3 أسئلة : عبد الغني الخرشي

المرأة تقتل رضيعها لأنها غير مستعدة لأن تكون أما كيف ينظر علم النفس إلى ظاهرة قتل الأم لرضيعها؟ هذه الحالة تسمى في علم النفس "الدهان النفاسي"، إذ أن المرأة خلال مرحلة الحمل أو الوضع، تعيش اضطرابات نفسية، موازاة مع حالة تشبه الهيستريا والوسواس القهري، تكون مصحوبة بقلق وبعض السلوكات المرضية، وتظهر في اليوم الثالث بعد وضع الأم لرضيعها، إذ تكثر رغبة المرأة في قتله أو الانتحار، وهو ما عايناه في العديد من الأحداث بمدن مغربية، قتلت فيها أمهات أبناءهن أو انتحرن بعد الوضع. وهناك تفسيرات عديدة لهذه الحالة المرضية، منها ما هو فيزيولوجي، يكون سببه في أغلب الأحيان إفرازات هرمونية، وآخر نفسي ، يعود إلى أزمة هوية لدى المرأة، خصوصا شخصية الأمومة، أي أن المرأة التي تقتل أو تحاول قتل رضيعها، تكشف أنها لم تكن مستعدة بعد لأن تكون أما، فتتورط في هذه الجريمة. وبخصوص قتل الأم العازبة لابنها؟ من الناحية الاجتماعية، أعتقد أن تورط الأم العازبة في قتل رضيعها، يعود إلى شعور بالذنب والخطيئة، لأنها أنجبت ابنا بطريقة غير شرعية، وبالتالي يتولد لديها دافع كبير للتخلي عن مولودها وهجرانه بأي طريقة درءا للفضيحة، سواء بوضعه أمام باب الخيريات أو التخلي عنه في أماكن عامة، أو قتله والتخلص من جثته.وسلوك الأم العازبة تحركه دوافع عديدة، منها النظرة السلبية للمجتمع وأيضا محاولة عائلتها التبرؤ منها، ونظرة الدين الصارمة للعلاقة بين الرجل والمرأة في إطار غير شرعي.ورغم هذه النظرة الدونية للمرأة العازبة، أصبحنا نجد في السنوات الأخيرة، نوعا من التضامن مع الأم العازبة، ومحاولة للتخفيف من معاناتها ومساندتها في محنتها، بعد أن تأسست شبكات وجمعيات تؤويهن بعد أن طردن من قبل أسرهن. كما أصبحت العديد من الخيريات تتكفل برعاية الأطفال المتخلى عنهم، وهذا يكشف أن المغاربة ما زالوا يحافظون على قيمهم الخاصة من قبيل التضامن الذي يعد فخرا لهم.كما نجد أن مجموعة من القوانين، خصوصا مدونة الأسرة، أصبحت تحمي الأم العازبة، إذ نصت على مجموعة من الإجراءات من قبيل الكفالة و إمكانية الأم نقل الجنسية المغربية لابنها في حال عدم وجود أب.وهنا يجب على المثقفين والمفكرين والفاعلين الجمعويين، العمل على إيجاد حل لوضعية الأم العازبة، ومساعدتها على التفكير في ذاتها بشكل إيجابي، لأن المرأة التي أنجبت في إطار علاقة غير شرعية أو اغتصاب يجب مساعدها على تأسيس نظام حياة جديد لها، ومساعدتها أيضا على منح الطفل المقبل، رمز من رموز التربية وأقصد به الأب، وهي النقطة التي استوعبتها الدول المتقدمة، التي أصبحت بها عائلات تقوم الأم بدور الأب أيضا من أجل رعاية أبنائها المولودين من علاقة غير شرعية. في نظرك أليس الإجهاض حلا مناسبا لهن؟ أظن أن المسألة تحتاج إلى اجتهاد ونقاش من قبل المختصين لإباحة الإجهاض من عدمه. كما نعلم، الإجهاض ممنوع في مجتمعنا، لكن الجرائم التي ترتكب في حق الرضع، أعتبرها أبشع من الإجهاض. لهذا كما قلت، على المختصين فتح مائدة للنقاش في هذا الموضوع من الناحية الدينية والقانونية، وأيضا من وجهة نظر علم الاجتماع، خصوصا في هذه الفترة التي تعرف ارتفاعا كبيرا بخصوص زواج القاصرات وحالات الطلاق.كما أود أن أختم كلامي بالإشارة إلى أن المجتمع يتطور ولا يتغير، وبالتالي فالنصوص القانونية ليست هي من ستغير العقليات وسلوك الأشخاص بل العكس. عبد الغني الخرشي, أستاذ علم النفس الطبيحاوره: مصطفى لطفي

3 أسئلة : عبد الغني الخرشي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتلن مواليدهن ورمينهم بالقمامة خوفا من العار

عدد الأمهات العازبات في تزايد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات