مقاولات مغربية بالجرف الأصفر تدق ناقوس الخطر

"إماتي" معرضة للإفلاس وتشريد حوالي 400 عائلة فجرت شركة «إماتي»، المتخصصة في الأشغال الكبرى، قضية من العيار الثقيل تتعلق بمسلسل تعرض مقاولات مغربية تشتغل بالجرف الأصفر، بنظام المناولة، مع مقاولات أجنبية، في أوراش بناء معامل بالمركب الكيماوي تابعة إلى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، إلى اغتصاب حقوقها وعدم احترام بنود العقود المنظمة لعملية المناولة. وقالت الشركة إن الأمر عرض مقاولات مغربية لأضرار مالية لا حصر لها ويعرض أخرى للعواقب ذاتها مع ما يرافق ذلك من تسريح لليد العاملة المشتغلة مع المقاولات المغربية سالفة الذكر، وهو ما يغذي أيضا «موجة احتجاجات ويؤجج الوضع الاجتماعي بأهم منطقة صناعية ببلادنا ويضرب في العمق تغني مسؤولين مغاربة بأن الجرف الأصفر حوض نموذجي للتشغيل ببلادنا».وشهدت الفترة الأخيرة، (قبل شهر)، موجة من الخروقات المتواصلة في حق مقاولات مغربية، تجلت في إنهاء عقود أشغال معها بطريقة وصفت بغير القانونية، وترتب عن ذلك تشريد أعداد كثيرة من اليد العاملة كانت تشتغل مع المقاولات المغربية المعنية وتعويضها بيد عاملة آسيوية في خرق سافر للقوانين المنظمة للعمل بالمغرب، وهو ما يفنذ القول بأن الجرف الأصفر حوض لتشغيل اليد العاملة الوطنية. ويسجل لمجموعة الفوسفاط موقفها النوعي من أجل ثني الشركة الكورية عن سلوكها سالف الذكر.وكانت شركة «إماتي» نموذج مقاولة مغربية توصلت بتاريخ 10 مارس الجاري بإشعار من شركة «دايو» في شأن فسخ العقدة التي تربط بينهما وهي موضوع تركيب مصنعين جديدين تابعين للمركب الفوسفاطي بالجرف الأصفر.وكان دفاع شركة «إماتي»، في إشعار مضاد إلى الشركة المعنية بالأمر، أخبرها من خلاله أن الشركة الكورية المعنية، طلبت من موكلته «إماتي» إخلاء ورش الأشغال سالفة الذكر في أجل أقصاه أول أمس (السبت)، دون احترام شروط وبنود العقدة التي تربط الطرفين.وكشف الإشعار، والذي تتوفر «الصباح» على نسخة منه، أن شركة «إماتي»، نفذت بنود وشروط العقد المبرم مع «دايو» بشكل احترافي، رغم العراقيل، حسب الدفاع، التي تسببت فيها الشركة الكورية.وكان دفاع «إماتي» اعتبر قرار فسخ العقدة من طرف الشركة الكورية مشوبا بالتعسف، وعرض موكلته لضرر كبير يتجلى في أنه يفوت عليها مكاسب مالية هامة ومستحقات في ذمة الشركة الكورية، ويخلق لـ «إماتي» مشاكل لا حصر لها مع مؤسسات مغربية أخرى تشتغل معها، فضلا عن أنه يشرد يدا عاملة مغربية تشتغل مع «إماتي» بشكل مباشر وغير مباشر تصل في مجملها إلى 400 عامل. وعاب عليه طابعه الانفرادي ودون تشاور مع جهات ذات صلة بالأمر، وأساسا المجمع الشريف للفوسفاط.وكان دفاع «إماتي» أكد أن إخلاء الورش في أجل أقصاه 15 مارس الجاري، (أول أمس)، فضلا عن طابعه التعجيزي، «يتضمن نية طمس قيمة الأشغال التي أنجزتها موكلته وتواصل إنجازها وفق ما تنص عليه بنود العقد».وحسب مسؤول من شركة «إماتي»، فإن النزاع بدأت خيوطه الأولى، بعد التأخير الصادر عن شركة «دايو» في احترام بنود العقد وعدم الوفاء بمسؤوليتها التعاقدية، وإرجاعها للمسؤولية الكاملة في التأخر سالف الذكر إلى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وعلى خلفية ذلك، رفضت «إماتي»، حسب مسؤولها دائما، إلصاق التأخر بالمجمع الفوسفاطي، وكانت ردة فعل الشركة الكورية إنهاء العقد مع «إماتي» بطريقة تعسفية، وهو ما دفع المقاولة المغربية إلى اتباع طريق قانونية للحفاظ على مكتسباتها التي يتم التنصيص عليها في العقد بين الطرفين.وطالب الدفاع ذاته بثني الشركة الكورية عن سلوكها، إلى حين إجراء خبرة مأمور بها قضائيا لمعاينة الأشغال المنجزة وتحديد قيمة الخسائر التي تكبدتها «إماتي» مع تحديد المسؤوليات.وشدد الدفاع أن أي مواصلة للأشغال المتعاقد بشأنها من غير شركة «إماتي»، من أي أحد كان، من شأنه أن يجعل القضية تأخذ منحى خطيرا، تترتب عنه مشاكل متعددة وضمنها منع الخبير المنتدب من إنجاز مهمته المأمور بها قضائيا وعرقلة عمله. وبحسب الدفاع، يعد ذلك مساسا بسلطة القضاء المغربي وهيبته وطمسا لمعالم الأشغال المنجزة من طرف «إماتي» والتي ما زالت مستحقاتها عالقة بذمة الشركة الكورية.وكانت جهات متتبعة قالت إن قضية «إماتي» تميط اللثام عن الوضع الذي تشتغل فيه مقاولات مغربية بالجرف الأصفر، ولم تستبعد أن تدخل على خط القضية أطراف في مقدمتها المجمع الشريف للفوسفاط الذي تنجز كافة الأشغال لفائدته، ومفتش الشغل بإقليم الجديدة ومندوب وزارة التجارة والصناعة ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بإقليم الجديدة، خاصة بعد تنامي ظاهرة تعرض مقاولات مغربية لمصير «إماتي». هذه الأخيرة التي تطلب من جميع المسؤولين زيارة ورش الأشغال للتأكد من أن أغلب ما ينجز بالجرف الأصفر يتم بسواعد مغربية مشهود لها بالكفاءة.وطالبت الجهات ذاتها من المسؤولين تكسير حاجز الصمت، وحماية المقاولات المغربية المشتغلة بالجرف الأصفر، حتى لا يتحول الانفتاح المنشود من وسيلة لتنمية سوق الشغل الوطنية، إلى عامل لقتل تلك المقاولات وتغذية جحافل البطالة.عبدالله غيتومي (الجديدة)

مقاولات مغربية بالجرف الأصفر تدق ناقوس الخطر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الربيع مناسبة للتخلص من الوزن الزائد

"مودايز" تحافظ على تصنيف سلبي للمغرب

مقالات ذات صلة