موليم… قصة نجاح أول مجموعة اقتصادية بآسفي

تعتبر مجموعة موليم، واحدة من المؤسسات والشركات التي صنعت لنفسها موطىء قدم في سوق التجهيزات الإلكترونية والمنزلية، إذ كانت انطلاقتها من مدينة آسفي، لتكبر يوما عن يوم حتى صارت واحدة من أهم المجموعات الاقتصادية بالمغرب، بالنظر إلى حجم معاملاتها وكذا تطورها الدائم، وتوفرها على حق توزيع أشهر وأكبر الماركات الإلكترونية العالمية. قصة نجاح هذه المؤسسة الاقتصادية، يقف وراءه رجل عصامي، استطاع أن يوصل هذه المجموعة إلى بر الأمان، ويتعلق الأمر بعبد المجيد موليم، الرئيس المدير للمجموعة، والذي ارتبط اسمها به. من يعرفونه يؤكدون، أن المعني بالأمر، ظهرت عليه منذ ريعان شبابه ميولات ومواهب لها ارتباط بعالم التجارة منذ كان تلميذا يكد ويجتهد لاجتياز امتحان الشهادة الثانوية، ولأن الموهبة تغلب على التوجيه، ورغم أن أساتذته ومعلميه كانوا يفتخرون بتفوقه ومثابرته في دراسته، فقد كان يميل نحو عالم التجارة ومعه كان هناك مشروع حلم، والحلم بدايته متجر صغير بعاصمة عبدة، بمنطقة "جمعة اسحيم"، إذ هناك كانت أولى البدايات، ومن هنا كانت أول خطوة تفجرت معها موهبة كان يختزنها منذ طفولته، ساعده في ذلك جديته وحبه في الاعتماد على نفسه وركوب التحديات لإبراز تلك المواهب في عالم التجارة.منعطف صغير قاده للعمل بمعامل الفوسفاط كموظف إداري، إذ لم يدم هذا المنعطف أكثر من ثلاث سنوات، لم يُنسِ الشاب العبدي، موهبته في عالم التجارة، إذ كانت السنوات الثلاث تلك كاستراحة المحارب الذي سينطلق بعد أن طلق الوظيفة دون رجعة، ليلج عالم التجارة من أبوابه الواسعة، خصوصا أن الفترة التي قضاها بإدارة المكتب الشريف للفوسفاط، لم يتوقف فيها عن تجربة تلك الموهبة، سواء من خلال التجارة في الملابس الجاهزة، ومنها إلى عالم مواد البناء، تم إلى التجارة في المواد الغذائية، ودائما كان الرجل يلعب كبيرا، فيتحول من البيع بالتقسيط إلى بائع بالجملة، إلى أن تبين له بأنه لم يُخلق للوظيفة ولا للكرسي الوثير، وأنه خُلق لكي يمارس التجارة التي ليست سوى عالم التحديات، والمنافسة والمصداقية، وتلك صفات اكتسبها وصقلها وأصبحت عنوانا لشاب سيغادر مسقط رأسه باتجاه العاصمة الإقتصادية، ومن هناك كانت الانطلاقة الثانية نحو عالم جديد، من هناك انطلقت الخطوة الأولى، لتليها خطوة ثانية بمنطقة سوس، قبل أن يعود إلى آسفي، في رحلة يحكيها لمقربيه وكأنها شريط سينمائي يحكي عن رجل انطلق من السفح ليصل بعد أربعة عقود إلى القمة، والقمة مجموعة اقتصادية أطلق عليها مجموعة موليم Groupe Moulim. ولأن الرجل كان ومنذ البداية يؤمن بآسفي وبمستقبلها الذي سيحين أجله ولو بعد حين، فقد أصر وقد صنع لنفسه اسما تجاريا على الصعيد الوطني أن يعود إلى الأصل، عاد الرجل إلى مدينته ومسقط رأسه وهو يحمل في نفسه مشروع حلم جديد بعد أن تحقق الحلم الأول، وأكد بذلك للمتشائمين بأن آسفي مدينة المستقبل والفرص المستقبلية الواعدة، وهو ما كان يجر عليه ابتسامات وهمسات تفيد أنه إنما عاد ليُحطم كل ما بناه في مدينة لا مستقبل لها، فكان يواجه ذلك بابتسامة تحمل ألف معنى، معتبرا بأن من استطاع أن يجد لنفسه مكانة بين أكبر تجار المغرب، لن يكون صعبا عليه أن يرسم تلك المكانة من نقطة البداية. اختار بعد ذلك عبد المجيد موليم، الذي يشغل مهمة عضو باتحاد مقاولات المغرب، أن يلج العمل الاجتماعين فكان ميلاد "مؤسسة موليم للشؤون الاجتماعية"، التي أصبحت تغطي جزءا من حاجيات فئة عريضة من الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الحاجيات الخاصة، من خلال تتبع علاج آلاف المرضى والتكفل بعمليات جراحية وبمصاريف التطبيب داخل وخارج آسفي، دون إغفال تقديم مساعدات عينية للمؤسسات الخيرية ونزلاء السجن المحلي ودور الأيتام والمسنين بآسفي وبمختلف جماعات الإقليم.ومن الدعم الإنساني إلى الدعم الرياضي، من خلال دعم فريق أولمبيك آسفي وجاره الدفاع الجديدي، بل إن دعمه سيتوجه في وقت من الأوقات إلى إنقاذ فريق المدينة للكرة المستطيلة الذي كان قاب قوسين من إعلان اعتذار عام، فكان الدعم الذي أعاد الروح لفريق استطاع خلال نفسه الموسم من الفوز بالبطولة وكأس العرش، وعن ذلك يكتفي رئيس مجموعة موليم بالقول إن المدينة تحتاج إلى أبنائها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي الوقت نفسه النضال ضمن فريق واحد للدفاع عن مدينة بدأت تتلمس طريقها نحو المستقبل.

موليم… قصة نجاح أول مجموعة اقتصادية بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بين الاحتلال البرتغالي وقصر البحر... مشاهد تاريخية من الذاكرة

الحيـداوي: المهنيـون واعـون بدورهم في تنمية الصيد البحري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات