العقل، قبل أن تضيف أن الإسراف والتبذير من الممارسات غير العقلانية، إذا صح التعبير، والتي يجب التخلي عنها، باعتبار أنها غالبا ما تقود الإنسان إلى الحافة وتجعله في دوامة من الأزمات. إيمان رضيف