دينامية دبلوماسية يحركها نفوذ الملك

تنامي النفوذ المغربي كدولة يمكن أن يلعب دورا قطريا داخل منطقة شمال إفريقيا بفضل الاستقرار دشن الملك دبلوماسية ناجعة تتجاوز الجوار الملتهب مع الجزائر. الجولة الملكية إلى بلدان إفريقيا، أبانت على الموقع الإستراتيجي الذي يمثله المغرب في قلب إفريقيا، بصفه بوابة تعتمد على الاقتصاد في علاقاتها مع بلدان غرب إفريقيا، كما تعتمد على الدين ومحاربة التطرف والصداقة بين الأسر الحاكمة بهذه البلدان. بالمقابل ، يبرز تنامي النفوذ المغربي كدولة يمكن أن تلعب دورا قطريا داخل منطقة شمال إفريقيا، بفضل الاستقرار السياسي وانخراطها في حفظ السلم والأمن الدوليين، وكذا آلة دبلوماسية نشطت خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى العلاقات جنوب جنوب، أو شمال جنوب. "زلة لسان" تخلط أوراق العلاقات المغربية الفرنسية تحرك فرنسي سريع لاستدراك المعاملة الفجة والعبارات المهينة في حق المغرب لم تتأخر فرنسا في التحرك لتطويق أزمتها الدبلوماسية الأخيرة مع المغرب، بعد استنكار الأخير لما وصفته بالكلمات "الجارحة والعبارات المهينة"، المنسوبة لسفير فرنسا في الولايات المتحدة الأميركية فرانسوا ديلاتر، وقبل ذلك للمعاملة الفجة التي تعاملت بها السلطات القضائية الفرنسية مع السفارة المغربية في قضية اتهام مدير المخابرات المدنية المغربية بالتعذيب. ولمداواة نزلة البرد في العلاقة بين الرباط وباريس، على حد تعبير صحيفة "لوموند" الفرنسية، بادر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مهاتفة جلالة الملك ساعيا إلى تهدئة التوتر بين البلدين، إذ كشف بلاغ للديوان الملكي في الموضوع أنه "على ضوء التوضيحات التي تم تقديمها في هذا الشأن، اتفق قائدا البلدين على مواصلة الاتصالات خلال الأيام المقبلة على مستوى الحكومتين، والعمل وفق روح العلاقات المتسمة بطابع التميز التي تجمع البلدين".من جهتها اعتبرت الحكومة على لسان وزيرها في التواصل الناطق الرسمي باسمها أن " العبارات القدحية المذكورة جاءت على لسان الممثل الإسباني خافيير باريدم المعروف بعدائه المفرط للوحدة الترابية للمملكة، وذلك خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، في إطار حملة مغرضة ومنظمة ضد القضية المقدسة لجميع المغاربة".واعتبر مصطفى الخلفي أن "ما يزيد من الطابع المشين وغير المقبول لهذه العبارات، أن الحكومة المغربية تعمل دائماً على تعزيز العلاقات الثنائية مع فرنسا، في إطار الصداقة المتينة، والاحترام المتبادل، والشراكة ذات النفع المتبادل"، موضحا أن الحكومة "على ثقة تامة بقدرة فرنسا على معالجة ما خلفته هذه العبارات التي مست بكرامة جميع المغاربة"، وأن باريس تملك القدرة "على اعتماد أنسب الوسائل، لرفع الحيف والضرر، الذي سببته هذه العبارات، دون الاقتصار على مجرد تكذيب للناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ودون أي رد فعل للدبلوماسي المعني بالأمر، سواء نسبت إليه عن طريق الخطأ، أو أنه صرح بها فعلا".ووصل الغضب المغربي من "الإهانات" الفرنسية إلى حد إلغاء الرباط عددا من الزيارات الرسمية لمسؤولين فرنسيين كانوا يعتزمون زيارة المغرب، على خلفية التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين، إذ رفض المغرب استقبال مبعوث الرئيس الفرنسي للمغرب من أجل حماية كوكب الأرض، نيكولا هيلو، الذي كان من المفترض أن يزور المغرب يومي 24 و25 فبراير الجاري.وبدأت الأزمة الدبلوماسية على خلفية تقديم شكاوى للقضاء الفرنسي تتهم مدير المخابرات المدنية، بتعذيب مواطن فرنسي من أصل مغربي، ردت عليها الخارجية المغربية باستدعاء السفير الفرنسي في الرباط للاحتجاج، قبل أن تشتد الأزمة، بعد تصريحات مهينة للمغرب منسوبة للسفير الفرنسي في واشنطن.وتواصل السلطات الفرنسية مسلسل إعادة علاقاتها مع المغرب إلى سابق عهدها، إذ يرتقب أن تقوم وزيرة العدل الفرنسية، بداية أبريل المقبل، بزيارة الرباط لبحث تطبيع العلاقات القضائية، بعد أن أوقفت الحكومة المغربية التعاون التنائي بين البلدين في هذا المجال. وينتظر أن تعيد الزيارة العمل باتفاقيات التعاون القضائي المبرمة بين الرباط وباريس، خاصة بعد إعلان المحاكم الفرنسية أنها على علم بطبيعة نشاط أصحاب الشكايات المذكورة، وأن المشتكي عادل المطالسي، يتهم السلطات الأمنية المغربية بتعذيبه، وجهت إليه تهمة تهريب المخدرات بالمغرب وحكم عليه بسببها بالسجن مدة عشر سنوات سنة 2008.يذكر أن المطالسي اعتقل في مدينة طنجة متلبسا بمحاولة تهريب طن ونصف طن من المخدرات باستعمال طائرة خفيفة، وذلك في الوقت الذي كان يتابع فيه على خلفية قضية مماتلة أمام المحاكم الاسبانية.كما أقرت العدالة الفرنسي أن للمطالسي سوابق في غسل أموال، وأنه نجح بعد ترحيله إلى فرنسا في أبريل من العام الماضي، لاستكمال عقوبته في إطار اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، في انتزاع الإفراج المشروط.ياسين قُطيب

دينامية دبلوماسية يحركها نفوذ الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

20 سنة على إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر

فضيحة جنسية جديدة بالمحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات