التحقيق في إجهاض شركة عمومية لإنتاج الأدوية ببرشيد

الوحدة كلفت حوالي 11 مليارا والوزير اكتشفها صدفة وجطو لم يشر إليها في تقريره تنكب لجنة من وزارة الصحة، بتنسيق مع المديرية الجهوية بجهة الشاوية ورديغة ومندوبية برشيد، على تحيين عدد من المعطيات المتعلقة بمشروع الوحدة الصناعية الخاصة بإنتاج الأدوية بالمدينة نفسها الذي أجهض في المهد، رغم كلفته الباهظة التي تناهز حوالي 11 مليار سنتيم . وقال مصدر مقرب من اللجنة إن مسطرة التدقيق والتحيين قد تصل إلى معرفة الأسباب الحقيقية وتحديد مسؤولية إجهاض هذا المشروع الذي كان يهدف إلى إنتاج الأدوية الأساسية التي يجري عادة استيرادها من مختبرات أوربية، أو شراؤها من مختبرات خاصة محلية ودولية تستثمر في المغرب، مؤكدا أن مشروع الوحدة الذي وصل إلى مراحله النهائية، وحدد له مقر قرب الصيدلية المركزية «اغتيل» في بداياته الأولى، لم تتحرك آلياته ومعداته قط لإنتاج حبة واحدة من «الأســــبرين».ووقف الحسين الوردي، وزير الصحة، أثناء زيارته قبل سنتين لبناية الصيدلية المركزية ببرشيد، على التجهيزات والآليات الخاصة بتصنيع الأدوية التي استوردت من شركات أوربية ووضعت في زوايا متفرقة من الوحدة، دون تشغيلها، أو الاستفادة منها، وبعضها مازال يحتفظ بأغلفته البلاستيكية، ومنها قطع متفرقة تنتظر التركيب.وحكت مصادر عاينت هذه التجهيزات كيف أن أغلبها تعرض للتآكل والصدأ والتلف، بعد أن جرى تجميعها في أماكن ضيقة داخل الصيدلية المركزية، بينما تحول مقر الوحدة الصناعية إلى مخزن للأدوية منتهية الصلاحية، وهو المخزن نفسه الذي اكتشف فيه الوزير حوالي 250 طنا من الأدوية الفاسدة، وأصدر توجيهاته بالتخلص منها، ما كلف ميزانية الحكومة حوالي 15 مليون درهم إضافية.وسبق لعلي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، أن نبه إلى هذا الموضوع الذي تقف وراءه سياسة جهنمية لاحتكار سوق الأدوية بالمغرب، متسائلا «كيف يعقل أن يجري بناء وحدة صناعية لإنتاج صناعة الأدوية ببرشيد بقيمة 11 مليار درهم، ويتم إقبار ذلك المشروع من طرف جهات خفية؟ والأمر واضح للعيان فهناك سياسيون سابقون يملكون أسهما داخل شركات الأدوية وليس من مصلحتهم أن تفتتح تلك الوحدة الصناعية، لأنها ستضر بمصالحهم».ولم يشر التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات إلى الوحدة الصناعية الخاصة بإنتاج الأدوية، حين تطرق إلى طرق تسيير المنتجات الصيدلية بالمستودع الرئيسي ببرشيد.واكتفى قضاة إدريس جطو بالتطرق إلى بعض العيوب التي تشوب بناء المستودع، من قبيل أن سقفه توجد به عدة تصدعات، ما يؤثر على العزل الحراري للمستودع ويؤدي إلى تسرب مياه الأمطار، كما لوحظت كذلك تسربات في قنوات المياه، إضافة إلى أن الممرات بين الرفوف في منطقة منصة التحميل غير واسعة بما فيه الكفاية لاستعمال الرافعات التي تصطدم في غالبية الأحيان بالرفوف، ما تترتب عنه عدة تشوهات في أماكن كثيرة، كما أن المستودع لا يتوفر على أي جهاز لقياس درجة الحرارة و الرطوبة.كما أشار التقرير إلى أن مستودع الصيدلية المركزية، يتميز بقدمه وحالته المتدهورة غير المناسب للتخزين، خاصة بالنسبة إلى منتجات تصفية الدم ومستلزمات الولادة التي يجري وضعها مباشرة على الأرض وتكديسها على ارتفاع عدة أمتار وبدون تصنيف ولا تصفيف لانعدام الرفوف، كما خربت الفطريات الطابق تحت أرضي وكذلك المنتجات المخزونة به، وقد تعرض المستودع لتسربات المياه، لعدم ارتفاعه بالنسبة إلى مستوى سطح الأرض ولا يتوفر على رصيف للشحن والتفريغ.يوسف الساكت

التحقيق في إجهاض شركة عمومية لإنتاج الأدوية ببرشيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قرار إلزامي لنقل مباريات الجيش إلى الجديدة

هجوم على أطباء بمستشفى المحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات