هوس الماس يستحوذ على المغاربة

سعر خاتم الماس يبدأ من 12 ألف درهم ويفقد 20 في المائة من قيمته عند إعادة بيعه لطالما استهوى الذهب المغاربة، رجالا ونساء، فالمعدن الأصفر كان وما زال دعامة للتباهي في المجتمع ووسيلة فضلى للادخار، قبل أن تغير الأزمة الاقتصادية الحالية سلوك المستهلك وتحيد به إلى مفهوم آخر للقيمة. يتعلق الأمر باستثمار نوعي طويل الأمد في حجر كريم ، أصبح مكونا رئيسيا في خلق الموضة والتقليعات. ساعات وحقائب وأساور... بلغت أسعارها حد التطرف، لمجرد احتوائها على قراط أو قراطين من "الماس". قبل أن يتعرف المغاربة على "بيزنيس" الماس، لم يكن هذا الحجر الكريم يتمتع بشعبية كبيرة في بلدان المغرب العربي، رغم منشئه الإفريقي وتركز نقاط استخراجه في دول كـ"سيراليون"، إذ ظل الذهب مرادفا لقيم الثراء والوجاهة الاجتماعية داخل مجتمعات البلدان المذكورة، فيما اعتبر الماس حجرا سحريا يحمل قيمة مادية مرتفعة، ترتبط بصعوبة جلبه وتطويعه أثناء عملية صياغته إلى حلي أو متاع للزينة.موضة الماس تسللت إلى المجتمع خلال الآونة الأخيرة، وباتت تستأثر باهتمام شريحة واسعة من متعقبي الموضة، خصوصا الأثرياء منهم، فالسمات الاستثمارية لهذا الحجر النفيس تتميز بطول الأمد ومحدودية الربح، فخاتم مرصع بالماس مثلا لا يحافظ إلا على 80 في المائة من قيمته الأصلية عند إعادة بيعه، ويمكن أن يحقق ربحا في أحسن الأحوال لا يتجاوز 10 في المائة.هذه السمات التي تظهر للوهلة الأولى سلبية بالنسبة إلى المستهلك الذي يتوخى الادخار، أثبتت جاذبيتها وفاعليتها عند بداية الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 2008، إذ استطاع الماس الحفاظ على قيمته بينما فشل الذهب في ذلك، حين هوت أسعاره بشكل متسارع خلال 2012، رغم إشارات النمو التي أظهرها المعدن الأصفر بداية السنة الجارية بزائد 3 في المائة. وحول الوضعية الحالية للسوق العالمية للألماس، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تستحوذ وحدها على حصة 40 في المائة من الطلب، متبوعة بروسيا، فيما يشير المنحنى السنوي للأسعار إلى توقعات بالارتفاع خلال السنوات المقبلة، إذ انتقل سعر القيراط من 100 دولار (حوالي 900 درهم) سنة 2009 إلى 180 دولارا (حوالي ألف و700 درهم) برسم السنة الماضية.وبالنسبة إلى السوق المغربية للألماس، التي ما زالت تتحسس طريقها مقارنة بأسواق دول الخليج، فيؤكد المهنيون في مجال صياغة الذهب والماس، تطور الطلب على الحجر الكريم بشكل متزايد سنة بعد أخرى، مستدلين على ذلك باستقرار بعض أشهر الماركات العالمية في مجال بيع وتسويق الماس في المغرب، علما أن احتياجات السوق من هذا الحجر تستورد في غالبيتها من بلجيكا، بترخيص خاص من قبل مكتب الصرف، وبأحجام صغيرة قابلة للنحت والتصميم، يمكن استغلالها في عمليات ترصيع الحلي الذهبية وغيرها من الإكسسوارات.وفي هذا الشأن تتعدد أنواع الماس، وتصنف في قيمتها وفق العدد والحجم ودرجة البريق، ويظل المنتوج الأكثر طلبا، وفق بعض مهنيي القطاع، قطع الماس المتراوح وزنها بين 0.30 و0.50 قيراطا، وكذا القطع التي يتجاوز وزنها القيراط بدرجة أقل، فيما أكد البعض الآخر تركز نسبة 95 في المائة من الطلب على قطع الماس الدائرية الشكل، ذات البريق، والتي تضم 57 فصا متوسط اللون. وبخصوص الأسعار، تعتمد محلات تسويق وبيع الماس في المغرب على الأسعار العالمية في تحديد سعر البيع، فسعر خاتم من الذهب الأبيض مثلا، يحوي 0.32 قيراطا من الماس، يمكن أن يصل إلى 12 ألف درهم، فيما يبلغ سعر الخاتم نفسه وفق المواصفات المذكورة 14 ألف درهم، إذ كان يحوي قطعة ألماس تزن 0.50 قيراطا، إلا أن هذه الصيغة التجارية تظل غير ثابتة، خصوصا أن الماس الذي يحافظ نسبيا على قيمته لا يدر هامش ربح كبير عند البيع، فالخاتم الذي يحوي قطعة تزن 0.50 قيراطا بسعر 13 ألف درهم، مرشح للبيع بسعر 10 آلاف و500 درهم فقط في أحسن الأحوال.بدر الدين عتيقي

هوس الماس يستحوذ على المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة : ماركات تسهل الأداء لتعميم الماس

يقـطــع المــــاس إلا المـــاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات