آسفي… وجهة الفرص الاستثمارية

مشروعا الطريق السيار والميناء المعدني سيحولان المدينة إلى منطقة جذابة لاستقطاب المستثمرين عاشت مدينة آسفي، قبل عقود مخاضا عسيرا، وكانت شاهدة على العديد من الأحداث والمحطات التاريخية التي غيرت صورة وطن بأكمله. آسفي تلك المدينة الراقدة على المحيط الهادئ، التي وصفها أحد الرحالة الألمان بأنها "أجمل وأهم ما يملك المسلمون ما بين جبل طارق والحبشة".. هذه المدينة التي اتخذها المرابطون مركزا لتجميع قوافل الذهب الإفريقي، الذي ينقل عبر السفن إلى الأندلس لسك النقود، هي المدينة نفسها التي تشهد على فترة من الاحتلال البرتغالي، وتجسد قيم التسامح وقبول الآخر، بدليل أنها واحدة من المدن التي تعايش فيها المسلمون واليهود جنبا إلى جنب، ولم يكن ملاح يعزل اليهود دون غيرهم، بل كانوا جزء لا يتجزأ من المجتمع الآسفي. بالمقابل، عانت المدينة ولسنوات طويلة التهميش والإقصاء، وغابت عن المخططات الحكومات التي تعاقبت على المغرب، بعد فترة الاستقلال، وصارت الحياة بها رتيبة تبعث على الملل، وتزرع الشؤم في مدينة اعتقد الكثيرون أنه لا مستقبل لها. كثيرون، اعتقدوا أن كل الآمال والأحلام والوعود بتحويل آسفي إلى مدينة ذات جاذبية اقتصادية، تلاشت وتكسرت على حيطان المنسي، بل حتى بعض المهتمين بالشأن الاقتصادي شككوا في قدرة هذه المدينة، على أن تكون واحدة من المدن ذات مستقبل اقتصادي. لكن اليوم، لم تعد آسفي كالبارحة، بل أضحت اليوم، قطبا اقتصاديا مهما، بفعل الاستثمارات الضخمة التي تعرفها هذه المدينة، التي لعبت منذ عقود بل وقرون أدوارا طلائعية في العديد من المجالات. ضمن هذا الملف (خاص عن آسفي) نسترجع جزءا من ذكريات الماضي المشرق للمدينة لنستشرف آفاق المستقبل، ونستعرض العديد من المشاريع الهيكلية الكبرى التي ستغير من وجه المدينة، وتجعلها قطبا صناعيا واقتصاديا. فخلال العقد الأخير، تحركت عجلات التنمية بالإقليم، وتم وضع آسفي ضمن العديد من البرامج والمخططات الرسمية، وتم إخراج العديد من المشاريع الكبرى إلى حيز الوجود، وانقشع الأمل في غد أفضل، لتكون الزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى آسفي، محطة حاسمة شهدت ميلاد مشاريع مهمة بملايير الدراهم، أبرزها الطريق السيار الرابط بين آسفي والجديدة، ومشروع المحطة الحرارية والميناء المعدني الجديد، الذي يعتبر من بين الموانئ الكبرى الستة بالمغرب. كل هذه المشاريع الممولة من الميزانية العامة للدولة، أو تلك المشاريع المبرمجة والمنجزة من قبل عمالة آسفي أو مجلس جهة دكالة- عبدة وغيرها من المؤسسات، ستغير بكل موضوعية وجه مدينة تليدة، وتحولها إلى قطب اقتصادي ومدينة الفرص الاستثمارية الجديدة، لعدة اعتبارات منها الموقع الجغرافي المتميز للمدينة، وتوفرها على واجهة بحرية مهمة، وميناء معدني، بالإضافة إلى العنصر البشري، وهذه كلها مؤهلات تجعل من آسفي محطة جديدة مشجعة للاستثمار، كما يؤكد على ذلك العديد من المتهمين بالشأن الاقتصادي ببلادنا.. السكان ينتظرون من الوالي تحسين صورة المدينة إخراج مشاريع تأهيل البنيات التحتية إلى حيز الوجود ومواجهة بعض الظواهر السلبية أهم التحديات المطروحة أمام الوالي حمل تعيين عبد الفتاح البجيوي، على رأس ولاية جهة دكالة- عبدة عمالة إقليم آسفي، العديد من الدلالات من منطلق أن المسؤول الأول عن جهة دكالة- عبدة وعمالة إقليم آسفي، يتحدر من مدينة آسفي، إذ ازداد بها وترعرع بأحد أحيائها (حي أشبار)، قبل أن ينتهي به المقام بالإدارة الترابية، إذ تدرج في مختلف أسلاك وزارة الداخلية، بدءا من قائد بأقا مرورا باشتغاله رئيسا للدائرة ثم عاملا بإقليم طاطا وشيشاوة وخريبكة، قبل أن يعين واليا بجهة كلميم السمارة، ومنها عاد إلى مسقط رأسه آسفي.وتشاء الصدف أن يتزامن تعيين والي الجديد على رأس ولاية آسفي، مع انطلاقة دينامية اقتصادية مهمة بإقليم آسفي، ستحوله لا محالة إلى منطقة جذب اقتصادية مهمة.ويبدو أن والي آسفي، يعي جيدا أن له مسؤوليات جسيمة في إخراج المشاريع الكبرى للإقليم والتي أشرف على تدشينها جلالة الملك محمد السادس، خلال زيارته لآسفي، خلال أبريل الماضي، في آجالها المحددة.كما أن الوالي الجديد، سيكون مطالبا بإتمام العديد من المشاريع المتعلقة بتحديث البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية، وإتمام المشاريع التي أعطى انطلاقتها الوالي السابق عبد الله بندهيبة الذي أحيل على التقاعد، ومنها مشروع تهيئة سيدي بوزيد في شطره الثاني والسهر على إخراج مشروع تهيئة مدخل مدينة آسفي من جهة مراكش، وفقا للتصاميم التي تم إعدادها وتهيئة كورنيش تراب الصيني، وخلق منطقة اقتصادية جديدة. وزار عبد الفتاح البجيوي العديد من الأوراش والمشاريع التي تجري الأشغال بها، ووقف على طبيعة هذه الأشغال ووتيرة سيرها، إذ لم يخف رغبته في الإسراع بإخراج بعض المشاريع في أقرب الآجال، مشددا على أهمية هذه المشاريع في رفع مؤشر التنمية بالإقليم.وعلى العموم، فالوالي الجديد الذي قام بزيارات ميدانية للعديد من الجماعات الترابية الحضرية منها والقروية وكذا الغرف المهنية ومؤسسات أخرى، استمع خلالها بإنصات وإمعان إلى هموم ممثلي السكان والمهنيين، ووقف على حجم انتظارات المواطنين بتراب إقليم آسفي.وأدرك الوالي الجديد، أن هناك مطالب ملحة بتحويل آسفي إلى منطقة جذب اقتصادية، وخلق مصالحة بين المنطقة وسكانها، وإعادة الأمل إليهم في مدينتهم، وتشجيع الاستثمار بها.وإذا كانت بعض المطالب، تروم تحقيق تنمية شاملة تمس جميع القطاعات، وترفع الغبن عن سكان المدينة والإقليم، فإن مطالب أخرى رغم بساطتها، تتطلب تدخلا حازما وتضافر جهود العديد من الشركاء والفاعلين.ومن المطالب التي رفعها ممثلو السكان إلى الوالي الجديد، مطلب تحرير الملك العمومي بآسفي ووقف مسلسل السطو عليه، واستغلاله بشكل بشع، إذ أن المدينة، تحولت في الفترة الأخيرة إلى أسواق يومية عشوائية. فمن سوق ساعة إلى سوق العفاريت إلى سوق الكورس وادريس بناصر، وغيرها من الأسواق، إذ صارت العديد من الشوارع والأزقة تحت رحمة الباعة المتجولين.الأكيد أن بعض المطالب تتعالى أمام أي محاولة لتحرير الملك العمومي، بضرورة إيجاد بديل لذلك، غير أن لاشيء يبرر أن تنبت أسواق يومية وسط أحياء آهلة بالسكان، وتستعمل فيها مكبرات الصوت من طرف الباعة، ويضطر مواطنون إلى عدم إخراج سياراتهم من المرآب، لأن الشارع برمته محتل من قبل الباعة يتحدر أغلبهم من مدن غير مدينة آسفي.كما أن لا شيء يبرر استمرار السطو على الملك العمومي البحري، كما هو حال بعض أرباب المقاهي، الذين يستغلون الملك العمومي، بسواء بكورنيش بو الذهب أو بسيدي بوزيد في تحد سافر للقانون، زد على ذلك استغلال حدائق عمومية وتحويلها فضاءات للألعاب.كما يطالب المواطنون، بتأهيل أحياء وأزقة المدينة الجديدة (البلاطو) والاعتناء بها على اعتبار أنها تعكس جزءا من صورة المدينة.الأكيد أن العديد من الملفات أمام طاولة عبد الفتاح البجيوي والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليم آسفي، الذي سيكون مطالبا بإيجاد حلول لها، خصوصا في ظل الانتظارات الكبرى لسكان مدينتهم يحلمون أن تتغير صورتها نحو الأفضل. محمد العوال (آسفي)

آسفي… وجهة الفرص الاستثمارية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقرير ناري عن المخيمات الصيفية

50 مليار درهم لإنجاز مشاريع كبرى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات