في وداع رجــل كـبـير

جنازة محمد امجيد حضرها الأمير مولاي رشيد ومستشار الملك ورئيس الحكومة وجمع غفير من المسؤولين والرياضيين وبسطاء جاؤوا اعترافا بالجميل و وري جثمان محمد امجيد، أيقونة الرياضة والسياسة والعمل الجمعوي بالمغرب، عصر الجمعة الماضي، بمقبرة الرحمة بجماعة دار بوعزة بالدار البيضاء، تنفيذا لتوصية أسر بها لأسرته، قبل أن يسلم الروح إلى باريها فجر الخميس الماضي بإحدى مصحات الرباط، عن سن 97 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. خلد امجيد إلى نومه الأبدي مرتاحا بعد جهاد طويل في حياة عاشها طولا وعرضا، وخلف فيها آثارا كبرى ستذكره بها الأجيال المقبلة، وسيجلها التاريخ في كتب الرجال الكبار الذين ما بدلوا تبديلا. هؤلاء الرجال الذين نشؤوا على العهد، وجربوا قساوة النضال والتضحية، منذ كان النضال له ثمن يقتطع لحما ويسيل دما في زنازين المعمر الفرنسي، ولم يثنهم ذلك عن حمل المشعل في مغرب الاستقلال من أجل إرساء القيم الكبرى لمجتمع التضامن والعطاء بلا حدود أو منة أو طلب مقابل.رجل بصيغة الجمع، زاوج بين دروب النضال الوطني في ميادين الرياضة والسياسة والإعلام والعمل الجمعوي والخيري والعلاقات العامة، مستثمرا شبكة علاقات كبيرة من رجالات الدولة وفي أوساط السياسيين ورجال الاقتصاد والصحافة، والأبطال الرياضيين ومسؤولي الجامعات وعلاقات متشعبة خارج الوطن.رجل إجماع بامتياز ورجل توافقات من الطراز الأول. لم يعرف عنه أن حشر أنفه في نزاع أو صراع، بل بحث دوما عن الحلول الوسطى والمناطق التي يلتقي فيها الجميع. هذا الجميع رد له بعض الجميل، عصر الجمعة الماضي، حين حج جمع غفير من المحبين والأصدقاء وزملاء العمل والنضال إلى مقبرة الرحمة لإلقاء النظرة الأخيرة على رجل حلم من أجل الآخرين.حضر الأمير مولاي رشيد، الذي كان تربطه علاقة خاصة بالراحل واعتبره صديقا له وجمعهما عدد من اللقاءات الرياضية والجمعوية، إلى جانب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الذي وقف إلى جانب فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، وتبادلا معه أطراف الحديث، كما حضر إدريس جطو، صديق الراحل ورئيس المجلس الأعلى للحسابات، وإدريس اليازمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وحسني بن سليمان، قائد الدرك الملكي، وخالد سفير، والي جهة الدار البيضاء الكبرى، وحسن أوريد، المؤرخ السابق للمملكة ومحمد ساجد، عمدة البيضاء، وعبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام لاتصالات المغرب.وفيما غاب بعض الزعماء السياسيين وأمناء الأحزاب، حضر من يمثلهم كعبد الهادي خيرات، عن الاتحاد الاشتراكي، ونزهة الصقلي وخالد الناصري عن حزب التقدم والاشتراكية، وعدد من المسؤولين والوجوه المعروفة في المجتمع المدني الذين رافقوا الفقيد في رحلة العمل عن قرب في الأحياء والقرى المهشمة.وفي الوسط الإعلامي، الذي ارتبط به محمد امجيد وربط علاقات واسعة مع رجالاته، حضر كل من فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ورئيس جامعة التنس، كما حضرت سميرة سيطايل، مديرة الأخبار بالقناة الثانية، والإعلامية فتيحة العيادي، البرلمانية بفريق الأصالة والمعاصرة، ونورالدين مفتاح، رئيس فدرالية الناشرين، ومدير أسبوعية الأيام، وآخرون.الرياضة مسقط روح الراحل امجيد جاءت لترد بعض الجميل لفاعل وجامعي ومسير من العيار الثقيل حول رياضة التنس إلى مختبر للأبطال الذين حصدوا عددا من الميداليات والانجازات في دوريات عالمية، ويرجع له الفضل في وضع اللبنات الأولى لجائزة الحسن الثاني الذي تخلد في 5 أبريل المقبل دورتها الثلاثين في غيابه.التنس الذي كان بالنسبة إلى محمد امجيد أكثر من مجرد رياضة، بل قاعدة لانطلاق عدد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية والاهتمام بالفئات المهمشة والهشة في المجتمع، إذ كان حلمه بناء ملاعب تنس صغيرة في جميع قرى المغرب.حضر الرياضيون جميعهم في الوداع الأخير. كان في المقدمة عزيز بودربالة، بطل 1986، وأحد المقربين وأصدقاء الراحل، كما حضر مصطفى الحداوي، وهشام الكروج، البطل الأولمبي وآخرون.كانوا هناك جميعا، وسط جمع غفير من المعزين والرفاق والأصدقاء وزملاء العمل في الجامعة ورفاق السياسة والفاعلين الجمعويين وأشخاص بسطاء كانت للراحل أفضاله عليهم، وجاؤوا لرد الجميل. سار الجميع في جنازة مهيبة وسط جموع الباكين والمودعين في ممرات اجتهد عمال الإنعاش الوطني في تهييئها، كما اهتموا بفضاءات المقبرة ومرافقها، استعداد للوداع الكبير. كما حرص رجال الأمن، الذين حجوا بكثافة، على تنظيم المسالك حتى تمر الحدث بشكل يليق بصاحبه، وهو الذي ظل مواظبا رغم المرض على حضور جنائز الآخرين والبكاء عليهم. جلالة الملك: وفاته خسارة للوطن بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل محمد امجيد، الذي وافته المنية، الخميس الماضي، بالرباط. ومما جاء في البرقية "علمنا مع عميق التأثر وبالغ الأسى، بوفاة المشمول بعفو الله، السيد محمد امجيد، الذي وافاه الأجل المحتوم، أحسن الله قبوله في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالرحمة والغفران".وأعرب جلالة الملك لهذه المناسبة المحزنة، لأفراد أسرة الفقيد الكبير، ومن خلالهم لجميع أصدقائه ومحبيه، عن أحر تعازي وصادق مواساة جلالته، سائلا الله العلي القدير أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. واستحضر جلالته في هذه البرقية "بكل تقدير، ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية حميدة، وغيرة وطنية صادقة على مقدسات الأمة وثوابتها، وما أبان عنه، رحمه الله، طيلة حياته الحافلة بالبذل والعطاء، من التزام وإقدام، وتفان ونكران ذات في ميادين العمل الوطني، وفي كافة المنابر والمسؤوليات الجمعوية والحقوقية والرياضية التي تقلدها، طيلة عقود من الزمن، مما يجعل من وفاته خسارة للوطن، وليس لعائلته الصغيرة فقط". إنجاز: يوسف الساكت

في وداع رجــل كـبـير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعيشة أقل غلاء في فبراير الماضي

الشفط أحدث طريقة للتخلص من "الجلالة"

مقالات ذات صلة