تكريم إفريقيا في اختتام المعرض الدولي بالبيضاء

الدورة 20 للنشر والكتاب ناقشت قضايا ثقافية وفكرية متنوعة تختتم غدا (الأحد)، فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي استضاف هذه السنة دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، ضيفة شرف، من خلال تخصيص رواق ضم مجموعة من دور النشر بالمنطقة، فضلا عن حضور عدد من وزراء ثقافة هذه الدول. تواصلت أمس (الجمعة)، فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بتوقيع سلسلة من الإصدارات لعدد من دور النشر والهيآت الحكومية الوطنية والعالمية الحاضرة بأروقة المعرض، فضلا عن سلسلة من الندوات الموضوعاتية للمراكز الثقافية المعتمدة بالمملكة، من بينها «دار أمريكا» والمعهد الفرنسي والمعهد الإسباني «سيرفانتيس». من جهة أخرى، ناقش باحثون في الفلسفة، موضوع علاقة التماس والتكامل بين الدرس الفلسفي والتخيل الأدبي، مستدلين بنماذج من القرابة الكتابة بينهما وبين أدباء وفلاسفة من عدد من دول العالم، إذ أبرز الباحث عادل حدجامي، أن هناك تيارا وضعيا يرفض أي تعامل بين الفلسفة والأدب باعتبار أن رهان الأولى هو الحقيقة وأداتها البرهان ورهان الثاني هو الجمال وأداته الخطابة، مبرزا أن ديكارت نفسه الفيلسوف وعالم الرياضيات كتب «التأملات» التي تدرس نصوصه في أقسام الآداب باعتبارها أتت بمفهوم جديد للبلاغة والأسلوب. من جهته قال الباحث القانوني الصافي مومن علي إن سؤال «الفلسفة رحم للأدب» غير سليم على اعتبار أن الأدب جاء سابقا كرونولوجيا للفلسفة بمئات السنين كما عند الإغريق المعروف بـ»أسخيلوس» وفي الثقافة العربية بـ»المعلقات» كما يحمل أسماء أخرى في الثقافة الأمازيغية، مضيفا أن كتابه الذي صدر حديثا باللغة الأمازيغية بعنوان «الطريق الذهبي» هو أول كتاب في الفلسفة باللغة الأمازيغية التي اقتصر الإبداع فيها حتى الآن على الحكايات والأشعار والثقافة الشعبية البسيطة. وضمن فقرات البرنامج الثقافي للمعرض، أجمع المشاركون في ندوة «القصة القصيرة عبر الوسائط الإلكترونية»، التي نظمتها ورشة القصة القصيرة بالمغرب، على أن الوسائط التكنولوجية الجديدة شكلت متنفسا للقصة القصيرة، على اعتبار أن أغلب التعبيرات الإبداعية لم تجد طريقها إلى النشر الورقي. من جهة أخرى قدمت الأنتروبولوجية الإسبانية مايتي أوخيدا ماطا، برواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، مؤلفا مشتركا بعنوان «اليهود بين أوروبا وشمال إفريقيا بين القرنين 15 و 21». وأكدت الباحثة في جامعة بومبو فابرا ببرشلونة خلال هذا التقديم الذي قامت بتسييره الباحثة المتخصصة في التاريخ ليلى مزيان، على أهمية البحث التاريخي في معرفة خصائص الجالية اليهودية وأهميتها في العلاقة بين إسبانيا ودول شمال إفريقيا، مبرزة أن هذا المؤلف يعرض أهم المحطات التاريخية التي طبعت وجود اليهود السفرديم منذ طردهم من إسبانيا في أواسط القرن العشرين إلى غاية تقديم مشروع قانون إسباني أواخر سنة 2013 والقاضي بمنح الجنسية الإسبانية لأحفاد اليهود المطرودين من إسبانيا. ويتحدث المؤلف، الذي أشرفت عليه مايتي أوخيدا ماطا، حسب ورقة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عن وجود الجالية اليهودية بالمغرب منذ القرون الأولى والذي تقوى بعد سقوط الأندلس وطردهم سنة 1492، ويبرز الدور المحوري الذي لعبته هذه الجالية في الوساطة بين المغرب وإسبانيا في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مع التعمق في الوساطة الثقافية، كما يحلل الوضعية الجديدة التي عاشها اليهود في المغرب خلال عهد الحماية. ومن بين المحاور التي يشملها المؤلف فصل حول اليهود الموريسكيون المرتدين في جمهورية القراصنة بمدينة سلا، وآخر حول مكانة يهود شمال أفريقيا في الأدب الاستعماري الفرنسي بين سنتي 1860 و1962، بالإضافة إلى فصل يعرض التوترات اليهودية المسلمة في فترة الاستعمار الإسباني للمغرب إبان الجمهورية الثانية خلال الفترة بين 1931 و1936. ياسين الريخ

الخلفي...من صائد تقارير إلى متصد لها

إيقاف طبيبة مزيفة بمراكش

مقالات ذات صلة