مجلس الجالية يستعرض التجارب الإسلامية ببلجيكا

برمجة متنوعة تقدمها المؤسسة لإبراز إبداعات مغاربة العالم تتواصل، اليوم (الأربعاء)، فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم من قبل وزارة الثقافة، ويستضيف دول إفريقيا الغربية، ضيفة شرف هذه النسخة. وتحتضن أروقة المعرض، اليوم سلسلة من الندوات وحفلات التوقيع لعدد من الإصدارات، فضلا عن ورشات فنية ومحترفات موجهة إلى الطفل، إلى جانب لقاءات تواصلية بين الكتاب والزوار. احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب أول أمس (الاثنين)، مائدة مستديرة حول موضوع "الإسلام بالديار البلجيكية: أربعون سنة من الاعتراف" بمشاركة عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وخالد حاجي، رئيس مجلس إدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، وفريد العسري، المتخصص في الأنتروبولوجيا والباحث مساعد بالجامعة الكاثوليكية للوفان. وذكر بوصوف في مستهل هذه الندوة، أن الحديث عن إسلام بلجيكي يستمد مشروعيته من كون أن لكل بلد أوروبي خصوصيته، وأن النظام العلماني في أوروبا يختلف من دولة لأخرى، مشيرا إلى أن بلجيكا تعترف بالدين وتموله، وأن هناك خصوصية في النظام القانوني البلجيكي القائم على التوافقات، ولعل أشهرها كما ذكر التوافق المدرسي. أما بخصوص الأهداف التي من خلالها تسعى الدول الأوربية بشكل عام وبلجيكا بشكل خاص لتنظيم الإسلام، فذكر بوصوف مشكل تشتت الجمعيات الممثلة للجاليات الإسلامية، خاصة وأن السلطات الأوروبية تريد مخاطبا واحدا للتعامل معه، ودعا في نهاية مداخلته إلى إعادة النظر يتولى تمثيل الإسلام في أوروبا، مركزا على معيار العلم، داعيا أيضا إلى عدم إخضاع الإسلام للتقلبات السياسية، خاصة وأن كل فريق سياسي أوروبي يسعى إلى اختيار والتركيز على المسلمين الذين يتعامل معهم. ومن جهته قال الباحث الأنتروبولوجي فريد العسري إن بلجيكا تشكل فرصة تاريخية للمسلمين بسبب انفتاح الدولة على الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى أنه إذا لم تنجح هذه التجربة فلن تنجح التجارب الإسلامية الأخرى في أوروبا، مؤكدا في مداخلته أن واقع وحضور الإسلام في بلجيكا يتطلب تقديم وتقييم حصيلة أربعين سنة، منبها أن هذا الحضور مرتبط أساسا بمسلسل الهجرة، بما أن أغلب المسلمين يتحدرون منها. وذكر المتخصص في قضايا الإسلام في أوروبا أن المسلمين أصبحوا مصدر سوء فهم في الواقع الأوروبي، وفي المقابل أشار إلى أن الجانب المؤسساتي في الواقع الأوروبي لم يواكب بشكل كاف حقيقة تجذر الإسلام في أوروبا. وأشار العسري إلى ظاهرة توظيف الأرقام التي تتحدث عن حجم المسلمين في الفضاءات العامة ببلجيكا من طرف بعض الجهات في المجتمع الأوروبي، والتي تساهم في تغذية خطاب رفض المهاجرين خاصة من ذوي الأصول الإسلامية. أما خالد حاجي فذكر أن التحديات التي تواجه المسلمين في أوروبا جسيمة، تتطلب تكثيف الجهود لمواجهتها، مشيرا إلى أن الخطاب الإسلامي عاجز عن استيعاب تعقيدات الواقع الأوروبي، ولم يستطيع التعامل مع مقولة مقتضيات التحرك في الفضاء العام، مشيرا إلى أهمية إبداع مفاهيم جديدة لتطوير الخطاب الإسلامي في أوروبا. ويقدم المجلس برمجة متنوعة، تتوزع بين الندوات الفكرية واللقاءات التواصلية وتقديم الكتب والإصدارات، في سياق إبراز إبداعات مغاربة العالم، وتسليط الضوء على مجموعة من الكتابات التي أبدعتها الجالية المغربية المقيمة بالخارج. بوكوس يدعو إلى بلورة سياسة لغوية دعا الباحث الأكاديمي في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس إلى بلورة سياسة لغوية وطنية منصفة، وترسيخ المكاسب التي حققتها اللغة الأمازيغية بعد دسترتها، والسعي إلى تجويدها على مستوى السياسات العمومية. وقال بوكوس، في مداخلة له ضمن ندوة نظمت في إطار الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب حول «التنوع اللغوي بالمغرب»، إن الدستور الجديد اعتبر اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، وعليه تم اتخاذ جملة من الإجراءات لتمكينها من الاستفادة من موقعها الجديد على أساس المساواة، مطالبا الحكومة في هذا الإطار بتقديم مقترحات ملموسة بشأن القوانين التنظيمية الخاصة بترسيم الأمازيغية وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.وأكد بالمناسبة أنه بات من الضروري إيجاد إطار قانوني يلزم المؤسسات العمومية بإدماج اللغة الأمازيغية بما يتلاءم ووضعها الدستوري الجديد في جميع مناحي الحياة العامة، لاسيما في قطاعات التعليم والصحة والإعلام والعدالة والإدارة الترابية. وأبرز بوكوس أن تطور موقعة اللغة الأمازيغية في السياسة اللغوية العمومية، وأجرأة هذا التموقع في ضوء دستور 2011، يندرج في سياق سياسي وتشريعي مميز، سيتعزز مستقبلا بصدور القانونين التنظيميين المنصوص عليهما في الفصل الخامس من الدستور والمتعلقين بترسيم الأمازيغية وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، مشيرا إلى أن ترسيم هذه اللغة، والذي يعتبر حدثا سياسيا وثقافيا وازنا، هو نتاج تطور سياسي ساهمت فيه كل المؤسسات الوطنية وهيآت المجتمع المدني. وفي ما يتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، رأى السيد بوكوس أنه من الأجدر أن تكون الغاية الكبرى من إحداثه استراتيجية توجيهية، تفضي إلى صياغة سياسة ثقافية متوازنة ومعقلنة، وإلى تحديد توجهات عامة لحماية وتطوير اللغات، مضيفا أنه ينبغي أن يسهر على وضع سياسات قطاعية على غرار العمل الذي تقوم به المجالس الأخرى. ومن جهة ثانية، اعتبر أن مشروع الجهوية الموسعة يمثل فضاء نموذجيا للتدبير اللغوي والثقافي، خاصة وأنه حمل في طياته مشاريع مهيكلة هامة للمجال الوطني وفق رؤية جديدة بعيدة عن المقاربة التقليدية في علاقة المركز بالضاحية. وذهب إلى أن هذا الورش الكبير قادر على أن يؤسس لحكامة القرب، عبر إشراك الجهات في تدبير الشأن الثقافي واللغوي، في ظل الوحدة والسيادة الوطنية، مشددا على أن المقاربة الجهوية لمسألة التعدد اللغوي ينبغي أن تكون تشاركية ورشيدة، وتستثمر بالضرورة كل ما تحقق من مكتسبات، مع اعتبار المقتضيات الدستورية الخاصة بالتنوع اللغوي بمثابة مؤشر على الانتقال الديمقراطي الثقافي بالمملكة. إقبال متزايد على الكتب الدينية وإصدارات الأطفال تشهد أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته العشرين، إقبالا كبيرا من قبل الزوار على الكتب الدينية، سيما في ظل تزايد عدد دور النشر التي تعرض هذه النوعية من الكتب، التي تتوزع بين شرح القرآن والسيرة النبوية والأحاديث الدينية وبعض الجوانب المتعلقة بالحياة اليومية من المنظور الديني. وتواصل الكتب الدينية خصوصا لكبار علماء الدين الإسلامي، خلال هذه الدورة ريادتها على غرار الدورات الماضية، وهو أبرز عارض بأحد دور النشر المتخصصة في بيع الكتب الدينية، في حديث لـ»الصباح» إذ أبرز أن الإقبال المتزايد للجمهور على الكتب الدينية، تحكمه مجموعة من العوامل من بينها التنوع في الإصدارات المعروضة، وجودة الطباعة ومضامين الكتب المقدمة إلى جانب الظرفية التي تعيشها الدول العربية في الوقت الراهن، ما دفع العديد من دور النشر العربية إلى زيادة عدد إصداراتها الدينية. وأوضح العارض ذاته الذي يشتغل لصالح إحدى دور النشر المصرية، أن الكتب الدينية تبقى من أكثر الأصناف التي يقبل عليها الجمهور في مختلف المعارض العربية، وليس فقط في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. إلى جانب ذلك، تحظى كتب الطبخ والطفل بإقبال متزايد من قبل الزوار، سيما في ظل الزيارات المتكررة للمؤسسات التعليمية والجمعيات المشتغلة في مجال الطفولة والشباب، مع تنوع الاختيارات المعروضة أمام الأطفال، سواء في مجال القصة أو الرواية أو الكتب المساعدة على التحصيل المدرسي، فضلا عن عرض مجموعة من وسائل الإيضاح التي تساهم في دعم القدرات التعليمية للطفل.وأبرز حسن الوزاني، مندوب المعرض في حديث لـ»الصباح»، أن كتب الأطفال، تشكل إحدى الركائز الأساسية في خريطة دور النشر المشاركة في المهرجان، على اعتبار أنها تساهم في تنمية المدارك المعرفية والثقافية للناشئة. ياسين الريخ

مجلس الجالية يستعرض التجارب الإسلامية ببلجيكا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موظف يكشف خروقات رؤسائه بسطات

"الأولى" تصور برنامجا جديدا عن المسرح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات