غضب الأتراك… “مليونيات” الرحيل

مواجهات بين الشرطة والغاضبين في إسطنبول وأنقرة وإزمير و أكثر من 50 مدينة أخرى تجاوزت احتجاجات الأتراك دائرة إسطنبول وتضاعفت أعداد الغاضبين على رئيس الوزراء طيب أردوغان، وخرج أكثر من مليوني متظاهر، بحر الأسبوع الماضي في مختلف أنحاء البلاد، بعد وفاة شاب في الخامسة عشرة إثر تدخل الشرطة لتفريق تظاهرة مناهضة للحكومة الصيف الماضي. خرج الغاضبون في أكثر من 50 مدينة في مقدمتها المدن الثلاث الكبرى، اسطنبول وأنقرة وإزمير، وذلك إثر شيوع خبر وفاة «بركين ألوان" الذي أصبح رمزا للصمود في وجه القمع الذي يمارسه النظام . وجاءت وفاة الشاب المذكور، الثلاثاء الماضي، بعد غيبوبة طويلة إثر إصابته، يونيو الماضي، بقنبلة مسيل للدموع في رأسه، لتعيد إشعال فتيل الاحتجاجات التركية. وأسفرت المواجهات العنيفة بين شرطة مكافحة الشغب والمواطنين الغاضبين عن سقوط سبعين جريحا بينهم 19 شرطيا واعتقال 417 متظاهرا حسب إفادات يومية "حريات ديلي نيوز". ولم يكن "بركين ألوان" أول ضحايا تدخلات الشرطة التركية، على اعتبار أنه يأتي ثامنا في لائحة قتلى حملة الاحتجاج على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المتهم من قبل جزء كبير من الأتراك ب"التسلط". عنف الشرطة ونقص المساءلة أعادت تظاهرات الأسبوع الماضي شريط أحداث يونيو التي استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد أن جاءت الحشود من كل مداخل أسطنبول وعبر شوارعها الكبرى من أجل المشاركة في جنازة "بركين الوان"، الذي أصابته الشرطة عندما كان ذاهبا لشراء خبز لأسرته. وما هي إلا ساعات قليلة بعد الإعلان عن الوفاة يوم الثلاثاء الماضي حتى وقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الغاضبين على رئيس الوزراء رجب أردوغان وعلى حكومته المتهمة بالفساد، إذ ردد المتظاهرون وغالبيتهم من الطلاب هتافات تدعو إلى استقالة الحكومة و"اردوغان قاتل" و"الدولة المجرمة يجب أن تحاسب". من جهتها حملت أسرة القتيل المسؤولية للحكومة، إذ قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش" إنه لم يجر فتح تحقيق مناسب بشأن الواقعة وإن تركيا لها سجل من «عنف الشرطة ونقص المساءلة". ولم تمكن دعوة الرئيس عبد الله جول إلى توخي الهدوء من تفادي المواجهات وتجدد الاشتباكات المستمرة منذ السنة الماضية بمحيط حديقة «غيزي" في اسطنبول قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى بأنحاء البلاد.وجاءت المظاهرات في البداية احتجاجا على خطط الحكومة لإزالة الحديقة المذكورة، إلا أن التعامل العنيف من جانب الشرطة حول تركيز النشطاء إلى النمط الاستبدادي لإدارة أردوغان بشكل متزايد. وشهدت الأسابيع الماضية احتجاجات جديدة تحول بعضها إلى أعمال عنف، ويتزايد الغضب إزاء تشريع جديد لتسهيل قمع الحكومة لأنشطة الانترنت وتسييس القضاء.ولم تغير الشرطة من طريقة تعاملها مع المتظاهرين وألقت القبض على عشرات المتظاهرين عقب احتجاجات الأربعاء، إذ ذكرت صحيفة "راديكال" التركية الصادرة، نهاية الأسبوع الماضي، أن قوات الأمن ألقت القبض على 11 متظاهرا في إسطنبول ليلة الأربعاء وعلى 20 آخرين في مدينة سامسون. ولم يجد أردوغان من سبيل لتجاوز الأزمة التي تمر منها حكومته غير اتهام جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري اليسارية التركية بالوقوف وراء الاحتجاجات متهما المتظاهرين بـ "حرق وتدمير" مكاتب حزب العدالة والتنمية في اسطنبول، ومشددا على أن أطرافا داخلية وخارجية مشاركة في تدبير فضيحة الفساد والاحتجاجات عليها.وبالتزامن مع ذلك تجددت اتهامات الحكومة بالفساد، إذ وضع موقع "تويتر" الذي كان وراء سلسلة تسريبات فضائح الفساد التركية ما وصفه بأنه "ملفات شرطة تتناول بالتفصيل عمليات كسب غير مشروع لوزراء سابقين"، موجها ضربة أخرى إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وذلك قبل أسابيع قليلة عن موعد الانتخابات.ووضع حساب "تويتر" الذي يستخدم اسما مستعارا روابط لوثيقة تقع في 299 صفحة وأخرى من 32 صفحة قدمت على أنها ملفات شرطة لتحقيق منشور في 17 من دجنبر الماضي، وتضخمت فضيحة الفساد لتتحول إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حكم أردوغان، إذ أرسلت ملفات الشرطة الخاصة بأربعة وزراء سابقين إلى البرلمان الذي فض انعقاده لفسح المجال أمام النواب لمباشرة الحملة الانتخابية المعارضة تطالب بالاستماع إلى أردوغانفي الوقت الذي تطالب فيه المعارضة التركية بدعوة البرلمان للانعقاد من أجل الاستماع إلى المزاعم ضد الوزراء يصف رئيس الوزراء فضيحة الكسب غير المشروع أنها مؤامرة لتشويه سمعته من جانب رجل الدين الإسلامي "فتح الله كولن" الحليف السابق الذي يقيم حاليا في الولايات المتحدة ويتمتع بنفوذ في الشرطة والقضاء بتركيا. وأعلن طيب أردوغان أول أمس (السبت) أن حزبه لن يقبل بمزيد من التوتر ولا الضحايا ، مشددا في خطاب بمحافظة "كوجالي" قرب اسطنبول على أنه لن يسمح بمزيد من التوتر والضحايا ولن يسمح "أبدا بأن يتحول الشارع إلى ساحة معركة"، وأنه " لا يريد أن يدفع أحد بشباب تركيا إلى النزول للشارع بزجاجات حارقة وحجارة وسكاكين". ولم يتردد اردوغان في وصف "بركين ألوان بأنه "عنصر تخريبي يعمل لحساب تنظيم إرهابي"، وكذا في اتهام المعارضة بمحاولة خلق أجواء من الفوضى قبل الانتخابات البلدية المرتقبة نهاية الشهر الحالي، داعيا أحزاب المعارضة والإعلام وأصحاب المؤسسات إلى الامتناع عن أي خطاب استفزازي. إنجاز: ياسين قُطيب أردوغان: الصبي المتوفى على علاقة بتنظيمات إرهابية اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، صبيا مات قبل أيام جراء إصابته في احتجاجات مناهضة للحكومة بأنه «على علاقة بتنظيمات إرهابية". وأشار إردوغان إلى أن بركين إلوان (15 عاما) لم يكن في طريقه لشراء الخبز عندما أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها الشرطة لتفريق متظاهرين معارضين الصيف الماضي. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي خلال مشاركته في حشد انتخابي، جنوب شرقي تركيا، في إطار الاستعدادات للانتخابات المحلية.ويُنظر إلى الانتخابات، التي يرتقب أن تجرى في 30 مارس الحالي، على أنها أول اختبار حقيقي لشعبية أردوغان بعد فضيحة فساد شملت شخصيات بارزة مقربة منه.وشهدت عدة مدن بتركيا مظاهرات واسعة عقب تشييع جثمان إلوان الثلاثاء الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما شرطي.واعتبر أردوغان أن الهدف من الاحتجاجات «إشاعة الفوضى للتأثير على الانتخابات المحلية." مضيفا أن، من وصفهم بتحالف «الفوضويين والإرهابيين والمخربين"، بالإضافة إلى أحزاب المعارضة والداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، يقفون وراء الاحتجاجات بهدف تقويض حكمه.وتعهد أردوغان، الذي صعد إلى سدة الحكم في 2002، بالتنحي حال خسارة حزبه، العدالة والتنمية، الانتخابات المقبلة.وكان رئيس الوزراء التركي اتهم الخميس الماضي المعارضة والإعلام وعالم الأعمال «بترهيب الشارع" قبل الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها في 30 مارس الجاري. وقال في اجتماع عام في مرسين جنوبي تركيا "إنهم يحاولون الحصول على نتيجة عبر إثارة وترهيب الشارع"، وذلك غداة يوم من المظاهرات الحاشدة التي شهدت مواجهات مع الأمن في مدن تركية عديدة.وخلال تدشين قطار جديد لمترو الأنفاق في أنقرة الجمعة الماضي، وجه أردوغان أيضا التهمة إلى متظاهرين متهمين بأنهم دمروا الأربعاء الماضي مقرا لحزبه، العدالة والتنمية، في إسطنبول. وتابع أردوغان «كان يفترض أن تكونوا ديمقراطيين وأنصار الحريات". وأضاف «إنهم دجالون، ولا يتمتعون بالنزاهة، ولا علاقة لهم بالديمقراطية... لا يؤمنون بصناديق الاقتراع. لكني متأكد من أن أشقاءنا في أنقرة وفي تركيا، سيقدمون الرد الملائم في 30 مارس".وتظاهر عشرات الآلاف الأربعاء الماضي في إسطنبول تزامنا مع جنازة فتى توفي بسبب جروح بالغة خلال تفريق الأمن مظاهرات ضد الحكومة في يونيو الماضي، ما أثار موجة غضب في عدة مدن مناهضة لأردوغان. وتوفي الصبي الثلاثاء الماضي بعد غيبوبة استمرت أشهرا طويلة وتحول إلى رمز للقمع الذي تمارسه الشرطة، كما تحولت تظاهرات الثلاثاء الماضي إلى صدامات مع الشرطة في عدة مدن تركية. واندلعت صدامات عنيفة بعد ظهر اليوم الموالي بين الشرطة ومتظاهرين لم تقتصر على إسطنبول بل وصلت إلى أنقرة وبضعة مدن أخرى. (وكالات)

غضب الأتراك… “مليونيات” الرحيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"اتصالات المغرب" تضيف خدمة جديدة لزبناء "جوال"

بالأرقـام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات