رأس القمار يطل على بنكيران من طنجة بعد قطعه بالبيضاء

"ميدي 1 تي في" تبث فقرات "طوطوفوت" التي منعها الخلفي في "دوزيم" بمبررات دينية شرعت قناة «ميدي 1 تي في»، الغائبة بامتياز عن لقاءات البرلمانيين وجلسات الأسئلة التي تهم تدبير شؤون القنوات التلفزيونية في بلادنا، في المدة الأخيرة، في بث فقرات إعلانية عن ألعاب القمار، أو «طوطوفوت»، على شاشتها، في خطوة يمكن اعتبارها متحدية لمصطفى الخلفي ، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي هدد، في فورة البدايات الحماسية الأولى لحكومة «بيجيدي»، بالاستقالة من منصبه، إذا لم يحترم الإعلام العمومي في بلادنا قراره منع برامج اليانصيب من التلفزيون.ولم تكتف القناة الطنجاوية، التي تشتغل في واد وباقي القنوات الوطنية في واد آخر، بتمرير فقرات «طوطوفوت» على شاشتها، بل اختارت لها توقيت بث في حوالي العاشرة مساء، خلافا للمذكرة الحكومية التي تسمح ببث تلك المواد في وقت متأخر من الليل، يكون غالبا بعد الأخبار الأخيرة، حماية للجمهور الناشئ الذي لا يكون أمام الشاشة في مثل ذلك التوقيت. (المذكرة جاءت حلا وسطا بعد الجدل الذي أثاره قرار الخلفي وأغضب مسؤولي التلفزيون العمومي).قد نفهم أن قناة «ميدي 1 تي في» لها وضعية خاصة وليست مجبرة على تنفيذ ما جاء في دفتر التحملات الخاص بالتلفزيون العمومي في المغرب، المثير للجدل، في انتظار البت في دفتر التحملات الخاص بها (وهذه قصة يطول شرحها)، لكن بالعودة إلى تصريحات الخلفي حول الموضوع، التي أكد من خلالها أنه لن يقدم أي تنازلات على مستوى نظام الأخلاقيات المؤطر للإعلام التلفزيوني العمومي، وأنه سيتعامل بالصرامة اللازمة ضد كل المخالفات المسجلة في هذا الإطار، وبالعودة أيضا إلى لهجته الشديدة والصارمة وهو يصر على توقيف بث برامج وإشهارات القمار في التلفزيون العمومي حتى لو كلفه ذلك منصبه الوزاري، يحق لنا التساؤل: هل يمكن التعامل بوجهين في موضوع ذي خلفية أخلاقية (وليست دينية أو إيديولوجية) مثلما سبق وأكد الوزير المنتمي إلى حزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية، حين قال إن قراره يتماشى ويتناسب مع الأخلاقيات والقيم المتعارف عليها في كل دول العالم التي تمنع هذا الصنف من الإعلانات في تلفزيوناتها العمومية، لحماية أجيالها الناشئة، كما ينسجم مع ما جاء في الدستور الجديد؟ لقد حرم الخلفي القنوات الوطنية التابعة للقطب العمومي من موارد مهمة كانت تتحصل عليها من إعلانات وبرامج «طوطوفوت». (القناة الثانية مثلا كانت تجني 2 مليار سنتيم في السنة عن مثل هذه البرامج، حسب ما أكدت مصادر من داخل القناة). ولم يتم تعويض تلك القنوات، التي تعرف مشاكل مالية كبيرة، من طرف الدولة، عما خسرته من جراء قرار المنع، رغم أن الوزير سبق أن وعد بذلك، ليجد المسؤولون داخل القطب العمومي أنفسهم حائرين اليوم أمام سياسة الكيل بمكيالين... سياسة «حرام علينا... حلال عليهم»... نورا الفواري

رأس القمار يطل على بنكيران من طنجة بعد قطعه بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البنزرتي: أمور كثيرة ليست على ما يرام

عقوبات حبسية وغرامات ثقيلة لردع "جرائم التعمير"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات