حرب التفويضات بالبيضاء ترهن دورة الحساب الإداري

يعود مستشارون وأعضاء بالمكتب المسير بمجلس مدينة الدار البيضاء، بالتدريج، إلى عاداتهم القديمة، ما قبل استحقاقات الخطاب الملكي خلال افتتاح الدورة التشريعية السابقة، وهي العادات التي أوصلت المدينة إلى الحضيض، وحولتها إلى واحد من أسوأ النماذج في الحكامة والتدبير و"سوقا" يوميا للتداول في عملات المصالح الشخصية والغنائم الحزبية الضيقة. بعض المنتخبين ما إن طووا صفحة المخطط الاستعجالي، وعقدوا على شرفه مأدبة غداء بإقامة الوالي وندوة صحافية، حتى تفرغوا للنهش في جثة التفويضات التي سبق أن عطلها رئيس مجلس المدينة للأسباب نفسها الذي يعاد إنتاجها اليوم، بإخراج سيء، علما أن الأمر يتعلق بتوزيع منهجي لبعض مهام الرئيس على نوابه، غايته تسهيل إجراءات التدبير الجماعي وخلق نوع من الشراكة والتعاقد الأخلاقي في تسيير بعض القطاعات، وهو التعاقد الذي تحول إلى حق مشروع تسل دونه السيوف والخناجر للدود عنه.الأخبار المتسربة من اجتماعات حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة تؤكد أن هوة التفاهم مازالت شاسعة بين الحزبين الغريمين، ولم تنجح بعض الوساطات والمساعي الحميدة في إقناع أي طرف بتقديم تنازلات للطرف الآخر حول تقسيم كعكة التفويضات، خاصة في قطاعات بعينها تتعلق بتدبير العلاقة بين الشركات المفوض إليها في النظافة والماء والكهرباء والتطهير والإنارة العمومية. وحسب مصادر، فإن الأمر يتعلق بخلاف جوهري بين الحزبين المشكلين للأغلبية الجماعية حول أحقية كل واحد منها بالظفر بالتفويض الخاص بالنظافة والعلاقة مع شركة، وهو التفويض التي كان في وقت سابق تحت مسؤولية حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يجري تحويله إلى حزب التجمع الوطني للأحرار في النسخة الجديدة المقترحة من التفويضات. وأكدت المصادر نفسها إن الأصالة والمعاصرة تقدم بمقترح للتجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس المدينة بالفصل بين التفويض الخاص بالنظافة والآخر الخاص بشركة ليدك، واستفادة كل حزب من قطاع واحد، ما رفضه إخوان صلاح الدين مزوار الذين تشبثوا بحقهم في التناوب على قطاع التدبير المفوض، الذي ظل حزب "البام"، حسبهم، يحتكره منذ سنوات. وقالت المصادر نفسها إن هذا التوقف الاضطراري لمسار التفاوض حول تفويضات النواب العشرة للرئيس، لا يتعلق، فحسب، بقطاعي النظافة وليدك المتنازع عليهما، بل باعتراضات أخرى عبر عنها أعضاء في حزب الأصالة والمعاصرة (أمينة الاثنين، الصديق شكير وعمر فرخاني) الذين رفضوا مقترحات التفويض لهم في قطاعات النقل والمجازر الكبرى سوق الجملة والعلاقات الخارجية، التي اعتبروها بمثابة قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر في أية لحظة بين أيديهم، نظرا إلى حجم المشاكل التي راكمتها على مدى سنوات. وفي وقت الذي يطالب مستشارو العدالة والتنمية بتسريع وتيرة النقاش والحسم في ملف التفويضات قبل موعد دورة فبراير المقررة يوم الخميس المقبل، يفضل آخرون تغليب منطق الحكمة والعقل على المزايدات في مرحلة دقيقة تمر منها الدار البيضاء، وذلك بتأجيل موضوع التفويضات إلى ما بعد دورة الحساب الإداري، تفاديا لإذكاء الحزازات وتغليب سيناريوهات إفشال الدورة على نجاحها، علما أن الأمر يتعلق بأول دورة بعد إقرار المخطط الاستعجالي الذي يشكل اختبارا عسيرا لمنتخبي العاصمة الاقتصادية وسلطاتها الإدارية للتجاوب مع توجيهات الخطاب الملكي لـ11 أكتوبر الماضي. إضافة إلى موضوع التفويضات، توجد الدار البيضاء، منذ أيام، على صفيح ساخن، يلتهب، بين الحين والآخر، بزيارات لجان التفتيش التابعة لوزارة الداخلية في عدد من المقاطعات، آخرها مقاطعتا سيدي البرنوصي والقداء، حيث يجري التدقيق في عدد من الصفقات والملفات المالية وطلبات العروض، بالموازاة، عقد أعضاء الأخيرة (الأغلبية والمعارضة)، أمس (الأربعاء)، دورة الرحيل، حيث رفعت شعارات تطالب بتنحي سعيد حسبان عن الرئاسة، بعد إسقاط حسابه الإداري مرتين.يوسف الساكت

حرب التفويضات بالبيضاء ترهن دورة الحساب الإداري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شرطي يربح دعواه ضد المديرية العامة للأمن الوطني

الملك يضع أسس التعاون الثنائي الشامل بمالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات