سبيـلا يناقـش “الأخـلاق والسياسـة”

قال إن السياسة ارتبطت أكثر بمنطق الغنيمة بدل الأخلاق والمبادئ حل المفكر المغربي محمد سبيلا، أخيرا، ضيفا على فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة ومؤسسة عبد الواحد القادري في محاضرة احتضنتها قاعة المحاضرات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة في موضوع «الأخلاق والسياسة». وتطرق سبيلا في محاضرته إلى إشكالية العلاقة بين الأخلاق والسياسة. هذه العلاقة، كما قال، تبدو حديثا فكرا أكاديميا ، إلا أنها قد تنصب على الواقع بشكل مباشر ومضمر معا. وتوقف الباحث عند مفهومي الأخلاق من جهة والسياسة من جهة أخرى، مستعرضا تصورين مختلفين للسياسة في علاقتها بالأخلاق. التصور الأول تقليدي يضفي على الخطاب السياسي طابعا طهرانيا، وتصور حديث يميل إلى الفصل بين العنصرين.كما عمد صاحب كتاب «الحداثة وما بعد الحداثة» إلى تحقيب هذين التصورين بين العصر القديم والعصر الحديث خاصة مع مؤسس هذا الفكر توماس هوبز الإنجليزي الذي يعتبره بعض الفلاسفة كريستوف كولومب الفكر السياسي.وبعد توقفه عند التصور اليوناني ثم مبادئ نيكولا مكيافلي الإيطالي انتقل الدكتور سبيلا للحديث عن الوظيفة السياسية بما هي تدبير للمصالح يتغلف بالأخلاق ولغة الفضيلة، معتبرا أن الإنسان وإن كان يتظاهر بالمثالية والسمو فإنه جشع وشرس وخواف أي أن له حاجات بيولوجية ضاغطة يميل إلى تحقيقها. وهي حاجات لا تقبل التأجيل أو التسويف أو الإشباع الرمزي لأن علاقة الإنسان بالإنسان علاقة ذئبية، حسب تعبيره، وصراعية وحربائية.وعن تجليات الأخلاق والسياسة في الحالة المغربية، قال سبيلا إن السياسة بالمغرب وصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى منحط أخلاقيا وسلوكيا وحتى لغويا أي أنها ارتبطت أكثر بمنطق الكسب والغنيمة بدل الأخلاق والمبادئ. وقد كانت دوما كذلك، يقول الباحث، إلا إذا اعتبرنا مرحلة المقاومة ضد الاستعمار كفترة ارتبط فيها الوعي السياسي بالصبغة الأخلاقية.وانتقل صاحب كتاب «دفاعا عن العقل والحداثة» إلى مقاربة الواقع السياسي بالمغرب الذي قال عنه إنه انحدر حد الإسفاف فإن المثقف صاحب الضمير الأخلاقي فضل أن يبقى ملاحظا للمشهد دونما تورط فيه. لهذا لم يجازف المحاضر بتقديم بدائل لهذا التدهور مذكرا بأن التاريخ الحديث لبلادنا علمنا أنه كثيرا ما عمدت المؤسسات إلى إبادة البدائل أو إجهاضها.وجدير بالإشارة أن الدكتور محمد سبيلا تابع دراسته العليا بكل من كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط والسوربون بباريس. حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1967 وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1974. وفي سنة 1992، أحرز على دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط.له دراسات فلسفية بعدة صحف ومجلات: الاتحاد الاشتراكي، أقلام، وآفاق والوحدة، والفكر العربي المعاصر، والمستقبل العربي، والمناظرة كما أنه ساهم في تحرير مجلة "المشروع".التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب سنة 1967. ويتوزع إنتاجه بين البحث الفلسفي والترجمة. وله العديد من المؤلفات منها "مخاضات الحداثة" و"في الشرط الفلسفي المعاصر" و"حوارات في الثقافة والسياسة" و"زمن العولمة فيما وراء الوهم" و"مدارات الحداثة"، فضلا عن العديد من الترجمات لمؤلفات لمارتن هايدغر وكاترين كليمان ولويس ألتوسير وغيرهم، وكذلك بعض المؤلفات التعليمية المدرسية والجامعية في مجال الفلسفة.ع . م

سبيـلا يناقـش “الأخـلاق والسياسـة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : احتجاج حامل الشيك وحقه في الرجوع الصرفي (4/4)

بنعطية: رفضت عرض برشلونة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات